العدد : ١٧١٥٨ - السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٨ - السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي.. والتفاؤل بمرحلة جديدة

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

انعقد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬مبادرة‭ ‬مهمة‭ ‬وضرورية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬حرصة‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة،‭ ‬وباقتراح‭ ‬من‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭. ‬حضر‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬فضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬ومشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأمة‭ ‬وقياداتها‭ ‬الدينية‭ ‬والفكرية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الاسلامي‭. ‬شهدت‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬محاولات‭ ‬سابقة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬المختلفة‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يمثل‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬نظراً‭ ‬للظروف‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭. ‬فتوقيت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬مهم‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬نتيجة‭ ‬الاختلافات‭ ‬والخلافات‭ ‬التي‭ ‬أضعفتها‭ ‬وشجعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬خاضعة‭ ‬للصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬الاعتداءات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬انتهى‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬وتهجير‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭. ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الوحشية‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬والاستهتار‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فإن‭ ‬الاعتداء‭ ‬قد‭ ‬يطال‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬صيغ‭ ‬مختلفة‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬رفضت‭ ‬المقترحات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬كأمة‭ ‬إسلامية‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬السؤال‭ ‬بقوة‭ ‬لماذا‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك؟‭ ‬

ناقش‭ ‬المؤتمر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬بدأت‭ ‬بالتباين‭ ‬المذهبي‭ ‬واعتباره‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬وفرصا‭ ‬لإثراء‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭. ‬فالتنوع‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والوحدة‭ ‬الإسلامية‭. ‬كما‭ ‬وصل‭ ‬المؤتمرون‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬تراجع‭ ‬الأمة‭ ‬حدث‭ ‬عندما‭ ‬تخلت‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬ومجتمعها‭ ‬وبين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكذلك‭ ‬ترك‭ ‬حرية‭ ‬النقد‭ ‬والرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬ويرى‭ ‬المؤتمرون‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إصلاح‭. ‬فالحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬سيكون‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتفاهم‭. ‬

توصل‭ ‬المؤتمرون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬الحوار‭ ‬يكون‭ ‬ببدء‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تمكن‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الإسلام‭ ‬ينتهي‭ ‬بتجديد‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬والتمهيد‭ ‬لمرحة‭ ‬جديدة‭ ‬يكون‭ ‬مرجعها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬الرشيد‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬وتعيق‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحضارية‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرك،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الأزهري‭ (‬وزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬المصري‭): ‬‮«‬إن‭ ‬التنوع‭ ‬المذهبي‭ ‬والفكري‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الكون‭ ‬والحياة،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الخلافات‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬قطيعة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‮»‬‭.‬

فالحوار‭ ‬العقلاني‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتحاور‭ ‬ويناقش‭ ‬ويطرح‭ ‬رؤيته‭ ‬مستندا‭ ‬على‭ ‬أدلة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬الـدكـتـورة‭ ‬نهلة‭ ‬الصعيدي‭ ‬مستشارة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬لـشؤون‭ ‬الـوافـديـن‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬القرآن‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الإشارة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬المؤتمرون‭ ‬أهمية‭ ‬مرجعية‭ ‬القرآن‭ ‬ومركزيته‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬إدراك‭ ‬إمكانية‭ ‬وجود‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬والفهم،‭ ‬وألا‭ ‬يُلزم‭ ‬أحد‭ ‬الآخرين‭ ‬بفهمه‭ ‬وبتفسيره‭ ‬هو‭. ‬هذا‭ ‬يشجع‭ ‬الفردانية‭ ‬ويرفض‭ ‬ثقافة‭ ‬الجماعة‭ ‬أو‭ ‬حسب‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬القطيع‮»‬‭ ‬والسير‭ ‬خلف‭ ‬الجماعة‭ ‬ليس‭ ‬لقناعة‭ ‬وإنما‭ ‬للاتباع‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬حذر‭ ‬منها‭ ‬المؤتمرون‭ ‬هي‭ ‬كثرة‭ ‬الأحاديث‭ ‬الضعيفة‭ ‬والموضوعة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬الإيمان‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬واتجاه‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬الإلحاد‭. ‬ويرون‭ ‬ضرورة‭ ‬تنقيح‭ ‬التراث‭ ‬والخطاب‭ ‬الديني‭ ‬وإزالة‭ ‬ما‭ ‬علق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مغالاة‭ ‬وتقديس‭ ‬التاريخ‭ ‬وسردياته‭ ‬وأحداثه‭ ‬وشخصياته‭.‬

القضية‭ ‬الثانية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬هي‭ ‬أهمية‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬وما‭ ‬يشملها‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬وحق‭ ‬الاختلاف‭. ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬مضر‭ ‬الحلو،‭ ‬من‭ ‬الحوزة‭ ‬العلمية،‭ ‬أهمية‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬ويرى‭ ‬أنها‭ ‬مهمة‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬والفكرية‭. ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬اليابي‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬ازدهار‭ ‬الإسلام‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬العلماء‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬خلافاتهم‭ ‬بالحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬العلمي،‭ ‬بينما‭ ‬أدت‭ ‬التفسيرات‭ ‬المتشددة‭ ‬والتدخلات‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬إذكاء‭ ‬الانقاسامات‭ ‬وتحوير‭ ‬الأحداث‭ ‬وتدوينها،‭ ‬فالحوار‭ ‬عندما‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والإنصاف‭ ‬والرغبة‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬التفاهم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تعميق‭ ‬الخلافات‭. ‬سادت‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬أنتجت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الكلامية‭ ‬والعقائدية‭ ‬والفقهية‭ ‬والعلمية‭ ‬قادها‭ ‬علماء‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬التي‭ ‬حكم‭ ‬فيها‭ ‬الخليفة‭ ‬العباسي‭ ‬المأمون،‭ ‬ارتفع‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬والنقاش‭ ‬والحوار،‭ ‬لكنه‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انتكس‭ ‬بمنح‭ ‬إحدى‭ ‬الفرق‭ (‬المعتزلة‭) ‬سلطة‭ ‬سياسية‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬عقيدتهم‭ ‬إلزامية‭ ‬للناس،‭ ‬بدأ‭ ‬بعدها‭ ‬الانشقاق‭ ‬والخلاف‭ ‬انتهى‭ ‬بعصر‭ ‬الفكر‭ ‬الواحد‭ ‬والعقيدة‭ ‬القادرية‭ ‬المفروضة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬الميلادي،‭ ‬وبدأ‭ ‬الانحدار‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وجمود‭ ‬الفكر‭. ‬

نستنتج‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬وانفتاحها‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬السابقة،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬العباسي‭ ‬وفي‭ ‬الأندلس،‭ ‬والتي‭ ‬استقى‭ ‬منها‭ ‬الغرب‭ ‬تقدمه‭. ‬ففي‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬نابضة‭ ‬بالنقاش‭ ‬والحوار‭ ‬والاكتشافات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬الكوفة‭ ‬وبغداد‭. ‬ثمرة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نبغت‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬والفلك‭ ‬والرياضيات‭. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اُغلق‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬وأصبح‭ ‬الفكر‭ ‬الحر‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬وخطرا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬صاحبه‭ (‬مثل‭ ‬الإمام‭ ‬الطبري‭ ‬وغيره‭)‬،‭ ‬الذين‭ ‬اختلفوا‭ ‬مع‭ ‬الفكر‭ ‬السائد‭. ‬انتقل‭ ‬بعدها‭ ‬مشعل‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‭ (‬غرناطة‭) ‬وبلغ‭ ‬أوجه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬قيمة‭ ‬الفرد‭ (‬الفردانية‭) ‬في‭ ‬فكر‭ ‬ابن‭ ‬حزم‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬حرية‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والاختيار،‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬للناس‭ ‬التفكير‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل،‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التقاليد‭ ‬أو‭ ‬الآراء‭ ‬السائدة‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬استخدام‭ ‬العقل‭ ‬كأداة‭ ‬لفهم‭ ‬النصوص‭ ‬الدينية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحفيز‭ ‬النقاشات‭ ‬الفلسفية‭ ‬والدينية‭. ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭.‬

من‭ ‬التوصيات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المؤتمر‭ ‬هي‭ ‬أولا‭: ‬إنشاء‭ ‬رابطة‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬لفتح‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة،‭ ‬وثانيا‭: ‬إطلاق‭ ‬حوار‭ ‬شبابي‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬الإسلامية‭ ‬وإطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬شبابية‭ ‬مشتركة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تواصل‭ ‬وحوار‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬وثالثا‭: ‬تجريم‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭ ‬المذهبية‭ ‬ومجابهة‭ ‬الكراهية‭. ‬إدارة‭ ‬هذه‭ ‬الحوارات‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬مبادئ‭ ‬الانفتاح‭ ‬والحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬خلص‭ ‬إليها‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وحق‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نتائجه‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬وتأكيد‭ ‬إعمال‭ ‬العقل‭ ‬ومناقشة‭ ‬المسلمات‭ ‬بمرجعية‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭. ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬المفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدكتور‭ ‬بشار‭ ‬عواد‭ ‬معروف‭: ‬‮«‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬منهجية‭ ‬واضحة‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬وتؤمن‭ ‬بحق‭ ‬الاختلاف،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يمتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة‮»‬،‭ ‬ونضيف‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عبارة‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي‭ (‬رأيي‭ ‬صواب‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ‭ ‬ورأي‭ ‬غيري‭ ‬خطأ‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب‭) ‬رمزا‭ ‬لتقبل‭ ‬الخلاف‭ ‬والاختلاف‭.‬

 

drmekuwaiti@gmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا