العدد : ١٧١٤٦ - الاثنين ٠٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٦ - الاثنين ٠٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رمضان ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

قدوتي في الحياة جدي ووالدي ووالدتي البريطانية الجنسية

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬السياسي‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬الشهير‭ ‬إرنستو‭ ‬تشي‭ ‬جيفارا‭: ‬‮«‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬النصائح‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬القدوة‭.. ‬فكل‭ ‬الحمقى‭ ‬لا‭ ‬يكفون‭ ‬عن‭ ‬الكلام‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بالأفعال‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬منارة‭ ‬لمن‭ ‬حوله‭ ‬يسعون‭ ‬دوما‭ ‬ليبلغوا‭ ‬ما‭ ‬بلغه‭ ‬وليس‭ ‬بالأقوال‭.‬

فما‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬قدوة‭ ‬حسنة‭ ‬تهتدي‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارك،‭ ‬تقدم‭ ‬لك‭ ‬الخصال‭ ‬الحميدة،‭ ‬والصفات‭ ‬الجيدة،‭ ‬والسلوكيات‭ ‬النافعة‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬منك‭ ‬شخصية‭ ‬ناجحة‭ ‬ومميزة‭ ‬ذات‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة،‭ ‬وهذا‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الخالق‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬اهتدت‭ ‬بهم‭ ‬جميعا‭ ‬لتصبح‭ ‬إحدى‭ ‬النساء‭ ‬المتألقات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والعطاءات‭. ‬

هلل‭ ‬خالد‭ ‬يوسف‭ ‬إنجينير،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتخصص‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬البيئة‭ ‬وتؤسس‭ ‬شركة‭ ‬استشارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتترأس‭ ‬منظمة‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬العالمية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬جدها‭ ‬ووالدها‭ ‬ووالدتها‭ ‬البريطانية‭ ‬الجنسية‭ ‬قدوة‭ ‬لها،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬أمامها‭ ‬أبواب‭ ‬التميز‭ ‬بصورة‭ ‬لافتة‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬يقتدى‭ ‬به‭. ‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المتفردة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

كيف‭ ‬أثرت‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬في‭ ‬مسيرتك؟

لقد‭ ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬يدرس‭ ‬هناك،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬والدتي‭ ‬تحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وعشت‭ ‬طفولة‭ ‬سعيدة،‭ ‬وكنت‭ ‬شغوفة‭ ‬بشدة‭ ‬للقراءة‭ ‬وبصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬تربيت‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬جدي‭ ‬الملقب‭ ‬بيوسف‭ ‬إنجينير‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬الآبار‭ ‬الارتوازية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬كلفته‭ ‬العائلة‭ ‬الحاكمة‭ ‬بحفرها‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬يوسف‭ ‬إنجينير‭ ‬‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬توارثته‭ ‬عنه،‭ ‬وكان‭ ‬قدوتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وتعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الجميلة‭ ‬منها‭ ‬التواضع‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اقتدائي‭ ‬بوالدي‭ ‬ووالدتي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬فقد‭ ‬ساهما‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وصقل‭ ‬شخصيتي‭.‬

ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬منهما؟

من‭ ‬أهم‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تعلمتها‭ ‬من‭ ‬والدتي‭ ‬احترام‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬والتعايش‭ ‬معه،‭ ‬فحين‭ ‬أصبحت‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬العود،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتتقنها‭ ‬كي‭ ‬تتأقلم‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬وكانت‭ ‬دوما‭ ‬تحترم‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الثقافات‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وبشدة،‭ ‬كذلك‭ ‬ورثت‭ ‬عنها‭ ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬الاحكام‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظروف،‭ ‬أما‭ ‬والدي‭ ‬فقد‭ ‬وهبني‭ ‬صفات‭ ‬عظيمة‭ ‬أهمها‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬والتميز‭ ‬والريادة‭ ‬والكفاح‭ ‬والعصامية،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬محظوظة‭ ‬بوجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬صنعت‭ ‬مني‭ ‬شخصية‭ ‬مختلفة‭ ‬تتمتع‭ ‬بصفات‭ ‬أفخر‭ ‬بها‭.‬

 

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالبيئة؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬علاقتي‭ ‬بالبيئة‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬فأثناء‭ ‬دراستي‭ ‬بمدرسة‭ ‬خولة‭ ‬لفتت‭ ‬والدتي‭ ‬نظري‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬بالبيئية‭ ‬العالمية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬فضولي‭ ‬بشدة‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬تساءلت‭ ‬عن‭ ‬الحل‭ ‬لها،‭ ‬ورحت‭ ‬أفكر‭ ‬وأبحث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المشكلة‭ ‬لفتت‭ ‬انتباهنا‭ ‬جميعا‭ ‬نحو‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالبيئة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عنها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬البقعة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬هناك‭ ‬جدي‭ ‬وجدتي‭ ‬واستغرق‭ ‬ذلك‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟‭ ‬

بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬البريطانية‭ ‬واصلت‭ ‬الدراسة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التقويم‭ ‬والتدقيق‭ ‬البيئي،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬استشارات‭ ‬بيئية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬تحت‭ ‬التدريب،‭ ‬وبعد‭ ‬عودتي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬التحقت‭ ‬بشركة‭ ‬خاصة‭ ‬وعينت‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬مديرة‭ ‬للبيئة‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬تقريبا‭ ‬واكتسبت‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أشعرتني‭ ‬بان‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمي‭ ‬بتأسيس‭ ‬شركة‭ ‬استشارية‭ ‬بيئية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يراودني‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة‭ ‬ولم‭ ‬يفارقني‭ ‬مطلقا‭.‬

كيف‭ ‬تحقق‭ ‬الحلم؟

لقد‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬الشركة‭ ‬وهي‭ ‬الاولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬بالمملكة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬زواجي‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬اعمل‭ ‬بها‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬وبدأت‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وتم‭ ‬ذلك‭ ‬بمساعدة‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬والدي،‭ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬الشركة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وأصبحت‭ ‬ذات‭ ‬صيت‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬المشاريع‭ ‬والتقييم‭ ‬البيئي‭ ‬للمشاريع‭ ‬الحكومية‭ ‬وكذلك‭ ‬الخاصة‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬ينتشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا؟

علينا‭ ‬أن‭ ‬نفرق‭ ‬بين‭ ‬الوعي‭ ‬والاهتمام‭ ‬البيئي،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الاهتمام،‭ ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نجزم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬اليوم‭ ‬وعيا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالبيئة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسابق‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ألاحظه‭ ‬بعد‭ ‬وجودي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مدة‭ ‬24‭ ‬عاما‭ ‬تقريبا‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬والدراسات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المختصين‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تأثيرها‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬

أهم‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية؟

‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬مشاريع‭ ‬الدفان‭ ‬والجرف‭ ‬والتلوث‭ ‬الهوائي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬المركبات‭ ‬والعوادم‭ ‬الصادرة‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬المنازل،‭ ‬وضرورة‭ ‬التوعية‭ ‬بذلك‭ ‬إعلاميا،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمعنية‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حادث‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬توفير‭ ‬حاويات‭ ‬خاصة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬إدخال‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبيئة‭ ‬ضمن‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬مبكرة،‭ ‬نظرا‭ ‬للدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الحياة؟

لقد‭ ‬اطلقت‭ ‬مشروعا‭ ‬آخر‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬ريف‭ ‬العربية‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الحياة‮»‬‭ ‬باستخدام‭ ‬الشعاب‭ ‬المرجانية‭ ‬الاصطناعية‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام2011،‭ ‬بهدف‭ ‬تصنيع‭ ‬تلك‭ ‬الشعاب‭ ‬بطريقة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬أكسبني‭ ‬خبرات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وضعت‭ ‬شركتي‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬متألقة‭ ‬تنافس‭ ‬فيها‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬كونها‭ ‬شركة‭ ‬محلية‭ ‬بخبرة‭ ‬عالمية‭ ‬حيث‭ ‬تضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمستشارين‭ ‬الأجانب،‭ ‬وهي‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جهودها‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬وأستراليا‭.‬

أصعب‭ ‬تجربة؟

من‭ ‬أصعب‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬محنة‭ ‬وفاة‭ ‬جدي،‭ ‬والتي‭ ‬شعرت‭ ‬حينذاك‭ ‬بانها‭ ‬أحدثت‭ ‬ثغرة‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬مصدر‭ ‬الإلهام‭ ‬والقوة‭ ‬والحافز‭ ‬نحو‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬قد‭ ‬منحني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬حرية‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬بعد‭ ‬سفري‭ ‬للدراسة،‭ ‬ولكنني‭ ‬تحديت‭ ‬نفسي‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬إكمال‭ ‬المسيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬جدي‭ ‬وكذلك‭ ‬جدتي‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنصحني‭ ‬دوما‭ ‬بأن‭ ‬أؤدي‭ ‬واجبي‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وأترك‭ ‬الباقي‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وبعدها‭ ‬عدت‭ ‬الى‭ ‬وطني‭ ‬كي‭ ‬أنقل‭ ‬له‭ ‬خبراتي‭ ‬وأفيده‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصي،‭ ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬أنس‭ ‬قط‭ ‬دور‭ ‬جدتي‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬المعلمات‭ ‬الرائدات‭ ‬بالمملكة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي‭. ‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

مبدئي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والذي‭ ‬أضعه‭ ‬دوما‭ ‬نصب‭ ‬عيناي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬هو‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬آمن‭ ‬بنفسك‭ ‬وصدقها‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬أفشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموح‭ ‬ما‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولا‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬آراء‭ ‬محبطة،‭ ‬فأنا‭ ‬أرى‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تملك‭ ‬إرادة‭ ‬فولاذية،‭ ‬وأنها‭ ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬فسوف‭ ‬تبلغه‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬وبالجهد‭ ‬والمثابرة‭.‬

أهم‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬غرستها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائك؟

لقد‭ ‬حرصت‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬قيمة‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬مهما‭ ‬واجهوا‭ ‬من‭ ‬تحديات،‭ ‬وضرورة‭ ‬تحكيم‭ ‬العقل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العاطفة‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬ما‭ ‬يحبون‭ ‬حتى‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يحققوا‭ ‬التميز‭ ‬والنجاح،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الابتعاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬الحساسية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬أجدها‭ ‬نقطة‭ ‬ضعفي‭ ‬الوحيدة‭. ‬

حلمك‭ ‬الحالي؟

يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بأنني‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬تمنيته‭ ‬وخططت‭ ‬له‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬الطويل،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ينتابني‭ ‬شعور‭ ‬أحيانا‭ ‬بأن‭ ‬سنوات‭ ‬خبرتي‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬الى‭ ‬24‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬وتوسع‭ ‬مشاريعي‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬ولكني‭ ‬مؤمنة‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬وقته‭ ‬وبمشيئة‭ ‬الرحمن‭ ‬تعالى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا