بعد مضي شهر رمضان المبارك كلمح البصر وفي غمضة عين لم نشعر به مضى بلياليه الحلوة وأجوائه الروحانية وأيامه الإيمانية حيث استغل المسلمون هذا الشهر الفضيل للتقرب إلى الله سبحانه وتعالي طلبا للرحمة والمغفرة والعتق من النار وقراءة القرآن الكريم والعبادة.
وها هو عيد الفطر السعيد يعود علينا بعد إن صمنا رمضان، ولكن أي عيد يعود علينا وأي سعادة سعدنا بها مع هذا العيد الذي يحل علينا ولا تزال غزة الجريحة ترزح تحت الاحتلال وتضرب من الجو والبحر والبر وتجتاح من قبل القوات الصهيونية المغتصبة وتقصف بالطائرات والدبابات والمدافع حيث لم يبقى جزء من قطاع غزة إلا ودمرته الوحشية الصهيونية أمام أنظار العالم أجمع الذي وقف عاجزا عن إيقاف الإرهاب الإسرائيلي المدعوم من أقوى دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ووسط صمت وتخاذل دول الاتحاد الأوروبي غير المفهوم وغير المقبول وغير الأخلاقي وغير الإنساني، حيث يشاهد قادة هذه الدول المجازر التي ترتكبها الدولة الصهيونية في قطاع غزة دون مبالاة وكأن المسألة لا تهمهم لا من قريب ولا من بعيد في الوقت الذي يصمون آذاننا بشعاراتهم التي يتشدقون بها والتي تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فأين أنتم يا سادة من الهمجية الإسرائيلية التي تغضون الطرف عنها بعكس شعوبكم التي هبت لنجدة الشعب الفلسطيني المسالم المظلوم.
يأتينا العيد وأوضاعنا العربية ليست في أحسن أحوالها فلا تزال عديد من البلدان العربية الشقيقة تعاني من الخلافات والصراعات وحتى الحروب فالسودان الشقيق لا يزال ضحية للخلافات بين الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية السودانية ولم يشهد هذا القطر العربي الإفريقي الشقيق الأمن والاستقرار فمنذ سقوط نظام عمر البشير وطاحونة الحرب الأهلية إن صح التعبير تدور دون توقف من أزمة إلى أخرى ومن خلاف إلى آخر دون أي أفق لحوار وطني يخرج البلاد من النفق الذي دخلت فيه.
أما ليبيا فبالرغم من حالة الاستقرار النسبي الهش الذي تعيشه إلا أن البلاد لا تزال منقسمة بين شرق وغرب وحكومتان وسط خلافات عميقة قد تتسارع في أي لحظة ولم تؤد الوساطات العربية والدولية إلى نتائج ملموسة أو انفراجة للوصول إلى حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن تمهيدا لإعادة البناء وإصلاح ما خربته الحرب الدائرة هناك منذ سقوط نظام معمر القذافي فليبيا دولة غنية وحباها الله من الخيرات الطبيعية الكثير يمكن استخدامها لإعادة البناء ولرفاهية الشعب الليبي الشقيق الذي يدفع ثمن الخلافات بين القوى المتصارعة من أمنه واستقراره ومستوى معيشته.
وفي اليمن السعيد لا تزال جماعة الحوثي الإرهابية تعيث في الأرض فسادا وتخريبا وإرهابا وتعمل على إفشال كل مساعي ومحاولات المصالحة لإنهاء الحرب الدائرة هناك وعودة السلام إلى البلاد ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الشقيق الذي يعيش حالة من الفقر في ظروف معيشية صعب جدا لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الأساسية فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا رعاية صحية وعدم توفر المواد الغذائية حتى أصبحت البلاد على شفا المجاعة في ظل انتشار الأمراض والأمراض المعدية التي تهدد نسبة كبيرة من الشعب اليمني خصوصا الأطفال وكبار السن.
هذه مجرد نماذج من أوضاعنا العربية ونحن نستقبل عيد الفطر السعيد ومع ذلك ندعو الله العلي القدير أن يعيد علينا العيد والأمة العربية قد تجاوزت أزماتها وأوضاعها الصعبة لتكون في أفضل حال تنعم بالأمن والاستقرار وغزة الجريحة وقد خرجت من الحصار الصهيوني وأن يستعيد شعبنا العربي الفلسطيني حقوقه المشروعة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لتعود الفرحة والبهجة لنا ونحن نستقبل العيد السعيد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك