العدد : ١٧١٩٤ - الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٤ - الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٦هـ

الثقافي

الكاتبة ميعاد نجران: نصوص الفقد التي كتبت من واقع الحياة

السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

أجرت‭ ‬اللقاء‭ ‬مسعدة‭ ‬اليامي

 

كتبت‭ ‬منذُ‭ ‬الصغر‭ ‬وعكفت‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬بكثافة‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والنصوص‭ ‬الوجدانية‭ ‬المؤشرة‭ ‬إلى‭ ‬الفقد‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبها‭ ‬ولإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حزنا‭ ‬وألما‭ ‬طافح‭ ‬عندما‭ ‬تقرأ‭ ‬وجدانياتها‭ ‬الا‭ ‬أنك‭ ‬تشعر‭ ‬بالمتعة‭ ‬والجمال‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحرف‭ ‬الذي‭ ‬نزف‭ ‬من‭ ‬محبرة‭ ‬القلب‭ ‬على‭ ‬الطرس‭ ‬ما‭ ‬يلثم‭ ‬الأفئدة‭ ‬بذلك‭ ‬الإبداع‭. ‬ضيفة‭ ‬اللقاء‭ ‬من‭ ‬واحة‭ ‬الاحساء‭ ‬المبدعة‭ ‬ميعاد‭ ‬نجران‭.‬

 

كيف‭ ‬كانت‭ ‬بدايتك‭ ‬مع‭ ‬الكتابة؟

بدايتي‭ ‬بالكتابة‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬كنت‭ ‬محبة‭ ‬للشعر‭ ‬وأحفظه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وأكتب‭ ‬ما‭ ‬حفظته‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المدرسة‭ ‬حتى‭ ‬عودتي‭ ‬منها‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬أكتب‭ ‬ما‭ ‬أطمح‭ ‬إليه‭ ‬بالمستقبل‭ ‬فلم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬أبداً‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أمارسها‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭.‬‮ ‬

 

كيف‭ ‬هي‭ ‬علاقتك‭ ‬مع‭ ‬خير‭ ‬جليس؟

علاقتي‭ ‬بالكتب‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة‭ ‬أصبحت‭ ‬علاقتي‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬والسبب‭ ‬أني‭ ‬كنت‭ ‬أقضي‭ ‬وقتي‭ ‬بين‭ ‬الكتب‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬تعب‭ ‬فهي‭ ‬الرفيق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمل‭ ‬ولا‭ ‬يخذل‭ ‬والأنيس‭ ‬في‭ ‬وحشة‭ ‬الليل‭ ‬بالكتب‭ ‬حياة‭ ‬أخرى‭ ‬وشعور‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أقرأ‭ ‬فيه‭ ‬كتابا‭.‬

 

النصوص‭ ‬الوجدانية‭ ‬عصية‭ ‬وتضاعف‭ ‬الألم‭ ‬ماذا‭ ‬تقولين‭ ‬عن‭ ‬ذلك؟‮ ‬

النصوص‭ ‬الوجدانية‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬النصوص‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬فهي‭ ‬تجعلنا‭ ‬نتشارك‭ ‬الألم‭ ‬نفسه‭ ‬رغم‭ ‬اختلافنا،‭ ‬والذي‭ ‬يقرأها‭ ‬سيشعر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قطع‭ ‬بتجربة‭ ‬مؤلمة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬لأحد‭ ‬فذلك‭ ‬سيخفف‭ ‬عنه‭ ‬ألمه‭ ‬ولن‭ ‬يضاعفه‭.‬‮ ‬

 

هل‭ ‬كان‭ ‬الفقد‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬نصوصك‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬وهل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الخوف‭ ‬عالقا‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬قلمك؟

نعم‭ ‬الفقد‭ ‬في‭ ‬نصوصي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحياة وأصعبها‭ ‬هو‭ ‬فقد‭ ‬أختي‭ ‬‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭.‬

الخوف‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أساسياً‭ ‬لكتاباتي،‭ ‬لكنه‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬لنصبح‭ ‬حذرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬تخطوها‭ ‬فما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬لنتعلم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نخاف‭.‬

‮ ‬

‭ ‬ما‭ ‬أقرب‭ ‬نص‭ ‬إلى‭ ‬قلبك‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬كتابك‭ ‬ولماذا؟

جميع‭ ‬النصوص‭ ‬قريبة‭ ‬إلى‭ ‬قلبي‭ ‬ولكن‭ ‬أقربها‭ ‬هو‭ (‬الفقد‭) ‬فعندما‭ ‬لا‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬عنه‭ ‬أجده‭ ‬أمامي‭ ‬ولو‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬كتابته‭ ‬فسيجدني‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬لأكتب‭ ‬عنه،‭ ‬لذلك‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬يرتبط‭ ‬بالفقد‭ ‬يكون‭ ‬الأقرب‭ ‬لقلبي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬آخر‭.‬‮ ‬

 

سأبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرتك‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬هل‭ ‬نجبر‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬رغم‭ ‬الفناء؟

لا‭ ‬شيء‭ ‬يبقى‭ ‬الى‭ ‬الأبد‭ ‬كذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬لكنه‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬نتغير‭ ‬ونعيش‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نعشه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فالوقت‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬أحداً‮ ‬فدائماً‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬ما‭ ‬لخلق‭ ‬أشياء‭ ‬جديدة‭.‬

‮ ‬

سأبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرتك‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬هل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إيحاء‭ ‬لدعوة‭ ‬المظلوم‭ ‬على‭ ‬الظالم؟

‭(‬سأبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرتك‭ ‬للأبد‭)‬

ليس‭ ‬إيحاء‭ ‬بدعوة‭ ‬المظلوم‭ ‬على‭ ‬الظالم بل‭ ‬إنك‭ ‬ستبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬من‭ ‬فقدك‭ ‬وفرط‭ ‬بمشاعرك‭ ‬الصادقة‭ ‬حتى‭ ‬تبقى‭ ‬له‭ ‬منك‭ ‬ذكرى‭ ‬يواسي‭ ‬بها‭ ‬نفسه‭ ‬ويعيش‭ ‬متندما‭ ‬على‭ ‬فقده‭.‬

 

ماذا‭ ‬تقولين‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الإحساء؟

الإحساء‭ ‬تمتاز‭ ‬بطبيعتها‭ ‬ومزارعها‭ ‬وأراضيها‭ ‬الخصبة‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬تشتهر‭ ‬به‭ ‬زراعة‭ ‬النخيل‭ ‬وإنتاج‭ ‬التمور‭ ‬ووفرة‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬التي‭ ‬يجعلها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المناطق‭ ‬الزراعية‭. ‬

فهي‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬موسوعة‭ ‬غينيس‭ ‬للأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬بأنها‭ ‬أكبر‭ ‬واحة‭ ‬نخيل‭ ‬بالعالم‭.‬

 

الكتابة‭ ‬شفاء،‭ ‬ميعاد‭ ‬كيف‭ ‬ذلك؟

الكتابة‭ ‬علاج‭ ‬وتطهير‭ ‬للنفس‭ ‬تجعلني‭ ‬متصالحة‭ ‬مع‭ ‬مجريات‭ ‬الحياة‭ ‬فأنا‭ ‬أكتب‭ ‬حتى‭ ‬أتشافى‭ ‬داخلياً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يزعجني‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬السهلة‭ ‬والمباشرة‭ ‬لتنظيف‭ ‬الطاقة‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭.‬

هل‭ ‬هناك‭ ‬إصدار‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬وهل‭ ‬تكتبين‭ ‬فنا‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬النصوص‭ ‬الوجدانية؟

نعم‭ ‬هناك‭ ‬إصدار‭ ‬جديد‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬سيكون‭ ‬قريباً،‭ ‬كتابة‭ ‬النصوص‭ ‬الوجدانية‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬لي‭ ‬ولكن‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤخراً‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬الروايات‭ ‬فربما‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬أصبح‭ ‬كاتبة‭ ‬لرواية‭ ‬فريدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬عن‭ ‬الإصدارات‭ ‬السابقة‭.‬‮ ‬

 

كيف‭ ‬هي‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬بالأحساء‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬للمواهب‭ ‬الأدبية؟

الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬بالأحساء‭ ‬باهرة‭ ‬وفي‭ ‬تطور‭ ‬ملحوظ،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تبهرنا‭ ‬بإبرازها‭ ‬للنشاطات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتراثية واستمرارها‭ ‬في‭ ‬الازدهار‭ ‬الدائم‭ ‬فهي‭ ‬كنز‭ ‬مليء‭ ‬بشبابها‭ ‬المبدعين الأحساء‭ ‬داعمة‭ ‬لكل‭ ‬المواهب‭ ‬ليست‭ ‬الأدبية‭ ‬فقط‭ ‬بتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أنفسهم‭ ‬ليظهروا‭ ‬ما‭ ‬عندهم‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭.‬

 

الكلمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لك‭ ‬فماذا‭ ‬تودين‭ ‬أن‭ ‬تقولي‭ ‬لنا؟

أولاً‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬أهالي‭ ‬نجران‭ ‬على‭ ‬دعمهم‭ ‬الدائم‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬إصداري‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬وليس‭ ‬غريبا‭ ‬عليهم‭ ‬هذا‭ ‬الرقي،‭ ‬فهم‭ ‬أهل‭ ‬نخوة‭ ‬وكرم‭ ‬والشكر‭ ‬لكِ‭ ‬أستاذة‭ ‬مسعدة‭ ‬اليامي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الشيق‭ ‬والممتع‭ ‬وأتمنى‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬ضيفة‭ ‬خفيفة‭ ‬عليكم،‭ ‬تمنياتي‭ ‬لكم‭ ‬دوام‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭.‬‮ ‬

*‭ ‬كاتبة‭ ‬وإعلامية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا