العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التداعيات البيئية والصحية للذكاء الاصطناعي

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٠٧ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

مع‭ ‬ولوج‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬تسابقت‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬والأمم‭ ‬المتقدمة‭ ‬إلى‭ ‬بلوغ‭ ‬نهاية‭ ‬السباق‭ ‬بأسرع‭ ‬زمن‭ ‬ممكن،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬الصناعي‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للشعوب‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يجهل‭ ‬ويغفل‭ ‬عن‭ ‬إفرازات‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للإنسان‭ ‬ومكونات‭ ‬بيئته‭ ‬في‭ ‬البر،‭ ‬والبحر،‭ ‬والجو،‭ ‬وفي‭ ‬أعالي‭ ‬السماء‭.‬

فقد‭ ‬نسي‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الصناعية‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭ ‬آلاف‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬السامة‭ ‬والمسرطنة‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وغفل‭ ‬كليا‭ ‬وأهمل‭ ‬ملايين‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة‭ ‬وشبه‭ ‬الصلبة‭ ‬التي‭ ‬تراكمت‭ ‬معظمها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬المصانع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬وفي‭ ‬المدن،‭ ‬وزادت‭ ‬كمياتها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬كالقنبلة‭ ‬الموقوتة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنفجر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يبال‭ ‬الإنسان‭ ‬بملايين‭ ‬الأمتار‭ ‬المكعبة‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬المصانع‭ ‬ومياه‭ ‬المجاري‭ ‬السائلة‭ ‬الخطرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصرف‭ ‬في‭ ‬المسطحات‭ ‬المائية‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬معالجة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬الكيميائية‭ ‬والحيوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحملها‭ ‬في‭ ‬بطنها‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬فأنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الفسيح‭ ‬فوق‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الفضائية،‭ ‬وآلاف‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬كلها‭ ‬ولدت‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬الفضائية‭ ‬بمختلف‭ ‬الأحجام‭ ‬والأوزان،‭ ‬وهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬تسقط‭ ‬وتنزل‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬العليا‭ ‬فتهدد‭ ‬أمن‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلامته‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭.‬

فنتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الإهمال،‭ ‬وبسبب‭ ‬هذه‭ ‬الغفلة‭ ‬الشديدة‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية‭ ‬مظاهر‭ ‬بيئية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬كالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والمطر‭ ‬الأسود‭ ‬والحمضي،‭ ‬والإثراء‭ ‬الغذائي‭ ‬وتحول‭ ‬المسطحات‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬والأحمر‭ ‬الفاقع،‭ ‬والضباب‭ ‬الضوئي‭ ‬الكيميائي،‭ ‬وتدهور‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭. ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر‭ ‬ولَّدتْ‭ ‬كوارث‭ ‬صحية‭ ‬عميقة‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البشري‭ ‬برمته،‭ ‬ونجمت‭ ‬عنها‭ ‬أمراض‭ ‬مستعصية‭ ‬على‭ ‬العلاج،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬السرطان،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬والجهاز‭ ‬التنفسي‭.‬

واليوم‭ ‬يعيد‭ ‬التاريخ‭ ‬نفسه،‭ ‬فها‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬يعيد‭ ‬الأخطاء‭ ‬نفسها،‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬الهفوات‭ ‬والزلات‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الماضي،‭ ‬ولم‭ ‬يتعظ‭ ‬بالكوارث‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬عليه‭. ‬فقد‭ ‬ولجت‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والمتطورة‭ ‬ومعها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬جديدٍ‭ ‬طويل‭ ‬ومحتدم‭ ‬جداً،‭ ‬وذي‭ ‬تنافسية‭ ‬عالية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬تقنية‭ ‬جديدة‭ ‬وحديثة‭ ‬وفي‭ ‬غاية‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم،‭ ‬وهي‭ ‬صناعات‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬دخلت‭ ‬السباق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز،‭ ‬ونيل‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى،‭ ‬ثم‭ ‬احتكار‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنميتها‭ ‬ورقيها،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬مالية‭ ‬ضخمة‭.‬

فانشغال‭ ‬الإنسان‭ ‬كلياً‭ ‬بتحقيق‭ ‬السبق‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وانصراف‭ ‬همه‭ ‬ووقته‭ ‬وجهده‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الكبير،‭ ‬جعله‭ ‬كعادته‭ ‬يهمل‭ ‬ويتجاهل‭ ‬كل‭ ‬إفرازات‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬الصناعية‭ ‬الحديثة،‭ ‬ويغفل‭ ‬عن‭ ‬تداعياتها،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬المرتبطتين‭ ‬ببعض‭ ‬بعلاقة‭ ‬حميمية‭ ‬قوية،‭ ‬وهما‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭. ‬

فمن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬مراكز‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬تُوضع‭ ‬بها‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬والأجهزة‭ ‬المتقدمة‭ ‬الأخرى‭ ‬تحتاج‭ ‬لكي‭ ‬تعمل‭ ‬وتشتغل‭ ‬باستمرار‭ ‬وبكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬إلى‭ ‬التكييف‭ ‬الدائم‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنة،‭ ‬فدرجة‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ترتفع‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مراكز‭ ‬بيانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تستهلك‭ ‬وتستنزف‭ ‬كميات‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة،‭ ‬فهي‭ ‬إذن‭ ‬شديدة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬للطاقة‭ ‬والمياه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭. ‬وهذا‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المفرط‭ ‬للطاقة‭ ‬يعني‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬مما‭ ‬ينجم‭ ‬عنه‭ ‬أحجام‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬الملوثات‭ ‬السامة‭ ‬والخطرة‭ ‬والمسببة‭ ‬للسرطان‭ ‬وتدهور‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للإنسان‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فيرهق‭ ‬ميزانية‭ ‬الدول‭ ‬بتكاليف‭ ‬اقتصادية‭ ‬باهظة‭ ‬لعلاج‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأمراض‭ ‬الحادة‭ ‬والمزمنة‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬ملوثات‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬المبكر‭ ‬للملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬وأمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬والسكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني،‭ ‬والبدانة،‭ ‬والخرف‭ ‬المبكر،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الكثيرة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭.    ‬

وقد‭ ‬تنبه‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المردودات‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية‭ ‬لمراكز‭ ‬بيانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬فقاموا‭ ‬بإجراء‭ ‬دراسات‭ ‬كمية‭ ‬لتقييم‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تشغيل‭ ‬هذه‭ ‬المراكز،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬حجم‭ ‬ونوعية‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها،‭ ‬وعبء‭ ‬الأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬الدول‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأسقام‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬ريفر‭ ‬سايد‮»‬،‭ ‬ومعهد‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬‮«‬كالتيك‮»‬،‭ ‬ونُشرت‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الأخلاق‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‮»‬‭ (‬Ethics‭ ‬and‭ ‬Psychology‭) ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الرسوم‭ ‬غير‭ ‬المدفوعة‭: ‬تحديد‭ ‬التأثيرات‭ ‬الكمية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‮»‬‭. ‬فهذه‭ ‬الورقة‭ ‬العلمية‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬تقدم‭ ‬منهجية‭ ‬علمية‭ ‬جديدة‭ ‬لتقييم‭ ‬حجم‭ ‬ونوع‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬بناء‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‮»‬‭ (‬Life‭ ‬Cycle‭ ‬Assessment‭)‬،‭ ‬وتقديم‭ ‬تأثيراته‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬منذ‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬الصناعة‭ ‬وهي‭ ‬إنتاج‭ ‬شرائح‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬وتشغيل‭ ‬مراكز‭ ‬المعلومات‭. ‬وقد‭ ‬توصلت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬مهمة،‭ ‬كما‭ ‬يلي‭:‬

أولاً‭: ‬قَدَّرت‭ ‬الدراسة‭ ‬بأن‭ ‬مراكز‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬شكلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬4%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬استهلاك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للكهرباء،‭ ‬ونتيجة‭ ‬للازدياد‭ ‬الكبير‭ ‬والمتسارع‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مراكز‭ ‬بيانات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مدن‭ ‬أمريكا‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬الاستهلاك‭ ‬سيرتفع‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬إلى‭ ‬11‭.‬7%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬استهلاك‭ ‬أمريكا‭ ‬للطاقة‭.‬

ثانياً‭: ‬توصلت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جوجل‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬لتشغيل‭ ‬مراكز‭ ‬البيانات،‭ ‬وقُدرت‭ ‬بنحو‭ ‬2‭.‬6‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬2023،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬‮«‬مايكروسوفت‮»‬‭ ‬بكلفة‭ ‬1‭.‬6‭ ‬بليون‭ ‬دولار،‭ ‬وشركة‭ ‬‮«‬ميتا‮»‬‭ ‬1‭.‬2‭ ‬بليون‭ ‬دولار،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الكلفة‭ ‬الإجمالية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تساوي‭ ‬5‭.‬4‭ ‬بلايين‭ ‬دولار‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬2023‭ ‬وتنفق‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬والموت‭ ‬المبكر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬من‭ ‬تشغيل‭ ‬مراكز‭ ‬البيانات‭. ‬ونظراً‭ ‬للزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬والواسعة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬فإن‭ ‬العبء‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬تقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

فهذا‭ ‬المثال‭ ‬الأخير‭ ‬للعملية‭ ‬التنموية‭ ‬للإنسان،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬معمقة‭ ‬ومستفيضة‭ ‬لجميع‭ ‬أعماله‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬هذا‭ ‬التنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬ويطول‭ ‬عمرها،‭ ‬وينتفع‭ ‬منها‭ ‬الجميع،‭ ‬البشر،‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬ومكونات‭ ‬البيئة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا