العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نستقبل العيد.. مع فرحة عربية غائبة

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬مضي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬كلمح‭ ‬البصر‭ ‬وفي‭ ‬غمضة‭ ‬عين‭ ‬لم‭ ‬نشعر‭ ‬به‭ ‬مضى‭ ‬بلياليه‭ ‬الحلوة‭ ‬وأجوائه‭ ‬الروحانية‭ ‬وأيامه‭ ‬الإيمانية‭ ‬حيث‭ ‬استغل‭ ‬المسلمون‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬للتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭ ‬طلبا‭ ‬للرحمة‭ ‬والمغفرة‭ ‬والعتق‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والعبادة‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬يعود‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬إن‭ ‬صمنا‭ ‬رمضان،‭ ‬ولكن‭ ‬أي‭ ‬عيد‭ ‬يعود‭ ‬علينا‭ ‬وأي‭ ‬سعادة‭ ‬سعدنا‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬الذي‭ ‬يحل‭ ‬علينا‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬غزة‭ ‬الجريحة‭ ‬ترزح‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتضرب‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬والبحر‭ ‬والبر‭ ‬وتجتاح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المغتصبة‭ ‬وتقصف‭ ‬بالطائرات‭ ‬والدبابات‭ ‬والمدافع‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يبقى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلا‭ ‬ودمرته‭ ‬الوحشية‭ ‬الصهيونية‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬إيقاف‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ووسط‭ ‬صمت‭ ‬وتخاذل‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬غير‭ ‬المفهوم‭ ‬وغير‭ ‬المقبول‭ ‬وغير‭ ‬الأخلاقي‭ ‬وغير‭ ‬الإنساني،‭ ‬حيث‭ ‬يشاهد‭ ‬قادة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬دون‭ ‬مبالاة‭ ‬وكأن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تهمهم‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يصمون‭ ‬آذاننا‭ ‬بشعاراتهم‭ ‬التي‭ ‬يتشدقون‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فأين‭ ‬أنتم‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬من‭ ‬الهمجية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تغضون‭ ‬الطرف‭ ‬عنها‭ ‬بعكس‭ ‬شعوبكم‭ ‬التي‭ ‬هبت‭ ‬لنجدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المسالم‭ ‬المظلوم‭.‬

يأتينا‭ ‬العيد‭ ‬وأوضاعنا‭ ‬العربية‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬أحوالها‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬وحتى‭ ‬الحروب‭ ‬فالسودان‭ ‬الشقيق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ضحية‭ ‬للخلافات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬السودانية‭ ‬ولم‭ ‬يشهد‭ ‬هذا‭ ‬القطر‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الشقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فمنذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬وطاحونة‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ ‬تدور‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬خلاف‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬لحوار‭ ‬وطني‭ ‬يخرج‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬الذي‭ ‬دخلت‭ ‬فيه‭.‬

أما‭ ‬ليبيا‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬الهش‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬منقسمة‭ ‬بين‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬وحكومتان‭ ‬وسط‭ ‬خلافات‭ ‬عميقة‭ ‬قد‭ ‬تتسارع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬ولم‭ ‬تؤد‭ ‬الوساطات‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬أو‭ ‬انفراجة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬يعيد‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬تمهيدا‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء‭ ‬وإصلاح‭ ‬ما‭ ‬خربته‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬فليبيا‭ ‬دولة‭ ‬غنية‭ ‬وحباها‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الخيرات‭ ‬الطبيعية‭ ‬الكثير‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء‭ ‬ولرفاهية‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المتصارعة‭ ‬من‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشته‭. ‬

وفي‭ ‬اليمن‭ ‬السعيد‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬تعيث‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادا‭ ‬وتخريبا‭ ‬وإرهابا‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬إفشال‭ ‬كل‭ ‬مساعي‭ ‬ومحاولات‭ ‬المصالحة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬هناك‭ ‬وعودة‭ ‬السلام‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لمعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬معيشية‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬أدنى‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الأساسية‭ ‬فلا‭ ‬كهرباء‭ ‬ولا‭ ‬ماء‭ ‬ولا‭ ‬خدمات‭ ‬ولا‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭.‬

هذه‭ ‬مجرد‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬أوضاعنا‭ ‬العربية‭ ‬ونحن‭ ‬نستقبل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬علينا‭ ‬العيد‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬أزماتها‭ ‬وأوضاعها‭ ‬الصعبة‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حال‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وغزة‭ ‬الجريحة‭ ‬وقد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬الصهيوني‭ ‬وأن‭ ‬يستعيد‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬بإقامة‭ ‬دولته‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬لتعود‭ ‬الفرحة‭ ‬والبهجة‭ ‬لنا‭ ‬ونحن‭ ‬نستقبل‭ ‬العيد‭ ‬السعيد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا