الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حكاية نادي سترة.. و«نابولي» الإيطالي
نبارك لنادي الخالدية الرياضي الفوز بكأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم، كما نبارك لنادي سترة الرياضي ما حققه من نتائج متميزة، وحصوله على المركز الثاني في بطولة كأس الملك المعظم، والفريق يحتل مركزا متقدما في الدوري العام.. ويعيش اليوم في أفضل حالاته منذ تأسيسه عام 1957.
لا شك أن دعم شركة «طموح» له دور بارز في تقدم فريق نادي سترة الرياضي خصوصا، وفي تطوير لعبة كرة القدم في مملكة البحرين عموما.. هذا طبعا بجانب دور إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين والجماهير.. شخصيا، كنت أتمنى فوز نادي سترة الرياضي ببطولة كأس جلالة الملك المعظم هذا الموسم.. لأسباب عديدة.
للرياضة دور كبير في احتواء الشباب، وصقل مواهبهم، واستثمار طاقاتهم، وتوجيه أفكارهم نحو ما هو مفيد، والابتعاد عما هو غير مفيد.. فوائد الرياضة والفوز بالبطولات تجعل توجه المجتمع وتفكيره نحو أهداف وغايات جمعية مفيدة، كما تحمي الرياضة الأفراد والشباب لما فيه خيرهم وصالح مجتمعهم.
ما عاشه ويعيشه نادي سترة الرياضي اليوم ذكرني بحكاية نادي «نابولي» الإيطالي.. لقد كان ناديا مغمورا في جنوب إيطاليا، ولكن حينما جاء اللاعب الأرجنتيني الأسطورة «مارادونا» تربع فريق «نابولي» على عرش الكرة الإيطالية، والعالمية كذلك.
كتبت إحدى الجرائد الإيطالية وقتها: «بالرغم من أن مدينة «نابولي» بلا أعمدة ولا منازل ولا مدارس، ولا أتوبيسات ولا وظائف، أو صرف صحي.. كل هذا لا يهم، لدينا مارادونا».. ذلك أن مدينة «نابولي» تقع في جنوب إيطاليا.. ولم يسبق أن فاز أي فريق من جنوب إيطاليا ببطولة الدوري الإيطالي على الإطلاق قبل أن يأتي «مارادونا».
حينما جاء «مارادونا» لجنوب إيطاليا هزم كل فرق شمال إيطاليا.. وأعاد لمدينة «نابولي» كبرياءها، خلق فرحة لم تعرفها من قبل.. لقد هزم فريق «يوفنتوس» ومعه الأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني، وتفوق على فريق «إيه سي ميلان» ومعه اللاعب الهولندي ماركو فان باستن، وهزم فريق «الإنتر» ومعه القائد الألماني لوثر ماتيوس، وهزم فريق «أودينيزي» ومعه البرازيلي زيكو، لقد تغلب على كل هؤلاء السحرة، هزمهم جميعاً.
حتى عندما رحل «مارادونا» عن نادي «نابولي»، واصلت مدينة «نابولي» سحرها السياحي للعالم.. تماما كما واصل الفريق تميزه وتأثيره وقوته، وحافظ على مراكز متقدمة مع الأندية الكبار.. وحقق بطولة الدوري الإيطالي في موسم 2022.
لذلك نقول: من الأهمية بمكان استمرار دعم نادي سترة الرياضي، ودعم كافة الفرق والأندية البحرينية.. الدعم يسهم في تطوير اللعبة، تماما كما يسهم في احتواء الشباب والناشئة، وتوجيه الجماهير وأهالي المنطقة نحو مجال أرحب وأنفع من أي مجال آخر قد يتسبب فيما هو غير مفيد.
«سترة» برجالها وشبابها.. بتاريخها وقراها.. بمشاريعها الإسكانية والتنموية، والصحية والتعليمية التي تشهدها اليوم.. بفضل دعم واهتمام الدولة، بحاجة إلى مزيد من المراكز الشبابية والنسائية، ومعالجة الازدحامات المرورية اليومية فيها.. والتجاوب الكريم مع الاقتراح الذي قدمته النائب جليلة علوي السيد، بشأن تنفيذ مشروع متكامل لإنعاش وإعادة تأهيل «عين الرحى» و«عين السفاحية»، وتحويلهما إلى معلمين بيئيين وسياحيين مستدامين.
لذلك كله ولكثير غيره.. فإن «سترة» بعد الإنجازات الرياضية التي حققها الفريق الكروي.. ينبغي مواصلة الاستثمار فيها، ودعمها، وتطوير الخدمات لأهاليها والقاطنين بها.. تماما كما فعلت إيطاليا مع مدينة «نابولي» ذات يوم، ولا تزال.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك