«مذكرات نشّال للمعلم عبدالعزيز النُص» للكاتب أيمن عثمان
صدر حديثًا عن دار دوّن كتاب «مذكرات نشّال للمعلم عبد العزيز النُص»، وهو إعادة تقديم وتحقيق لمذكرات نُشرت في عشرينيات القرن الماضي، قام بها الباحث أيمن عثمان
ويُعد الكتاب وثيقة تاريخية غنية تكشف عن تفاصيل الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية واللغة العامية الدارجة في مصر خلال تلك الفترة.
يقع الكتاب في أربعة أقسام، يستعرض من خلالها عالم النشل ومدارسه وأساليبه، بالإضافة إلى مصطلحات تلك المهنة وألفاظها الخاصة.
يتناول الكتاب حياة المعلم عبد العزيز النُص، الذي يروي قصته بلهجته العامية المصرية، مما يمنح المذكرات عمقًا ومصداقية. ويكشف النص كيف تعلم المهنة في صغره، وكيف أحبها رغم عدم حاجته المادية إليها، ثم توبته وعودته للتجارة، قبل أن تضطره ظروف الكساد الاقتصادي المصاحب للحرب العالمية الأولى إلى العودة لعالم النشل مرة أخرى.
تصف المذكرات بدقة عالم النشل وطوائفه، من الصبية الصغار إلى «الدجالين» الذين يرتدون ملابس فاخرة لإحكام خدعتهم، وتكشف عن وجود «مدارس للنشل» كانت منتشرة آنذاك، بعضها متخصص في سرقة الأثرياء فقط مثل «مدرسة النشل الراقي».
وتعد هذه المذكرات جزءًا من أدب المهمشين الذي ازدهر في عشرينيات القرن الماضي، وتكشف عن مظاهر الحياة اليومية للطبقات الاجتماعية المختلفة في مصر، من ملابسهم وعاداتهم إلى أماكن تسوقهم ونزهاتهم الصيفية.
كما تبرز المذكرات ثراء اللغة العامية المصرية وقدرتها على «الحكي» الأدبي، وتوثق الكثير من المصطلحات الشعبية التي لم تعد مستخدمة اليوم، مثل «القايش» و«جعيصة» وغيرهما، والتي قام المحقق بشرحها معتمدًا على المراجع اللغوية القديمة.
وقد اكتسب الكتاب شهرة واسعة بعد اقتباس مسلسل «النُص» للنجم أحمد أمين منه خلال شهر رمضان، مما جذب الانتباه مجددًا إلى عالم أدب المهمشين، على غرار ما فعله الكاتب صلاح عيسى سابقًا في «مذكرات فتوة»، التي أعاد فيها قراءة مذكرات المعلم أبو الحجاج يوسف.
جدير بالذكر أن هذه المذكرات كانت قد نُشرت في الأصل بطريقة فريدة، حيث كانت تظهر فقرات منها في إعلان تشويقي، ويُطلب من القراء الراغبين في الحصول على نسخة إرسال طوابع بريدية، وهي الطريقة التي ظلت سائدة في عالم النشر المصري حتى ثلاثينيات القرن الماضي.
«الصحوة» للكاتب الفرنسي لوران غونيل بترجمة عربية
صدرت حديثًا عن دار نوفل - هاشيت أنطوان، في بيروت، ترجمة عربية لرواية «الصحوة» للكاتب الفرنسي لوران غونيل.
تقع الرواية في 152 صفحة، وهي رواية لاذعة تنتقد بسخرية وبراعة تناقضات مجتمعها. كما أنها مرآةٌ للمجتمعات الحديثة، وصفعة للعقول النائمة.
ووفقًا للناشر، استوحى غونيل أحداث روايته هذه، والتي تختلف عن كل كتاباته السابقة، من جائحة كورونا، مستندًا فيها إلى دراسات علماء الاجتماع، ليكشف لنا كيف تُحوَّل الأزمات إلى أدوات للسيطرة، وكيف تُصاغ القوانين لتجبرنا على الانصياع لأمرها معتقدين أنّنا نختار مصيرنا بأنفسنا.
يستيقظ توم ذات يوم على حياةٍ مُختلفة تمامًا. الخوف يسيطر على الجميع، والسلطة تفرض قوانين جديدة تُحكم قبضتها على العقول قبل الأجساد، باسم الحفاظ على السلامة العامّة. قرارات غريبة تُتّخذ، عقوباتٌ تُسنّ، والناس ينقسمون بين مُنصاعين ومتمرّدين.
من الناحية الأخرى من العالم، يراقب كريستوس اليوناني الأخبار جالسًا عند شرفته، متلذّذًا بالنسمات الآتية من البحر مُحمّلةً برائحة أكل المطاعم وضحكات السيّاح. لا يعجبه ما يحدث، ويقلقه أمر توم. فالخوف ليس مجرّد شعور... بل أداة في يد من يجيد استخدامه. وحين يبدأ توم أخيرًا بطرح الأسئلة الصحيحة، تنقلب نظرته إلى كلّ ما حوله.
لوران غونيل: كاتب فرنسي من مواليد عام 1966. عمل في بداية حياته في المجال الاقتصادي إلى أن حملته أزمة وجوديّة صعقته فجأة إلى إعادة النظر في مهنته، فغاص في علم النفس، وخاض رحلات استكشافيّة ذات طابع روحاني فلسفي التقى خلالها حكماء ومتنوّرين من حول العالم. في رصيده عشر روايات تُرجمت إلى 25 لغة، من بينها «يوم تعلّمتُ أن أعيش» التي صدرَت عام 2019 عن دار نوفل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك