العدد : ١٧١٧١ - الجمعة ٢٨ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧١ - الجمعة ٢٨ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رسالة ترامب لخامنئي.. رؤية الخليج وخيارات إيران

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشد‭ ‬والجذب‭ ‬بين‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإيران‭ ‬بشأن‭ ‬حث‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬تحول‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬للأغراض‭ ‬العسكرية،‭ ‬أشارت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬إلى‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدكتور‭ ‬أنور‭ ‬قرقاش‭ ‬المستشار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لرئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬سلمها‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬عباس‭ ‬عراقجي،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مضامينها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسريبات‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬منح‭ ‬إيران‭ ‬مهلة‭ ‬شهرين‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬وإلا‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬عواقب‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬ستحل‭ ‬المشكلة‮»‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬لإحدى‭ ‬المحطات‭ ‬التليفزيونية‭ ‬الأمريكية‭.‬

وقبيل‭ ‬تسلم‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬كان‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إنهم‭ ‬يطرحون‭ ‬مطالب‭ ‬جديدة‭ ‬لن‭ ‬تقبلها‭ ‬إيران‭ ‬مثل‭ ‬قدراتنا‭ ‬الدفاعية،‭ ‬ومدى‭ ‬صواريخنا،‭ ‬ونفوذنا‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وألا‭ ‬نتواصل‭ ‬مع‭ ‬جهات‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تصريح‭ ‬يعكس‭ ‬جوهر‭ ‬المشكلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فحسناً‭ ‬فعلت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نقل‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬مسؤولي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬طالبت‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬لأنها‭ ‬معنية‭ ‬بالقضية‭ ‬النووية‭ ‬سواء‭ ‬تمت‭ ‬تسويتها‭ ‬سلماً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬سلمية،‭ ‬ولكن‭ ‬المسألة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصرها‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬فهناك‭ ‬التسلح‭  ‬الإيراني‭ ‬التقليدي‭ ‬ومجمل‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭  ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬المسالة‭ ‬النووية‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬انتهاء‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬مسارا‭ ‬تصالحيا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬والتصريحات‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬فهناك‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الخلافات‭ ‬الحدودية‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ورؤية‭ ‬الجانبين‭ ‬لأمن‭ ‬وتسمية‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭  ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬لحل‭ ‬قبيل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬والمتتبع‭ ‬لسياسات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يجد‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬عدائية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بل‭ ‬رجحت‭ ‬كفة‭ ‬الجغرافيا‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬ولكن‭ ‬مجمل‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬استقراراً‭ ‬مما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬استمرار‭ ‬حالة‭ ‬حياد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬أزمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

‭ ‬وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭: ‬ما‭ ‬خيارات‭ ‬إيران‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬ترامب؟‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ما‭ ‬تردد‭ ‬بأن‭ ‬ترامب‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬مفاوضات‭ ‬مطولة‭ ‬ولكن‭ ‬مدة‭ ‬شهرين‭ ‬للتوصل‭ ‬لاتفاق،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتحولات‭ ‬الدولية‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حسابات‭ ‬أمريكية‭ ‬مغايرة‭ ‬للإدارات‭ ‬السابقة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الثوابت‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬والتي‭ ‬تتخذ‭ ‬بعداً‭ ‬عسكرياً‭ ‬عنيفاً‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬مسارات‭ ‬تفاوضية‭  ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬لديها‭ ‬خياران‭  ‬أولهما‭: ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬بحيث‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬إيراني‭ ‬لعدم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬سلمية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬أمام‭ ‬إيران‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬إنجاز‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬حدده‭ ‬ترامب‭ ‬بشهرين‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬استراتيجية‭ ‬شراء‭ ‬الوقت‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬المفاوضات‭ ‬السابقة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬حصراً‭ ‬حول‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬دون‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬إيران‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهي‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬وسوريا‭ ‬والضربات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬الحوثيين‭ ‬حيث‭ ‬ألقى‭ ‬ترامب‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬جراء‭ ‬هجماتهم؟‭ ‬ويقودنا‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الخيار‭ ‬الثاني‭: ‬وهو‭ ‬رفض‭ ‬إيران‭ ‬التفاوض‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الخيارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومازلت‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬لاستبعاد‭ ‬هجوم‭ ‬عسكري‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬هو‭ ‬تدمير‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فهل‭ ‬تعرف‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬اليقين‭ ‬أماكن‭ ‬مكونات‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬العلماء‭ ‬وكميات‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب،‭ ‬وما‭ ‬الضمانات‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬الضربة‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬شامل‭ ‬لمكونات‭ ‬ذلك‭ ‬البرنامج؟‭ ‬بل‭ ‬والأهم‭ ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني،‭ ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬تحذيرا‭ ‬أمريكيا‭ ‬لإيران‭ ‬خلال‭ ‬إحدى‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬والذي‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬النيران‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فكان‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬كذلك‭ ‬أيضاً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬يهدد‭ ‬من؟‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬كانت‭ ‬سانحة‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لتوجيه‭ ‬ضربة‭ ‬لتلك‭ ‬المنشآت‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬السيناريوهين،‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعد‭ ‬عاملاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭ ‬وكذلك‭ ‬تأثير‭ ‬كل‭ ‬الخيارات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬أوراق‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬الراهنة‭ ‬لدى‭ ‬إيران،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬تأثير‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وأحداث‭ ‬غزة‭ ‬وسوريا‭ ‬وما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬الضربات‭ ‬ضد‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬لإيران‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لدى‭ ‬إيران‭ ‬أوراق‭ ‬قوة‭ ‬ومنها‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬بحرية‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وعرقلتها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وكذلك‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬حالياً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الضبابية‭ ‬بشأن‭ ‬برامجها‭ ‬النووية‭ ‬وتسلحها‭ ‬التقليدي‭ ‬بل‭ ‬والأهم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬منتجاً‭ ‬ومصدراً‭ ‬للطائرات‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬سعيها‭ ‬لتوظيف‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬والتي‭ ‬تصب‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬في‭ ‬المصلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬الشقاق‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والانشغال‭ ‬الأمريكي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬لتوظيف‭ ‬ما‭ ‬أحدثته‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬ثغرات‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬جماعية‭ ‬للطرفين‭ ‬مفادها‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬وسيط،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬مسارات‭ ‬غير‭ ‬تفاوضية‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ستكون‭ ‬أمام‭ ‬خيارات‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حروب‭ ‬تقليدية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬وكذلك‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬أي‭ ‬مواجهات‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬خليجي‭ ‬جماعي‭ ‬تجاه‭ ‬طرفي‭ ‬الصراع‭. ‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا