الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
طيران الخليج.. ونموذج «ماكلارين»
بعض الأمور تتشابه إلى حد التطابق.. بعض الحكايات والقصص تكون قريبة لبعضها البعض.. في أحداثها وتطوراتها.. وإن اختلفت شخوصها وربما نهايتها.. حينما يحدث ذلك نردد عبارة: «التاريخ يعيد نفسه».. ولكن هل يعيد نتائجه؟
حكاية شركة «ماكلارين» لسباق السيارات الفورمولا1 تستحق أن تكون نموذجا لشركة «طيران الخليج».. فالتاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه.. والذكي الحصيف هو من يستثمر قدراته، وينقل قصص نجاحاته.
ولد «بروس ماكلارين» عام 1937، ودخل سباقا للسيارات وهو في عمر (15 عاما)، وأحرز المركز الأول عام 1955.. وفي عام 1965 قام بتشكل فريقه الخاص، «فريق ماكلارين» لسباق السيارات الفورمولا1، وحصل على المركز الثامن في سباق جائزة موناكو للفورمولا1.
بعد أن توفي «بروس ماكلارين» عام 1970، جاء «تيدي ماير».. الذي أدار الفريق وحقق العديد من النجاحات والبطولات العالمية.. ولكن بعد سنوات بدأ فريق «ماكلارين» بالتراجع، وتم دمجه مع فريق آخر بإدارة جديدة، وفي عام 1985 تم تأسيس مجموعة ماكلارين للأعمال، والتي ضمت العديد من الشركات المختلفة، إضافة إلى إنشاء «ماكلارين كارز»، كشركة منفصلة عن المجموعة، وموجهة لصنع سيارات رياضية فاخرة عالية الأداء، واستمرت الشركة في تطوير نموذج سيارة السباق.
وفي استثمار ذكي واقتناص حكيم للفرص والصفات، ورؤية ذات خطة استراتيجية طويلة الأمد، استحوذت شركة ممتلكات البحرين القابضة على «ماكلارين»، وبدأت قصة نجاح بحرينية لـ«ماكلارين» من جديد.
بالأمس تابعنا الفوز التاريخي لفريق ماكلارين البحرين في سباق الفورمولا1، وحصوله على المركز الأول.. لم يكن الفوز محض صدفة ومن دون مقدمات.. فقد سبق لفريق ماكلارين الفوز بفورمولا المجر وغيرها، قبل فورمولا البحرين.. وكانت الإدارة البحرينية وراء قصة النجاح والانتصار.. بدءاً بالتوجيهات الملكية السامية، ورؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. وجهود ومتابعة وزير المالية والاقتصاد الوطني.. ودعم شركة «ممتلكات».. ثم بنشاط وإخلاص أفراد «فريق البحرين» كل في مجاله وموقعه.
ومع قصة نجاح «ماكلارين».. وكيف تمكنت الإدارة البحرينية من تحقيق الانتصارات والبطولات والمراكز المتقدمة، ورفع القيمة السوقية لماكلارين، وارتفاع أسهمها في بورصة رياضة سباق السيارات.. ينتابنا سؤال: هل بالإمكان نقل قصة نجاح «ماكلارين» إلى شركة «طيران الخليج»؟
من الواضح جدا أن حكاية صعود ثم تراجع شركة «طيران الخليج» في سوق شركات الطيران، هي ذات الأمر الذي حصل مع شركة «ماكلارين» للسيارات في سباق الفورمولا1.. ولكن «ماكلارين» عادت للصدارة، و«طيران الخليج» لا تزال تحاول جاهدة للانتقال إلى الربحية وتحقيق المراكز المتقدمة، في ظل وجود مؤشرات إيجابية لتحسن الأداء والنتائج.
واضح جدا كذلك.. أن الإدارة البحرينية التي تمكنت من تحقيق النجاح لشركة «ماكلارين» قادرة على تكرار هذا النجاح والصعود من جديد بشركة «طيران الخليج».. فالعمل في مملكة البحرين ليس مجرد أداء وإنجاز، ولكنه إرادة وطنية تعشق التحدي والتميز.. وكلنا ثقة بأن نجاح «ماكلارين» سينتقل إلى نجاح آخر في «طيران الخليج» ذات يوم.. و«فريق البحرين» قادر على ذلك بعون الله وتوفيقه.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك