العدد : ١٧١٣٧ - السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٧ - السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رغم الدمار الهائل.. الفلسطينيون كتبوا التاريخ في غزة

بقلم: د. رمزي بارود {

السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بدت‭ ‬عودة‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬شمالها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬يناير‭ ‬2025م‭ ‬وكأن‭ ‬التاريخ‭ ‬يرسم‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأحداث‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الحديثة‭.‬

فقد‭ ‬سار‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬شارع‭ ‬الرشيد‭ ‬الساحلي،‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الجزء‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬غزة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الهائلة‭ ‬النازحة‭ ‬كانت‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬النزوح‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غزة‭ ‬ومنطقة‭ ‬المواصي‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬غنوا‭ ‬الأغاني‭ ‬نفسها،‭ ‬ورددوا‭ ‬الهتافات‭ ‬نفسها،‭ ‬واستخدموا‭ ‬نقاط‭ ‬الحوار‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬حديثهم‭.‬

أثناء‭ ‬تهجيرهم‭ ‬القسري،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬هؤلاء‭ ‬النازحين‭ ‬كهرباء‭ ‬ولا‭ ‬وسائل‭ ‬اتصال،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التنسيق‭. ‬لقد‭ ‬كانوا‭ ‬أشخاصًا‭ ‬عاديين،‭ ‬يحملون‭ ‬بعض‭ ‬قطع‭ ‬الملابس‭ ‬وأدوات‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بحوزتهم‭ ‬بعد‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭. ‬واتجهوا‭ ‬شمالاً‭ ‬إلى‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬دمرها‭ ‬وسواها‭ ‬بالأرض‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ظلوا‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬النازحين‭ ‬ملتزمين‭ ‬بمسيرتهم‭ ‬نحو‭ ‬مدنهم‭ ‬ومخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬المدمرة،‭ ‬وابتسم‭ ‬كثيرون،‭ ‬وغنى‭ ‬آخرون‭ ‬تراتيل‭ ‬دينية،‭ ‬وردد‭ ‬البعض‭ ‬أغاني‭ ‬وأشعارا‭ ‬وطنية‭.‬

قدمت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬لمراسل‭ ‬صحفي‭ ‬قصيدة‭ ‬من‭ ‬تأليفها‭ ‬وهي‭ ‬تردد‭ ‬بصوتها‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬فتاة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وأفتخر‮»‬‭. ‬وقامت‭ ‬بتلاوة‭ ‬أبيات‭ ‬شعر‭ ‬بسيطة‭ ‬ولكنها‭ ‬عاطفية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬تعريفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فتاة‭ ‬فلسطينية‭ ‬قوية‭ ‬وصامدة‭.‬

راحت‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقتها‭ ‬بأسرتها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬ابنة‭ ‬الأبطال،‭ ‬ابنة‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬معلنة‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬يفضلون‭ ‬الموت‭ ‬على‭ ‬العار‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬منزلها‭ ‬المدمر‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬انتصار‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬النصر‮»‬‭ ‬كلمة‭ ‬يكررها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قابلتهم‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬تقريبًا‭ ‬ومرات‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬كثيرين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬المتعاطفين‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تحدوا‭ ‬علناً‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬انتصارهم‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬تاريخ‭ ‬فلسطين‭ - ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تاريخ‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬المستعمرة‭ ‬التي‭ ‬انتزعت‭ ‬حريتها‭ ‬من‭ ‬مخالب‭ ‬الأعداء‭ ‬الأجانب‭ ‬المتوحشين‭.‬

كتب‭ ‬الزعيم‭ ‬التاريخي‭ ‬لجنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬المناهض‭ ‬للفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا،‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬زوجته‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬من‭ ‬زنزانته‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬الصعوبات‭ ‬تكسر‭ ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬ولكنها‭ ‬تصنع‭ ‬آخرين‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فأس‭ ‬حاد‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لقطع‭ ‬روح‭ ‬شخص‭ ‬مفعم‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬سينهض‭ ‬حتما‭ ‬في‭ ‬النهاية‮»‬‭.‬

تبدو‭ ‬كلمات‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا،‭ ‬المكتوبة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬نضال‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬كتبت‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬انتصار‭ ‬غزة‭ ‬الأخير‭ ‬ضد‭ ‬المحو‭ - ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وحتى‭ ‬نفهم‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬لنتأمل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬القادة‭ ‬السياسيون‭ ‬والعسكريون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬عن‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭:‬

قال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬ABC‭ ‬الإخبارية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستحافظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الأمنية‭ ‬الشاملة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬لأجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عام،‭ ‬كرر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نفس‭ ‬الشعور‭. ‬وقال‭ ‬العميد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إيتسيك‭ ‬كوهين،‭ ‬في‭ ‬بيان،‭ ‬للصحفيين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬عودة‮»‬‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭.‬

وذهب‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريش‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭: ‬‮«‬من‭ ‬الممكن‭ ‬خلق‭ ‬وضع‭ ‬حيث‭ ‬سينخفض‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬حجمه‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامين‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬غزة‭ ‬و«تشجيع‮»‬‭ ‬هجرة‭ ‬سكانها‭.‬

وقد‭ ‬كرر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والخبراء‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الآخرين‭ ‬نفس‭ ‬الفكرة‭ ‬مثل‭ ‬جوقة‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بما‭ ‬ستقوله،‭ ‬فيما‭ ‬عقدت‭ ‬جماعات‭ ‬المستوطنين‭ ‬مؤتمرا‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬لتقييم‭ ‬الفرص‭ ‬العقارية‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

لقد‭ ‬كانوا‭ ‬يتوهمون‭ ‬في‭ ‬أذهانهم‭ ‬أنهم‭ ‬الوحيدون‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬وبدا‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لا‭ ‬أهمية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬عجلة‭ ‬التاريخ،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وحدها‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬بمنطق‭ ‬الأقوياء‭ ‬المتغطرسين‭. ‬

لكن‭ ‬حشود‭ ‬فلسطينية‭ ‬هائلة‭ ‬ردت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وراحت‭ ‬تغني‭: ‬‮«‬هل‭ ‬تعتقدون‭ ‬أنكم‭ ‬تستطيعون‭ ‬أن‭ ‬ترقوا‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الأحرار،‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الفلسطينيين؟‭.. ‬سوف‭ ‬نموت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نسلم‭ ‬وطننا؛‭ ‬وسوف‭ ‬نموت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نسلم‭ ‬وطننا؛‭ ‬وسوف‭ ‬نموت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نسلم‭ ‬وطننا‮»‬‭. ‬يسموننا‭ ‬مقاتلين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‮»‬‭.‬

وأفادت‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بوجود‭ ‬شعور‭ ‬بالصدمة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬السكان‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬المدمرة‭ ‬بالكامل‭. ‬الصدمة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭. ‬لقد‭ ‬فشلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬الشمال،‭ ‬أو‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬كسر‭ ‬روحهم‭ ‬الجماعية‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ظهر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أكثر‭ ‬قوة،‭ ‬وأكثر‭ ‬تصميماً،‭ ‬وعلى‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الرعب‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبهدف‭ ‬جديد‭: ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭.‬

ظلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عقودا‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬واحد‭ ‬يتعلق‭ ‬بعدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬دوليا‭.‬

وقد‭ ‬ردد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كل‭ ‬زعيم‭ ‬إسرائيلي‭ ‬أو‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬تقريبًا‭ ‬منذ‭ ‬نكبة‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬الوطن‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وقد‭ ‬لخصها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السابق‭ ‬إيهود‭ ‬باراك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬خلال‭ ‬مفاوضات‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد،‭ ‬عندما‭ ‬رسم‭ ‬‮«‬الخط‭ ‬الأدنى‮»‬‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭: ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وكما‭ ‬أثبتت‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لا‭ ‬يتلقون‭ ‬إشاراتهم‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلونهم‭. ‬وبينما‭ ‬كانوا‭ ‬يسيرون‭ ‬شمالاً،‭ ‬سارت‭ ‬أربعة‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬معًا،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬كانوا‭ ‬يمسكون‭ ‬بأيدي‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ويغنون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والعودة‭ - ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬شمالًا‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬نفسها‭.‬

منذ‭ ‬النكبة،‭ ‬أصرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ستكتب‭ ‬تاريخ‭ ‬الأرض‭ ‬الواقعة‭ ‬بين‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬والبحر‭. ‬لكن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يواصلون‭ ‬إثبات‭ ‬خطأ‭ ‬إسرائيل‭. ‬لقد‭ ‬نجوا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

لقد‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬بقائهم‭ ‬وأصروا‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬وعادوا‭. ‬لقد‭ ‬خرجوا‭ ‬بشعور‭ ‬بالنصر‭. ‬إنهم‭ ‬يكتبون‭ ‬تاريخهم‭ ‬الخاص،‭ ‬والذي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصورها،‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمل‭ ‬والنصر‭.‬

 

‭ ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا