أجرت اللقاء مسعدة اليامي
كتبت منذُ الصغر وعكفت على القراءة بكثافة خلال جائحة كورونا والنصوص الوجدانية المؤشرة إلى الفقد هي الأقرب إلى قلبها ولإن كان هناك حزنا وألما طافح عندما تقرأ وجدانياتها الا أنك تشعر بالمتعة والجمال والتميز في ذلك الحرف الذي نزف من محبرة القلب على الطرس ما يلثم الأفئدة بذلك الإبداع. ضيفة اللقاء من واحة الاحساء المبدعة ميعاد نجران.
كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
بدايتي بالكتابة كانت منذ طفولتي، كنت محبة للشعر وأحفظه في تلك الفترة وأكتب ما حفظته على طاولة المدرسة حتى عودتي منها كنت دائما أكتب ما أطمح إليه بالمستقبل فلم أتوقف عن الكتابة أبداً وهذا ما جعلني أمارسها إلى الآن.
كيف هي علاقتك مع خير جليس؟
علاقتي بالكتب منذ سنوات، ولكن في فترة الجائحة أصبحت علاقتي بها أكثر من السابق والسبب أني كنت أقضي وقتي بين الكتب ساعات طويلة دون ملل أو تعب فهي الرفيق الذي لا يمل ولا يخذل والأنيس في وحشة الليل بالكتب حياة أخرى وشعور يختلف في كل مرة أقرأ فيه كتابا.
النصوص الوجدانية عصية وتضاعف الألم ماذا تقولين عن ذلك؟
النصوص الوجدانية من أقرب النصوص إلى القلب فهي تجعلنا نتشارك الألم نفسه رغم اختلافنا، والذي يقرأها سيشعر أنه ليس الوحيد الذي قطع بتجربة مؤلمة لم يسبق له وأن تحدث عنها لأحد فذلك سيخفف عنه ألمه ولن يضاعفه.
هل كان الفقد الموجود في نصوصك من واقع الحياة وهل لا يزال الخوف عالقا في فم قلمك؟
نعم الفقد في نصوصي كان من واقع الحياة وأصعبها هو فقد أختي – رحمها الله.
الخوف لم يكن أساسياً لكتاباتي، لكنه موجود في حياتنا لنصبح حذرين في كل خطوة تخطوها فما نمر به في هذه الحياة لنتعلم أكثر من أن نخاف.
ما أقرب نص إلى قلبك من نصوص كتابك ولماذا؟
جميع النصوص قريبة إلى قلبي ولكن أقربها هو (الفقد) فعندما لا أرغب في الكتابة عنه أجده أمامي ولو ابتعدت عن كتابته فسيجدني يوماً ما لأكتب عنه، لذلك أي نص يرتبط بالفقد يكون الأقرب لقلبي أكثر من أي نص آخر.
سأبقى في ذاكرتك إلى الأبد، هل نجبر الوقت على البقاء رغم الفناء؟
لا شيء يبقى الى الأبد كذلك الوقت، لكنه كفيل بأن نتغير ونعيش ما لم نعشه من قبل فالوقت لا ينتظر أحداً فدائماً هناك فرص في وقتٍ ما لخلق أشياء جديدة.
سأبقى في ذاكرتك إلى الأبد هل في ذلك إيحاء لدعوة المظلوم على الظالم؟
(سأبقى في ذاكرتك للأبد)
ليس إيحاء بدعوة المظلوم على الظالم بل إنك ستبقى في ذاكرة من فقدك وفرط بمشاعرك الصادقة حتى تبقى له منك ذكرى يواسي بها نفسه ويعيش متندما على فقده.
ماذا تقولين لنا عن طبيعة الإحساء؟
الإحساء تمتاز بطبيعتها ومزارعها وأراضيها الخصبة وأكثر ما تشتهر به زراعة النخيل وإنتاج التمور ووفرة المياه الجوفية التي يجعلها من أهم المناطق الزراعية.
فهي دخلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأنها أكبر واحة نخيل بالعالم.
الكتابة شفاء، ميعاد كيف ذلك؟
الكتابة علاج وتطهير للنفس تجعلني متصالحة مع مجريات الحياة فأنا أكتب حتى أتشافى داخلياً من كل ما يزعجني فهي من الطرق السهلة والمباشرة لتنظيف الطاقة السلبية عن الجسد.
هل هناك إصدار جديد في الأفق وهل تكتبين فنا آخر غير النصوص الوجدانية؟
نعم هناك إصدار جديد بإذن الله سيكون قريباً، كتابة النصوص الوجدانية هي الأقرب لي ولكن أصبحت مؤخراً أميل إلى قراءة الروايات فربما ذات يوم أصبح كاتبة لرواية فريدة ومختلفة عن الإصدارات السابقة.
كيف هي الحركة الثقافية بالأحساء وهل هناك دعم للمواهب الأدبية؟
الحركة الثقافية بالأحساء باهرة وفي تطور ملحوظ، ففي كل مرة تبهرنا بإبرازها للنشاطات الثقافية والتراثية واستمرارها في الازدهار الدائم فهي كنز مليء بشبابها المبدعين الأحساء داعمة لكل المواهب ليست الأدبية فقط بتشجيعهم على تطوير أنفسهم ليظهروا ما عندهم من إمكانات من خلال الفعاليات والأنشطة التي تقيمها.
الكلمة الأخيرة لك فماذا تودين أن تقولي لنا؟
أولاً أحب أن أشكر أهالي نجران على دعمهم الدائم من بداية إصداري إلى الآن وليس غريبا عليهم هذا الرقي، فهم أهل نخوة وكرم والشكر لكِ أستاذة مسعدة اليامي على هذا الحوار الشيق والممتع وأتمنى لو كنت ضيفة خفيفة عليكم، تمنياتي لكم دوام التوفيق والنجاح.
* كاتبة وإعلامية من المملكة السعودية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك