حين دخل منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد منافسات البطولة العربية العاشرة في الكويت لم يكن الهدف المعلن هو تحقيق اللقب بقدر ما كان التركيز منصبًا على بناء فريق جديد، يجمع بين الخبرة وحيوية المواهب الشابة، وتحقيق درجة عالية من التجانس بين عناصره، ومع ذلك جاءت النتائج لتتجاوز التوقعات، وتمنح الجماهير البحرينية الفخر والاطمئنان على مستقبل اللعبة.
بداية قوية أمام العراق، ثم انتصار مهم على مصر، مهدا الطريق نحو التأهل من دور المجموعات بثقة، قبل أن يأتي الانتصار الكبير على الكويت في نصف النهائي، وهو ما أكد أن هذا المنتخب، رغم حداثة تشكيله، يملك شخصية الفريق القادر على المنافسة حتى في أقوى البطولات.
في النهائي، بدا منتخبنا قريبًا جدًا من تحقيق اللقب العربي، وخصوصًا في ظل تألق الحارس محمد عبدالحسين الذي تصدى لكرات خطرة في الدقائق الأخيرة، وأبقى على حظوظنا قائمة حتى اللحظات الأخيرة، لكن واقع المباراة كشف أيضًا عن بعض الثغرات، أبرزها التسرع الهجومي، وتعدد الأخطاء في لحظات حساسة، إلى جانب غياب التركيز في بناء الهجمة، وهو ما أضاع فرصًا ثمينة كان يمكن أن تغيّر مجرى اللقاء.
رغم الخسارة أمام قطر في النهائي، لا يمكن النظر إلى الوصافة إلا بوصفها إنجازًا إيجابيًا، ونتاج عمل واعد لفريق يملك الكثير ليقدمه، فالمنتخب الشاب المدعوم بعناصر ذات خبرة أثبت أنه على الطريق الصحيح، وأنه قادر على المنافسة في كل المحافل.
وفي ظل هذا الأداء المبشر تقع مسؤولية كبيرة على عاتق اتحاد اللعبة، لمواصلة العمل على تطوير هذا الفريق، والحفاظ على عناصره، وصقل مواهبه، وصولًا إلى بناء جيل جديد تفتخر به البحرين كما كانت تفتخر بجيل «المحاربين» السابق.
Am96ahmedsrhan@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك