العدد : ١٧١٨٩ - الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٩ - الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

«مذكرات نشّال للمعلم عبدالعزيز النُص» للكاتب أيمن عثمان

‭  ‬صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬دوّن‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مذكرات‭ ‬نشّال‭ ‬للمعلم‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬النُص‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬وتحقيق‭ ‬لمذكرات‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الباحث‭ ‬أيمن‭ ‬عثمان

ويُعد‭ ‬الكتاب‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬غنية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬واللغة‭ ‬العامية‭ ‬الدارجة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬

يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أقسام،‭ ‬يستعرض‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عالم‭ ‬النشل‭ ‬ومدارسه‭ ‬وأساليبه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مصطلحات‭ ‬تلك‭ ‬المهنة‭ ‬وألفاظها‭ ‬الخاصة‭.‬

يتناول‭ ‬الكتاب‭ ‬حياة‭ ‬المعلم‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬النُص،‭ ‬الذي‭ ‬يروي‭ ‬قصته‭ ‬بلهجته‭ ‬العامية‭ ‬المصرية،‭ ‬مما‭ ‬يمنح‭ ‬المذكرات‭ ‬عمقًا‭ ‬ومصداقية‭. ‬ويكشف‭ ‬النص‭ ‬كيف‭ ‬تعلم‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬صغره،‭ ‬وكيف‭ ‬أحبها‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬حاجته‭ ‬المادية‭ ‬إليها،‭ ‬ثم‭ ‬توبته‭ ‬وعودته‭ ‬للتجارة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تضطره‭ ‬ظروف‭ ‬الكساد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المصاحب‭ ‬للحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬لعالم‭ ‬النشل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

تصف‭ ‬المذكرات‭ ‬بدقة‭ ‬عالم‭ ‬النشل‭ ‬وطوائفه،‭ ‬من‭ ‬الصبية‭ ‬الصغار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الدجالين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬فاخرة‭ ‬لإحكام‭ ‬خدعتهم،‭ ‬وتكشف‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬مدارس‭ ‬للنشل‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬منتشرة‭ ‬آنذاك،‭ ‬بعضها‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬الأثرياء‭ ‬فقط‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬النشل‭ ‬الراقي‮»‬‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المذكرات‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬المهمشين‭ ‬الذي‭ ‬ازدهر‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وتكشف‭ ‬عن‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للطبقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬من‭ ‬ملابسهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬تسوقهم‭ ‬ونزهاتهم‭ ‬الصيفية‭.‬

كما‭ ‬تبرز‭ ‬المذكرات‭ ‬ثراء‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ ‬المصرية‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحكي‮»‬‭ ‬الأدبي،‭ ‬وتوثق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مستخدمة‭ ‬اليوم،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬القايش‮»‬‭ ‬و«جعيصة‮»‬‭ ‬وغيرهما،‭ ‬والتي‭ ‬قام‭ ‬المحقق‭ ‬بشرحها‭ ‬معتمدًا‭ ‬على‭ ‬المراجع‭ ‬اللغوية‭ ‬القديمة‭.‬

وقد‭ ‬اكتسب‭ ‬الكتاب‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭ ‬بعد‭ ‬اقتباس‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬النُص‮»‬‭ ‬للنجم‭ ‬أحمد‭ ‬أمين‭ ‬منه‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬مما‭ ‬جذب‭ ‬الانتباه‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬أدب‭ ‬المهمشين،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الكاتب‭ ‬صلاح‭ ‬عيسى‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬مذكرات‭ ‬فتوة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أعاد‭ ‬فيها‭ ‬قراءة‭ ‬مذكرات‭ ‬المعلم‭ ‬أبو‭ ‬الحجاج‭ ‬يوسف‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المذكرات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬بطريقة‭ ‬فريدة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تظهر‭ ‬فقرات‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬تشويقي،‭ ‬ويُطلب‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬إرسال‭ ‬طوابع‭ ‬بريدية،‭ ‬وهي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النشر‭ ‬المصري‭ ‬حتى‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

 

 

«الصحوة» للكاتب الفرنسي لوران غونيل بترجمة عربية

 

صدرت‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬نوفل‭ - ‬هاشيت‭ ‬أنطوان،‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬ترجمة‭ ‬عربية‭ ‬لرواية‭ ‬‮«‬الصحوة‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬الفرنسي‭ ‬لوران‭ ‬غونيل‭.‬

تقع‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬152‭ ‬صفحة،‭ ‬وهي‭ ‬رواية‭ ‬لاذعة‭ ‬تنتقد‭ ‬بسخرية‭ ‬وبراعة‭ ‬تناقضات‭ ‬مجتمعها‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬مرآةٌ‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وصفعة‭ ‬للعقول‭ ‬النائمة‭.‬

ووفقًا‭ ‬للناشر،‭ ‬استوحى‭ ‬غونيل‭ ‬أحداث‭ ‬روايته‭ ‬هذه،‭ ‬والتي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬كتاباته‭ ‬السابقة،‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬مستندًا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع،‭ ‬ليكشف‭ ‬لنا‭ ‬كيف‭ ‬تُحوَّل‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬للسيطرة،‭ ‬وكيف‭ ‬تُصاغ‭ ‬القوانين‭ ‬لتجبرنا‭ ‬على‭ ‬الانصياع‭ ‬لأمرها‭ ‬معتقدين‭ ‬أنّنا‭ ‬نختار‭ ‬مصيرنا‭ ‬بأنفسنا‭.‬

يستيقظ‭ ‬توم‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬حياةٍ‭ ‬مُختلفة‭ ‬تمامًا‭. ‬الخوف‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬والسلطة‭ ‬تفرض‭ ‬قوانين‭ ‬جديدة‭ ‬تُحكم‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬العقول‭ ‬قبل‭ ‬الأجساد،‭ ‬باسم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامّة‭. ‬قرارات‭ ‬غريبة‭ ‬تُتّخذ،‭ ‬عقوباتٌ‭ ‬تُسنّ،‭ ‬والناس‭ ‬ينقسمون‭ ‬بين‭ ‬مُنصاعين‭ ‬ومتمرّدين‭.‬

من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬يراقب‭ ‬كريستوس‭ ‬اليوناني‭ ‬الأخبار‭ ‬جالسًا‭ ‬عند‭ ‬شرفته،‭ ‬متلذّذًا‭ ‬بالنسمات‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬مُحمّلةً‭ ‬برائحة‭ ‬أكل‭ ‬المطاعم‭ ‬وضحكات‭ ‬السيّاح‭. ‬لا‭ ‬يعجبه‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬ويقلقه‭ ‬أمر‭ ‬توم‭. ‬فالخوف‭ ‬ليس‭ ‬مجرّد‭ ‬شعور‭... ‬بل‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬من‭ ‬يجيد‭ ‬استخدامه‭. ‬وحين‭ ‬يبدأ‭ ‬توم‭ ‬أخيرًا‭ ‬بطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬تنقلب‭ ‬نظرته‭ ‬إلى‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬حوله‭.‬

لوران‭ ‬غونيل‭: ‬كاتب‭ ‬فرنسي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬عام‭ ‬1966‭. ‬عمل‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حملته‭ ‬أزمة‭ ‬وجوديّة‭ ‬صعقته‭ ‬فجأة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مهنته،‭ ‬فغاص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس،‭ ‬وخاض‭ ‬رحلات‭ ‬استكشافيّة‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬روحاني‭ ‬فلسفي‭ ‬التقى‭ ‬خلالها‭ ‬حكماء‭ ‬ومتنوّرين‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬في‭ ‬رصيده‭ ‬عشر‭ ‬روايات‭ ‬تُرجمت‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬لغة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬تعلّمتُ‭ ‬أن‭ ‬أعيش‮»‬‭ ‬التي‭ ‬صدرَت‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬نوفل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا