العدد : ١٧١٤٩ - الخميس ٠٦ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٩ - الخميس ٠٦ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رمضان ١٤٤٦هـ

الثقافي

هل رفيع كان شاعر فُصحى أم عامية؟
د. فواز الشروقي يجيب في جمعية تاريخ وآثار البحرين

بقلم ومتابعة: زينب علي البحراني

السبت ٠١ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

إن‭ ‬عزَفَ‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬المشاعر‭ ‬أطرَبها،‭ ‬وإن‭ ‬دغدَغَ‭ ‬بفُكاهته‭ ‬النفسَ‭ ‬أضحكها،‭ ‬إذا‭ ‬تطرَّق‭ ‬لهموم‭ ‬المُجتمع‭ ‬دخلت‭ ‬قصيدته‭ ‬كُل‭ ‬بيتٍ،‭ ‬وإذا‭ ‬تغنَّت‭ ‬كلماته‭ ‬بعشق‭ ‬الوطن‭ ‬استوطنَت‭ ‬أشعاره‭ ‬مجامع‭ ‬كُل‭ ‬قلب،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬‮«‬مالئ‭ ‬الدنيا‭ ‬وشاغل‭ ‬الناس‮»‬‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وظلَّت‭ ‬كنوز‭ ‬سيرتهُ‭ ‬مقصدًا‭ ‬للباحثين‭ ‬في‭ ‬أسرار‭ ‬خلوده،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬السيرة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تُكتب‭ ‬لعبدالرحمن‭ ‬رفيع‮»‬‭ ‬خيارًا‭ ‬موفقًا‭ ‬لمُحاضرة‭ ‬د‭. ‬فواز‭ ‬الشروقي‭ ‬التي‭ ‬قُدّمت‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الموسم‭ ‬الثقافي‭ ‬الـ‭ ‬71‭ ‬لجمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭.‬

بموهبته‭ ‬الاستثنائيَّة‭ ‬في‭ ‬اقتناص‭ ‬الأفكار‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أصعب‭ ‬المُعادلات‭ ‬الثقافيَّة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭: ‬اجتذاب‭ ‬اهتمام‭ ‬نُخب‭ ‬المُثقفين‭ ‬وعامَّة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وتقديم‭ ‬المادَّة‭ ‬المُختارة‭ ‬بأسلوبٍ‭ ‬سلسٍ‭ ‬شيّق‭ ‬يسهل‭ ‬استيعابه‭ ‬على‭ ‬مُختلف‭ ‬الفئات‭ ‬العُمريَّة‭ ‬والطبقات‭ ‬المُجتمعيَّة،‭ ‬سلّطَ‭ ‬د‭. ‬الشروقي‭ ‬ضوء‭ ‬الاهتمام‭ ‬على‭ ‬محطّات‭ ‬لافتة‭ ‬من‭ ‬سيرة‭ ‬حياة‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬الذي‭ ‬يُصادف‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مرور‭ ‬عشر‭ ‬سنواتٍ‭ ‬على‭ ‬وفاته،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قراءة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬سيرة‭ ‬شِعريَّة‮»‬‭ ‬للدكتور‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬كان‭ ‬مُلهمًا‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬الشعريَّة‭ ‬لـ«رفيع‮»‬‭ ‬باعتباره‭ ‬رفيقًا‭ ‬مُلازمًا‭ ‬للقصيبي‭ ‬الذي‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬سيرته‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬دفعهُ‭ ‬وحمَّسه‭ ‬لكتابة‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع،‭ ‬إذ‭ ‬كانا‭ ‬في‭ ‬مدرسةٍ‭ ‬واحدة،‭ ‬فذهب‭ ‬غازي‭ ‬إليه‭ ‬بمحاولةٍ‭ ‬بسيطة‭ ‬لكتابة‭ ‬أبياتٍ‭ ‬قليلة،‭ ‬فعدّل‭ ‬رفيع‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأوَّل‭ ‬لضبط‭ ‬وزنه‭ ‬وأبقى‭ ‬البقيَّة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭.‬

لماذا‭ ‬لم‭ ‬يكتُب‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬سيرته‭ ‬الشعريَّة؟‭ ‬أليسَ‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬كتبَ‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬السيرة‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تليق‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم؟‭ ‬هذان‭ ‬التساؤلان‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬المُلحَّة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬دفع‭ ‬الدكتور‭ ‬فواز‭ ‬الشروقي‭ ‬للغوص‭ ‬في‭ ‬بحار‭ ‬محطَّات‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬الشعريَّة‭ ‬والحديث‭ ‬عنه؛‭ ‬لعلَّ‭ ‬تلك‭ ‬النتائج‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬خطوط‭ ‬أوَّليَّة‭ ‬يُبنى‭ ‬عليها‭ ‬مشروع‭ ‬إعداد‭ ‬سيرة‭ ‬شعريَّة‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلاً‭ ‬وتكامُلاً‭.‬

أوضح‭ ‬د‭. ‬الشروقي‭ ‬أن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬كان‭ ‬مفتونًا‭ ‬بالقراءة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬تلميذًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الغربيَّة‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬الكتُب،‭ ‬مولعًا‭ ‬بإلقاء‭ ‬الخطب‭ ‬والأشعار‭ ‬في‭ ‬الطابور‭ ‬المدرسي،‭ ‬وكمُكافأة‭ ‬له‭ ‬أهداه‭ ‬الأستاذ‭ ‬حسن‭ ‬جواد‭ ‬الجشّي‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬الأربعاء‮»‬‭ ‬لـ‭ ‬طه‭ ‬حسين،‭ ‬فطار‭ ‬به‭ ‬فرحًا‭ ‬وقرأه‭ ‬مرَّاتٍ‭ ‬تلو‭ ‬المرَّات‭ ‬دون‭ ‬ملل‭ ‬لأنه‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يملكه‭.. ‬وفي‭ ‬يومٍ‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬جاءه‭ ‬صديقه‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬تقدّم‭ ‬به‭ ‬السن‭ ‬قد‭ ‬أهداه‭ ‬مكتبته‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬ميلاً‭ ‬للقراءة‭ ‬والمُطالعة،‭ ‬وسأله‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬رغبة‭ ‬بأخذ‭ ‬مخزون‭ ‬تلك‭ ‬المكتبة،‭ ‬فسُر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أيما‭ ‬سرور،‭ ‬وغرق‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬الكتب‭ ‬المُهداة‭ ‬يقرأها‭ ‬بنهم‭ ‬واستمتاع‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعبأ‭ ‬بتناول‭ ‬وجبات‭ ‬طعامه‭ ‬اليوميَّة‭.. ‬وما‭ ‬أن‭ ‬افتُتحت‭ ‬مكتبة‭ ‬المنامة‭ ‬العامَّة‭ ‬عام‭ ‬1948م‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬السبَّاقين‭ ‬لارتيادها‭.‬

في‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬التقى‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي،‭ ‬وانطلقَت‭ ‬المُساجلات‭ ‬الشعريَّة‭ ‬بينهما،‭ ‬ثم‭ ‬سافرا‭ ‬لدراسة‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬القاهرة؛‭ ‬لكنهما‭ ‬كانا‭ ‬يقضيان‭ ‬أوقات‭ ‬فراغهما‭ ‬في‭ ‬مقهى‭ ‬كُلية‭ ‬الآداب‭ ‬لأن‭ ‬الأجواء‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬إلهامًا‭ ‬لتجاربهما‭ ‬الشعريَّة،‭ ‬وكان‭ ‬القصيبي‭ ‬كلما‭ ‬كتب‭ ‬قصيدةً‭ ‬أعطاها‭ ‬رفيعا‭ ‬للاحتفاظ‭ ‬بها،‭ ‬فكان‭ ‬يحتفظ‭ ‬بأشعارهما‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬ملفَّاتٍ‭ ‬ضخمة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬عام‭ ‬1959م‭ ‬زيارة‭ ‬البحرين‭ ‬لقضاء‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬وفي‭ ‬ذهنه‭ ‬تتبلور‭ ‬فكرة‭ ‬طباعة‭ ‬مجموعته‭ ‬الشعريَّة‭ ‬الأولى،‭ ‬فأخذ‭ ‬أوراق‭ ‬قصائده‭ ‬من‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬وانتقى‭ ‬منها‭ ‬الأشعار‭ ‬التي‭ ‬تحوَّلت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬أشعار‭ ‬من‭ ‬جزائر‭ ‬اللؤلؤ‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬فقرر‭ ‬ترك‭ ‬ملف‭ ‬قصائده‭ ‬وبعض‭ ‬حاجاته‭ ‬أمانة‭ ‬عند‭ ‬بوّاب‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬يقيم‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬لقضاء‭ ‬عُطلة‭ ‬مُدتها‭ ‬شهرين،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬حتى‭ ‬صُدم‭ ‬بأن‭ ‬البوَّاب‭ ‬لم‭ ‬يكُن‭ ‬موجودًا،‭ ‬ولا‭ ‬يُعرف‭ ‬له‭ ‬عنوانًا،‭ ‬وأوراق‭ ‬قصائده‭ ‬ضاعت‭ ‬ليتبخَّر‭ ‬معها‭ ‬إبداع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام،‭ ‬ومع‭ ‬ضياعها‭ ‬يتأخَّر‭ ‬بزوغ‭ ‬مجموعته‭ ‬الشعريَّة‭ ‬الأولى‭.. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬رجوعه‭ ‬للاستقرار‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بدأ‭ ‬محاولات‭ ‬نشر‭ ‬قصائده‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬هُنا‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬لافتًا‭ ‬انتباه‭ ‬القرَّاء،‭ ‬ثم‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬فرع‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬‮«‬مُسابقة‭ ‬هُنا‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬الأدبيَّة‭ ‬لتحصد‭ ‬قصيدته‭ ‬‮«‬موطن‭ ‬الخالدين‮»‬‭ ‬المركز‭ ‬الأوَّل‭ ‬بين‭ ‬الفائزين‭.‬

بعد‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكُتَّاب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بدأت‭ ‬بإقامة‭ ‬أمسياتها‭ ‬الشعريَّة،‭ ‬وأرسلت‭ ‬دعوتين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬ثاني‭ ‬أمسياتها‭ ‬المُقامة‭ ‬في‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬النسور‮»‬‭ ‬للقصيبي‭ ‬ورفيع؛‭ ‬فقبلا‭ ‬المُشاركة،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬أمسكَ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬بمُكبّر‭ ‬الصوت‭ ‬حتى‭ ‬بدأ‭ ‬صوته‭ ‬يصدح‭ ‬مُغردًا‭: ‬‮«‬الله‭ ‬يجازيك‭ ‬يا‭ ‬زمان‭.. ‬ما‭ ‬لك‭ ‬أمان‭.. ‬الشعري‭ ‬الرّبعه‭ ‬بثمان‭!!‬‮»‬،‭ ‬فاشتعلت‭ ‬القاعة‭ ‬بحماسة‭ ‬الحاضرين‭ ‬وضحكاتهم‭ ‬وتصفيقهم،‭ ‬ومنذ‭ ‬تلك‭ ‬الأمسيات‭ ‬انهالت‭ ‬عليه‭ ‬الدعوات‭ ‬لإلقاء‭ ‬قصائده،‭ ‬وكلما‭ ‬قرأ‭ ‬قصيدة‭ ‬فصيحة‭ ‬انتظروا‭ ‬قصيدته‭ ‬الشعبيَّة‭ ‬الطريفة‭ ‬لتنتعش‭ ‬حماستهم‭ ‬ويلتهب‭ ‬تفاعُلهم،‭ ‬ومع‭ ‬صدور‭ ‬جريدة‭ ‬الأضواء‭ ‬عام‭ ‬1965م‭ ‬بدأ‭ ‬ينشر‭ ‬بعض‭ ‬قصائده‭ ‬الفصيحة‭ ‬على‭ ‬صفحاتها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصدر‭ ‬ديوانه‭ ‬الأوَّل‭ ‬‮«‬أغاني‭ ‬البحار‭ ‬الأربعة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1971م،‭ ‬وهنا‭ ‬انبرى‭ ‬له‭ ‬الناقد‭ ‬أحمد‭ ‬المنَّاعي‭ ‬بمقالة‭ ‬لاذعةٍ‭ ‬كان‭ ‬منها‭: ‬‮«‬الشاعر‭ ‬هُنا‭ ‬يرتدي‭ ‬زيًا‭ ‬غريبًا‭ ‬مُرقعًا،‭ ‬فتارة‭ ‬ناسكًا،‭ ‬وثانية‭ ‬صوفيًا،‭ ‬وثالثة‭ ‬فيلسوفًا‭ ‬نظريًا،‭ ‬رفيع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصائد‭ ‬كحبَّة‭ ‬بطيخ‭ ‬في‭ ‬صحنٍ‭ ‬أملس،‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬الإمساك‭ ‬به‭ ‬وسؤاله‭ ‬عن‭ ‬هويته‮»‬‭!‬

بعدها‭ ‬بسنوات‭ ‬كتب‭ ‬محمد‭ ‬جابر‭ ‬الأنصاري‭ ‬مقالاً‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬حكاية‭ ‬الشاعر‭ ‬الذي‭ ‬انقلبَ‭ ‬إلى‭ ‬حكواتي‮»‬‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬مجلَّة‭ ‬‮«‬الدوحة‮»‬‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬رفيع‭ ‬أخذ‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬بمناسبة‭ ‬ودون‭ ‬مُناسبة‭ ‬بسيلٍ‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬العامي‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬وما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬خطوبة‭ ‬وزفافٍ‭ ‬وحُبٍ‭ ‬وهجرٍ‭ ‬وصدود،‭ ‬وعن‭ ‬تصليح‭ ‬مُكيفات‭ ‬الهواء‭ ‬والمراوح‭ ‬الكهربائية‭ ‬والرجيم‭ ‬والغلاء‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكُن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬النقاد،‭ ‬ردًا‭ ‬مُباشرًا،‭ ‬بل‭ ‬يُحلَّق‭ ‬بموهبته‭ ‬الشعريَّة‭ ‬التي‭ ‬تتصاعد‭ ‬معها‭ ‬شُهرته‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬لقُدرة‭ ‬كلماته‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬مشاعر‭ ‬عامَّة‭ ‬الناس‭ ‬وهمومهم‭ ‬اليوميَّة‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭: ‬‮«‬هل‭ ‬رفيع‭ ‬كان‭ ‬شاعر‭ ‬فُصحى‭ ‬أم‭ ‬عاميَّة؟»؛‭ ‬ينقل‭ ‬الدكتور‭ ‬الشروقي‭ ‬الإجابة‭ ‬من‭ ‬حديثٍ‭ ‬صحفي‭ ‬انفردت‭ ‬بنشره‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬البحرينيَّة‮»‬‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬مايو‭ ‬1986م‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭: ‬‮«‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭ ‬بدأت‭ ‬بالقصيدة‭ ‬الفُصحى،‭ ‬أمَّا‭ ‬قصائدي‭ ‬العاميَّة‭ ‬فهي‭ ‬فرعٌ‭ ‬بسيطٌ‭ ‬من‭ ‬الشِّعر‮»‬‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المُحاضرة‭ ‬قد‭ ‬اتسمَت‭ ‬بجُرأة‭ ‬الطرح،‭ ‬وامتازت‭ ‬بباقة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬توثّق‭ ‬الأحداث،‭ ‬وقُصاصات‭ ‬الأشعار‭ ‬المُقتبسة‭ ‬من‭ ‬المطبوعات‭ ‬الأصليَّة،‭ ‬ونُسخٌ‭ ‬عن‭ ‬مخطوطاتٍ‭ ‬أصليَّة‭ ‬مدوَّنة‭ ‬بخط‭ ‬يد‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬وآخرين،‭ ‬وتخللتها‭ ‬بضع‭ ‬حكاياتٍ‭ ‬طريفةٍ‭ ‬عن‭ ‬الشاعر‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬صهر‭ ‬جمود‭ ‬المادَّة‭ ‬البحثيَّة‭ ‬في‭ ‬قالبٍ‭ ‬من‭ ‬إبهاج‭ ‬نفوس‭ ‬الحاضرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا