العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب والاتجاه لإحياء الاتفاق النووي الإيراني

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

خلال‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭ ‬أطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬‭ ‬والمعروف‭ ‬بـ«خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬أبرمته‭ ‬إدارة‭ ‬سلفه‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬أوباما‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬ودفع‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬عودة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬النهج‭ ‬ذاته‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025‭.‬

وخلال‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية،‭ ‬صعّد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬ضغوطه‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬إضافية،‭ ‬شملت‭ ‬شركات‭ ‬بتروكيماويات‭ ‬صينية‭ ‬بسبب‭ ‬استيرادها‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2025‭. ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬تسارعًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬منذ‭ ‬انسحاب‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2018؛‭ ‬انتهج‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬والمرونة؛‭ ‬إذ‭ ‬أطلق‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬ولايته‭ ‬تهديدات‭ ‬عدوانية‭ ‬بشنّ‭ ‬هجوم‭ ‬عسكري،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬محاولة‭ ‬لإظهار‭ ‬انفتاح‭ ‬دبلوماسي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬نقلتها‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬تقترح‭ ‬إطلاق‭ ‬حوار‭ ‬رسمي‭ ‬جديد‭.‬

وعقب‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬خلالها‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والإيرانيون‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مقترح‭ ‬الحوار،‭ ‬أعلن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭ ‬برفقة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬أن‭ ‬مفاوضات‭ ‬‮«‬رفيعة‭ ‬المستوى‮»‬‭ ‬و«مباشرة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬طهران‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬ستبدأ‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ذاته‭. ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬بالفعل‭ ‬مما‭ ‬شكّل‭ ‬تحولًا‭ ‬لافتًا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬والتوتر‭. ‬وعليه،‭ ‬بحث‭ ‬المراقبون‭ ‬والخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬الديناميكيات‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وكيفية‭ ‬احتمال‭ ‬تطور‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬المُتجدد،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬فرص‭ ‬نجاحه‭ ‬الحقيقي‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬تهديدات‭ ‬متكررة‭ ‬بشن‭ ‬هجمات‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬بلاده‭ ‬أو‭ ‬حلفائها‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬ميلر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الجمهوريين‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬مدفوعة‭ ‬بهدفين،‭ ‬هما‭ ‬منع‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬،‭ ‬وتجنب‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬إسرائيل‭ ‬تُغرق‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الفوضى‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬صرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الصفقة‮»‬،‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬يقتضيه‭ ‬الوضع‭ ‬الآني‮»‬‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬ونظراؤهم‭ ‬الإيرانيون‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬ان»؛‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬المختلفة‭ ‬لكلا‭ ‬الجانبين‭ ‬عما‭ ‬ستتضمنه‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خيبة‭ ‬الأمل‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬أوساط‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتخذت‭ ‬المحادثات‭ ‬طابعًا‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬خلافًا‭ ‬لتصريحات‭ ‬ترامب‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مباشرة‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬لوك‭ ‬برودووتر‮»‬،‭ ‬و«ديفيد‭ ‬إي‭. ‬سانجر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بينما‭ ‬يسعى‭ ‬الإيرانيون‭ ‬إلى‭ ‬نسخة‭ ‬محدّثة‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬أوباما‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬مصممة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬أوسع،‭ ‬تشمل‭ ‬‮«‬تفكيك‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الواسعة‭ ‬لتخصيب‭ ‬الوقود‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البرنامج‭ ‬الصاروخي،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬شاملة‭ ‬تشمل‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬الدعم‭ ‬الإيراني‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لوكلائها‭ ‬الإقليميين‮»‬‭.‬

ويُثير‭ ‬الارتباك‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬مطالبه‭ ‬الفعلية‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التخبط‭. ‬وقاد‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكي‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬عُمان‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬مبعوث‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والذي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬افتقاره‭ ‬خبرة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬سابقة،‭ ‬فقد‭ ‬عُهد‭ ‬إليه‭ ‬بالفعل‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬وبينما‭ ‬تحدث‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬سابقًا‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬سعي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬تحقق‮»‬‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬لإثبات‭ ‬عدم‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬فقد‭ ‬ناقض‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬والتز‮»‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التفكيك‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬لبرنامج‭ ‬اليورانيوم‭ ‬الإيراني،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عنصره‭ ‬المدني‭. ‬

وتتبوأ‭ ‬مسائل‭ ‬النفوذ‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬طليعة‭ ‬الاعتبارات‭. ‬وزعم‭ ‬‮«‬أليكس‭ ‬فاتانكا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬في‭ ‬وضع‭ ‬مهيمن‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬أعضاء‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬يخشونه‮»‬‭ ‬محليًا‭ ‬ولن‭ ‬يعارضوا‭ ‬مفاوضاته‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬عارضوا‭ ‬بها‭ ‬أوباما‭. ‬ويواصل‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬التلويح‭ ‬بالتهديدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬حيث‭ ‬يتباهى‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬بتدمير‭ ‬الدفاعات‭ ‬الجوية‭ ‬الإيرانية‭ ‬بفعل‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وأنها‭ ‬بالتالي‭ ‬‮«‬معرضة‭ ‬للهجوم‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬رأت‭ ‬واشنطن‭ ‬ذلك‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬سيكتنفها‭ ‬خطر‭ ‬محدق»؛‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬‮«‬لأنها‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بمقدورها‭ ‬امتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬المنظور‭ ‬الإيراني،‭ ‬نقل‭ ‬‮«‬جيم‭ ‬والش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬للتكنولوجيا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬تُعرب‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬التفاوض‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الرسمي‭ ‬لنظام‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬،‭ ‬يقرّ‭ ‬بوجود‭ ‬مفاوضات،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يُظهر‭ ‬تخوفًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تؤول‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬إذعان‭ ‬لمطالب‭ ‬واشنطن‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬والش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬القائمة،‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التصريحات‭ ‬المتشددة‭ ‬والانفتاح‭ ‬الحذر،‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تُجدي‭ ‬نفعًا‮»‬،‭ ‬كمسار‭ ‬واقعي‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬فاتانكا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬الإيرانيين‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬هنا‭ ‬للعودة‭ ‬والتفاوض،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬برنامجهم‭ ‬النووي‭ ‬المدني،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬بشأن‭ ‬حجمه‭ ‬ومدة‭ ‬الاتفاق‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬النأي‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬نيكول‭ ‬جرايفسكي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تدهور‭ ‬وضع‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران،‭ ‬وكشف‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬أنظمة‭ ‬دفاعها‭ ‬الجوي،‭ ‬قد‭ ‬دفع‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬الكامل‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬كدولة‭ ‬على‭ ‬العتبة‭ ‬النووية‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬تقرير‭ ‬تقييم‭ ‬التهديدات‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬مدير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الوطنية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬تصنع‭ ‬حاليًا‭ ‬سلاحًا‭ ‬نوويًا،‭ ‬وأن‭ ‬مرشدها‭ ‬الأعلى‭ ‬لم‭ ‬يُعِد‭ ‬تفويض‭ ‬برنامج‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تعليقه‭ ‬عام‭ ‬2003‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضحت‭ ‬أحدث‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬حوالي‭ ‬275‭ ‬كيلوجرامًا‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬بنسبة‭ ‬نقاء‭ ‬60%،‭ ‬وهي‭ ‬كمية‭ ‬يمكن،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تخصيبها‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬90%،‭ ‬أن‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬ست‭ ‬قنابل‭ ‬نووية‭.‬

وسلّطت‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬بليتكا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الترهيب‭ ‬العسكري،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تهديدات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬بشن‭ ‬هجوم‭ ‬عسكري،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جادًا‭ ‬في‭ ‬كلامه‮»‬،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يُلقي‭ ‬كلامًا‭ ‬ليبدو‭ ‬مسيطرًا‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬محادثات‭ ‬عُمان،‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬ولي‭ ‬نصر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬جونز‭ ‬هوبكنز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بأن‭ ‬المفاوضات‭ ‬ستكون‭ ‬مباشرة‭ ‬قد‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مأزق‮»‬،‭ ‬لأنها‭ ‬تُصرّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المحادثات‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬وكأنها‭ ‬رضخت‭ ‬لمطلب‭ ‬أمريكي‭ ‬مسبق،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مصلحتها‭ ‬تكمن‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المحادثات‭ ‬مباشرة‭ ‬وتُظهر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬توجهاتها‭.‬

وأثار‭ ‬‮«‬برودووتر‮»‬،‭ ‬و«سانجر‮»‬،‭ ‬ملاحظات‭ ‬بشأن‭ ‬النهج‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ترامب،‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬انتقد‭ ‬مفاوضات‭ ‬أوباما‭ ‬مع‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بقوله‭: ‬إن‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير،‭ ‬لو‭ ‬انسحبوا‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬بشأنه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‮»‬‭. ‬ويشير‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ويتكوف‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬أفاد‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‭ ‬قد‭ ‬يتبع‭ ‬أسلوب‭ ‬الانسحاب‭ ‬المؤقت‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬كوسيلة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الإيرانيين‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬حدد‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬موعدًا‭ ‬نهائيًا‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬اقترح‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬يختبرون‭ ‬صبر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬حاول‭ ‬المفاوضون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المحادثات‭ ‬لتشمل‭ ‬مستقبل‭ ‬برنامج‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬لإيران،‭ ‬ودعمها‭ ‬لوكلائها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وبرزت‭ ‬ديناميكية‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات،‭ ‬وهي‭ ‬دور‭ ‬إسرائيل‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬إغناتيوس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬بدأ‭ ‬‮«‬سعيه‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬صاخب‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬عرض‭ ‬خطته‭ ‬التفاوضية‭ ‬بحضور‭ ‬حليف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬بدا‭ ‬غير‭ ‬راضٍ‭. ‬وطرح‭ ‬‮«‬إغناتيوس‮»‬،‭ ‬تساؤلًا‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬نفوذ‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬ومدى‭ ‬إمكانية‭ ‬محاولته‭ ‬لإفشال‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬محتمل‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬وجوده‭ ‬بجانبه‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬كان‭ ‬وسيلة‭ ‬لإبقاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬السيطرة‮»‬،‭ ‬و«استباق‮»‬‭ ‬أي‭ ‬انتقادات‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وفي‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جريج‭ ‬كارلستروم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مهينًا‮»‬‭ ‬له،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ربما‭ ‬لديه‭ ‬أسباب‭ ‬للاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬المحادثات‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ستفشل،‭ ‬مستندًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬افتقار‭ ‬ترامب‭ ‬الى‭ ‬الخبرة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وميل‭ ‬إيران‭ ‬الدائم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المماطلة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬دينيس‭ ‬جيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬ولاية‭ ‬بنسلفانيا‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬وغير‭ ‬مثمرة‮»‬‭. ‬وانتقد‭ ‬اعتماد‭ ‬ويتكوف،‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«رجل‭ ‬عقارات‭ ‬نيويوركي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬إتمام‭ ‬صفقة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬النووي‭ ‬ليست‭ ‬بهذه‭ ‬البساطة‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬عارض‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬سجادبور‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الطرح،‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الذين‭ ‬اختارهم‭ ‬ترامب‭ ‬لا‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬مفاوضات‭ ‬بسيطة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬سعر‭ ‬نهائي‭ ‬أو‭ ‬صفقة‭ ‬كبرى‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يتناولون‭ ‬‮«‬قضايا‭ ‬تقنية‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬مستويات‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬ومواصفات‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي،‭ ‬وآليات‭ ‬التفتيش‭. ‬ولذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬سجادبور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬افتقار‭ ‬الفريق‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬الخبرة،‭ ‬والهدف‭ ‬الواضح،‭ ‬مقابل‭ ‬فريق‭ ‬إيراني‭ ‬يمتلك‭ ‬كلا‭ ‬الأمرين،‭ ‬مما‭ ‬يُرجح‭ ‬تفوق‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المفاوضات‭.‬

وأشار‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬‮«‬ينتظرون‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬سيكون‭ ‬راضيًا‭ ‬إذا‭ ‬ركزت‭ ‬المحادثات‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬لمراقبة‭ ‬برنامجهم‭ ‬النووي‭ ‬المدني‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬انسحب‭ ‬منه‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬وكشفت‭ ‬التصريحات‭ ‬المتضاربة‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬انعدام‭ ‬التوافق‭ ‬داخل‭ ‬الإدارة‭ ‬بشأن‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات،‭ ‬أو‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتباعها‭ ‬لتحقيقها‭.‬

‭   ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المنتقدين‭ ‬للاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬تفاوضت‭ ‬عليه‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬برودووتر‮»‬،‭ ‬و«سانجر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وضع‭ ‬لنفسه‭ ‬‮«‬مستوى‭ ‬عاليًا‭ ‬للنجاح‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬مستوى‭ ‬يرى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليه‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا