العدد : ١٧١٥٥ - الأربعاء ١٢ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٥ - الأربعاء ١٢ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

تجربتي تؤكد أن الحلم الصغير أحيانا يتحول إلى رسالة حياة

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬الطبيب‭ ‬والفيلسوف‭ ‬اليوناني‭ ‬أبقراط‭ ‬‮«‬كل‭ ‬مرض‭ ‬معروف‭ ‬السبب‭ ‬يمكن‭ ‬الشفاء‭ ‬منه‮»‬‭!‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬فلسفة‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬أي‭ ‬مرض‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عضويا،‭ ‬وعلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يعيشه‭ ‬البعض‭ ‬للانتصار‭ ‬عليه‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬التعافي‭ ‬والشفاء‭ ‬الكامل‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬السلام‭ ‬النفسي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ثبت‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬يؤذي‭ ‬الإنسان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كبت‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬طويلا‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬العالم‭ ‬الشهير‭ ‬فرويد‭.‬

لذلك‭ ‬يمثل‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬الحديث‭ ‬اليوم‭ ‬قوة‭ ‬للإنسان‭ ‬لمساهمته‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتحليل‭ ‬سلوكها،‭ ‬وتوجيهها،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التفكير‭ ‬السليم،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬وتحسين‭ ‬المهارات‭ ‬العاطفية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬عشق‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬لهذا‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬جروحنا‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬فتحات‭ ‬للجزء‭ ‬الأفضل‭ ‬والأجمل‭ ‬منا،‭ ‬والذي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬الأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬بهدف‭ ‬فهم‭ ‬وتفسير‭ ‬سلوك‭ ‬الانسان‭ ‬وعملياته‭ ‬العقلية‭ ‬والنفسية،‭ ‬فكانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتخصص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬السيكوثيرابي‭ ‬وتفتتح‭ ‬عيادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬بالمملكة‭.‬

إيمان‭ ‬خليل‭ ‬نور‭ ‬الدين،‭ ‬صاحبة‭ ‬أول‭ ‬معهد‭ ‬تعليمي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬‮«‬أوت‭ ‬ستاندينج‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬دريم‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحلام‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬كابيتال‭ ‬نولدج‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬شمسها‮»‬‭ ‬لخدمة‭ ‬النساء‭ ‬المعنفات،‭ ‬وجدت‭ ‬ضالتها‭ ‬ومتعتها‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬فتركت‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الحقلين‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المثالية‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

كيف‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتك‭ ‬على‭ ‬مسيرتك؟

لقد‭ ‬قضيت‭ ‬طفولتي‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وسويسرا،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‭ ‬والدي،‭ ‬وكانت‭ ‬هوايتي‭ ‬المفضلة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وكنت‭ ‬متفوقة‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الرياضيات‭ ‬خاصة،‭ ‬وعند‭ ‬الصف‭ ‬الخامس‭ ‬الابتدائي‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬وطني،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أتحدث‭ ‬مطلقا‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والتحقت‭ ‬بمدرسة‭ ‬بيان‭ ‬البحرين‭ ‬النموذجية،‭ ‬وكان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬لتعلم‭ ‬لغتي‭ ‬الأم‭ ‬وأتعرف‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬وطني‭ ‬وديانته‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده،‭ ‬ولكن‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬تأقلمت‭ ‬وتعايشت‭ ‬مع‭ ‬عالمي‭ ‬الجديد‭ ‬وظلت‭ ‬لغتي‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

بعد‭ ‬التخرج‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬علم‭ ‬الرياضيات‭ ‬وهي‭ ‬مادتي‭ ‬المفضلة‭ ‬بالطبع،‭ ‬وبعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وقررت‭ ‬افتتاح‭ ‬معهد‭ ‬تعليمي‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الرياضيات‭ ‬والعلوم،‭ ‬وانطلق‭ ‬مشروعي‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬بصورة‭ ‬متواضعة،‭ ‬وحين‭ ‬توافر‭ ‬لديّ‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬اللازم‭ ‬أنشأت‭ ‬مشروع‭ ‬معهد‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬والدي،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬معهد‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬‮«‬اوت‭ ‬ستاندينج‮»‬‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬بدأت‭ ‬أشعر‭ ‬وبقوة‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬ينقصني،‭ ‬وأدركت‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬شغفي‭ ‬الكبير‭. ‬

بدايتك‭ ‬مع‭ ‬التطوع؟

جاءت‭ ‬انطلاقتي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬عند‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬دريم‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحلام‭ ‬أطفال‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬والأمراض‭ ‬المزمنة،‭ ‬وهي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬تقدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬الترفيهية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬ووجدت‭ ‬متعة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬لهؤلاء‭ ‬وفي‭ ‬مساعدة‭ ‬أهاليهم‭ ‬والأخذ‭ ‬بأياديهم‭.‬

كيف‭ ‬تأهلت‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة؟

كي‭ ‬أتأهل‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬وللقيام‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬كورسات‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬علم‭ ‬النفس،‭ ‬بهدف‭ ‬اتباع‭ ‬الأسلوب‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬وأسرهم‭ ‬وبمهنية‭ ‬عالية،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وأخرى‭ ‬عليا‭ ‬تعادل‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير،‭ ‬وبعدها‭ ‬نظمت‭ ‬جلسات‭ ‬لمساعدة‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والكبار،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬كمعالج‭ ‬نفسي،‭ ‬وأصبح‭ ‬المعهد‭ ‬يشمل‭ ‬مجالي‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والعلاج‭ ‬النفسي‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬شمسها»؟

حين‭ ‬قررت‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬بادرت‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬نسائي‭ ‬ضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬بتأسيس‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬شمسها‮»‬‭ ‬للنساء‭ ‬المعنفات‭ ‬اللاتي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬وتأهيل‭ ‬نفسي‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬لهن،‭ ‬وقد‭ ‬وفرنا‭ ‬خطا‭ ‬ساخنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬النفسيين‭ ‬لتقديم‭ ‬مختلف‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬وحدث‭ ‬أنني‭ ‬توجهت‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬المانيا‭ ‬في‭ ‬إجازة،‭ ‬وشاهدت‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬والعراقيين‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الملاجئ‭ ‬هناك‭ ‬فأقدمت‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬لهم،‭ ‬وهنا‭ ‬اقترح‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الخاص‭ ‬بهذا‭ ‬الملجأ‭ ‬تقديم‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬وتم‭ ‬منحي‭ ‬رخصة‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أتحدث‭ ‬اللغات‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والألمانية،‭ ‬واستمررت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬لمختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬لحوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬متقطعة‭ ‬كنت‭ ‬أتنقل‭ ‬خلالها‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وألمانيا‭.‬

متى‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬عيادتك‭ ‬بالبحرين؟

بعد‭ ‬عودتي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬من‭ ‬وطني‭ ‬لممارسة‭ ‬دوري‭ ‬كمعالج‭ ‬نفسي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التدريس،‭ ‬ونظمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬للأطفال‭ ‬والأهالي،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬شهادات‭ ‬أهلتني‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬سيكوثيرابيست‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تفتتح‭ ‬عيادة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬صديقة‭ ‬لي‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬وهي‭ ‬تقدم‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬النفسية‭ ‬لكل‭ ‬الأعمار،‭ ‬وتضم‭ ‬21‭ ‬اختصاصيا‭ ‬نفسيا‭ ‬لمختلف‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والعلاجات‭ ‬النفسية‭.‬

أهم‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬المنتشرة‭ ‬حاليا؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭ ‬ولعل‭ ‬أهمها‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة،‭ ‬وهو‭ ‬يرتبط‭ ‬بشدة‭ ‬بطبيعة‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬صنعته‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬العائلة‭ ‬والناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يتنافى‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬فطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬ليعيش‭ ‬وسط‭ ‬البشر،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭.‬

وما‭ ‬نصيحتك‭ ‬هنا؟

هنا‭ ‬انصح‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬بضرورة‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتكوين‭ ‬علاقات‭ ‬نوعية‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويبقى‭ ‬دور‭ ‬الآباء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بالوعي‭ ‬والآباء‭ ‬بهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬أبنائهم‭ ‬بأمراض‭ ‬نفسية‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬الوسواس‭ ‬والاكتئاب‭ ‬وغيرها،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬يدفع‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة‭ ‬إلى‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الانتحار،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬المختصون‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬اليوم‭ ‬مدخلا‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬العلل‭ ‬النفسية،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهميتها‭ ‬أو‭ ‬الاستهتار‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬وعلاجها‭ ‬بكافة‭ ‬السبل،‭ ‬منعا‭ ‬لتفاقم‭ ‬تلك‭ ‬العلل‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬يصعب‭ ‬عندها‭ ‬تخطيها،‭ ‬ولذلك‭ ‬أحاول‭ ‬جاهدة‭ ‬وطوال‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬أغرس‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والتحدث‭ ‬عما‭ ‬يدور‭ ‬بداخلهم‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬سلبية‭ ‬وعدم‭ ‬الخجل‭ ‬أو‭ ‬الشعور‭ ‬بالهيبة‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬التقارب‭ ‬والترابط‭ ‬الأسري‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أولا‭. ‬

ما‭ ‬مدى‭ ‬الوعي‭ ‬بالعلاج‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا؟

أرى‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬الوعي‭ ‬بالعلاج‭ ‬النفسي‭ ‬تطورت‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسابق،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الاستعانة‭ ‬به‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬لتمكينه‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات،‭ ‬ويمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بأنه‭ ‬صار‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التقبل‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الشعور‭ ‬بأي‭ ‬إحراج‭ ‬أو‭ ‬خجل‭ ‬أو‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬سابقة،‭ ‬والدليل‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتردد‭ ‬على‭ ‬المعالجين‭ ‬بالعيادة،‭ ‬والتي‭ ‬تجعلهم‭ ‬مشغولين‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬تأكيد‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬تحدث‭ ‬نتيجة‭ ‬وجود‭ ‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬لدى‭ ‬المرء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أثبته‭ ‬العلم‭ ‬والمختصون‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬

من‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لك؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الداعم‭ ‬المعنوي‭ ‬الأول‭ ‬لي‭ ‬بعد‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬هو‭ ‬زوجي‭ ‬فهو‭ ‬الظهر‭ ‬والسند‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطواتي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬الطويلة،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬كذلك‭ ‬دور‭ ‬الأهل‭ ‬الذين‭ ‬احتضنوني‭ ‬ووقفوا‭ ‬بجانبي‭ ‬ولم‭ ‬يبخلوا‭ ‬عليّ‭ ‬بأي‭ ‬مساعدة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬والمواقف‭ ‬الصعبة‭. ‬

حلمك‭ ‬القادم؟

من‭ ‬أهم‭ ‬الطموحات‭ ‬التي‭ ‬تشغلني‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬وخدمات‭ ‬المعهد‭ ‬والعيادة،‭ ‬والخروج‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬النطاق‭ ‬المحلي‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬لتقديم‭ ‬مساعداتي‭ ‬وخبراتي‭ ‬لأكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا