ها قد رحل عنا شهر رمضان المبارك، أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وبهذا ننتقل نحن من نظام خاص بالشكر الكريم إلى نظامنا المعتاد قبل دخوله علينا، وهذا النظام يحتوي على النظام الغذائي ونظام النوم ونظام ممارسة الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها. في هذا المقال سوف أتطرق إلى بعض من النصائح الصحية التي يجب مراعاتها من خلال اتباع نظام صحي خاص بعد شهر رمضان المبارك، حتى يتحقق لنا الفوائد الإيجابية لصيامنا شهر رمضان المبارك مع الفوائد التي يمكن أن نجنيها من خلال اتباع أسلوب صحي في حياتا بعد رمضان، وحتى يتسنى لنا الاستمتاع بالعيد السعيد مع أهلينا وأحبائنا بدون الإضرار بصحتنا.
* أولاً: وجبة الإفطار
تشكل وجبة الفطور الوجبة الرئيسية في بداية اليوم وهي بلا شك تأتي في وقت مختلف عما عهدنا عليه طوال أيام الشهر الكريم، لذا يجب علينا إعادة برمجة نظامنا الغذائي حتى يتسنى لنا البدء التدريجي في العودة إلى نظامنا المعتاد قبل شهر رمضان، تبدأ وجبة الفطور الأولى حيث يفاجأ الجسم وخصوصاً الجهاز الهضمي بدخول كميات مختلفة من الطعام في وقت مختلف من النهار على غير المعتاد وذلك من خلال ما تم اتباعه في الشهر الكريم وهي ما تسمى المرحلة الانتقالية التي تبدأ في اليوم الأول من العيد السعيد ومن أهم تلك التوصيات هي:
* من المهم جدا أن يكون تناول الطعام في هذا اليوم باعتدال وأن تكون وجبة الفطور الصباحية خفيفة قدر الإمكان حتى لا يصاب الجهاز الهضمي بتلبك المعدة وخصوصاً في الفترات الأولى من الإفطار.
* يفضل تناول حبات من التمر مع بعض من الماء قبل التوجه إلى صلاة العيد، وهذا فيه اتباع لسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لتجنب ارتفاع سكر الدم.
* تجنب تناول وجبات دسمة قبل صلاة العيد، ومن بعد صلاة العيد يمكن بعد ذلك تناول وجبة الفطور التي يجب ان تحتوي على نوع واحد من الطعام قدر الإمكان مع الحرص على عدم التنويع فيها أي زيادة الأنواع المختلفة في هذه الوجبة الرئيسية، ما قد يؤثر سلبياً على الجهاز الهضمي بأكمله في ذلك اليوم.
* ينصح بتناول الكربوهيدرات الصحية المعقدة التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، فهي بطيئة الهضم وتشعر الفرد بالشبع مثل الخضراوات والفواكه، الحبوب الكاملة مثل الشوفان، رقائق الفطور المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل الشعيرية، والمكرونة.
* يفضل تناول البقوليات بأنواعها المختلفة وهي مصدر غني بالبروتينات النافعة للجسم مثل العدس بأنواعه، والفاصوليا بأنواعها المختلفة.
* شرب العصائر الطبيعية قليلة السكريات مثل الليمون مع النعناع وعصير التفاح وغيرها من العصائر الغير محلاة، أو تناول المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة بأنواعها المختلفة مع الحرص على عدم تناولها بكثرة لأنها تصيب الجسم بالجفاف.
* الابتعاد عن شرب المشروبات الغازية بأنواعها ويجب التركيز على تناول كميات كافية من الماء من خلال اليوم الأول للعيد والأيام التالية له أي شرب كميات كافية من الماء من 7 الى 8 اكواب يومياً.
* ثانياً: التقليل من تناول اللحوم الحمراء
يكثر تناول اللحوم الحمراء وخصوصا في أول يوم العيد، فالبعض يتناولها في الصباح كوجبة فطور أو في وجبة الغذاء، واللحوم الحمراء معظمها تحتوي على كمية عالية من الدهون، وهي بطبيعتها تحتاج وقت أطول للهضم ومن ثم تشكل ضغطا شديداً على المعدة التي لم تعتد على تناول اللحوم في هذا الوقت من اليوم، لذا يفضل تجنبها حتى لا تصاب المعدة بالتلبك أو عدم الشعور بالراحة.
* استبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء كالأسماك غير المملحة والدواجن التي تحتوي على كميات بسيطة من الدهون، مع الحرص على التقليل من تناول البروتينات في اليوم الأول من العيد قدر الإمكان.
* ينصح هنا بشدة بعدم تناول الوجبات السريعة في هذا اليوم وخصوصا من قبل الأطفال والكبار معا لضمان عيد صحي بدون تشنجات وإرهاق للمعدة التي قد تنتج من تناول تلك الأطعمة السريعة التي من المحتمل أن يصاب بها الفرد جراء تلك الأطعمة السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون غير الصحية.
* ثالثا: التقليل من تناول المواد التي تحتوي على سكريات
* يجب عدم الإفراط في تناول الحلويات والشوكولاتة والكيك بأنواعها المختلفة التي عادة ما تكون متوافرة بكميات كبيرة في المنازل في اليوم الأول من العيد والمحلات التجارية التي تتنوع فيها تلك الحلويات التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة جداً فهي ترفع سكر الدم وتزيد من الوزن.
رابعاً: نظام النوم
* يجب الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة وخصوصاً بالليل؛ أي النوم مدة 7 إلى 8 ساعات ليلاً.
* تجنب السهر قدر الإمكان لأوقات متأخرة من الليل.
* أخذ قسطاً من النوم وخصوصاً في وقت القيلولة إن أمكن.
* الابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
* خامساً: ممارسة الأنشطة الرياضية
ممارسة الأنشطة الرياضية ضرورية جداً بعد شهر رمضان؛ فالبعض منا قد اكتسب بعضا من الكيلوجرامات الزائدة من الدهون خلال شهر رمضان، ومنا لم يمارس أي نوع من الرياضات اطلاقاً فيه، لذا من الضروري جداً الرجوع إلى ممارسة الأنشطة الرياضية بصورة منتظمة ومستمرة وجعلها جزءاً من الروتين اليومي، ومن المهم تخصيص وقت لك فيه تمارس الأنشطة الرياضية فهي تعزز الطاقة وتزيد من النشاط وتشعر الممارس لها بالبهجة والسرور.
* يفضل ممارسة الأنشطة البدنية وخصوصاً في اليوم الأول من العيد مثلا المشي نصف إلى ساعة في الصباح أو في المساء.
* ممارسة الألعاب الجماعية الرياضية مع الأطفال أو الكبار فهي تجلب الفرح والسرور معا.
* ممارسة أنشطة رياضية فردية مثل ركوب الدراجة أو ممارسة التمارين الخفيفة.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك