الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الدبلوماسية الهاتفية».. هل تحقق السلام؟
يوجد بين روسيا وأمريكا خط ساخن يطلق عليه «الهاتف الأحمر»، وهو نظام اتصال خاص يتيح التواصل مباشرة بين موسكو وواشنطن.. ودائما ما نتابع أخبار إجراء مكالمات هاتفية بين رؤساء وزعماء العالم، للتواصل على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، وعند وقوع الكوارث والأزمات.
وفقا لتقرير نشره موقع «بي بي سي» عن الخطوات والإجراءات التي تتم لتحضير مكالمة هاتفية بين رؤساء وزعماء العالم، فهي تمر عبر عدد كبير من القواعد الموجهة، لتفادي سوء الفهم اللغوي، وطبعا للحماية الأمنية.. وتُجرى المكالمات الهاتفية بين رؤساء العالم وفق بروتوكولات معروفة، ونظم وترتيبات خاصة، تختلف بشكل جذري عن المكالمات الشخصية للأشخاص العاديين.
حوادث ومواقف كثيرة وقعت خلال بعض اتصالات عدد من زعماء العالم، بعضها كانت طريفة وعبارة عن مقالب، والبعض الآخر منها تسبب في وقوع تسريبات خطيرة.
روى د. مصطفى الفقي، أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك رد ذات يوم، على مكالمة هاتفية لأحد المواطنين، وتعرف على مشكلته، وأراد أن يقدم له المساعدة، ولكن المواطن لم يصدق تلك المكالمة، وظن أن الصوت مقلد وليس للرئيس الراحل، فأغلق سماعة الهاتف، وأضاع عليه فرصة ذهبية لا تعوض.
بالأمس القريب، تابع العالم بعض تفاصيل المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستمرت نحو ساعة ونصف.. وهي أول اتصال مباشر معلن لبوتين مع رئيس أمريكي منذ فبراير 2022.
المكالمة الهاتفية تطرقت إلى مواضيع غاية في الأهمية للبلدين، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، والطاقة والذكاء الاصطناعي، وقوة الدولار والعديد من الموضوعات.
لا شك أن «الدبلوماسية الهاتفية» ستتمكن من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.. عبر مفاوضات قادمة، حيث ستنهي روسيا ذلك الملف المقلق، كما ستحصل أمريكا على المعادن الأرضية النادرة القيمة في أوكرانيا كدفعة مقابل استمرار المساعدة الأمريكية.
«الدبلوماسية الهاتفية».. عمل قديم وعريق في العمل الدبلوماسي والسياسي، وقد استجد دوره وفاعليته المؤثرة اليوم، تماما كما برز في عالمنا المعاصر مفهوم «الدبلوماسية الرقمية» وغيرها.
ويبقى السؤال الأهم.. هل ستُصلح «الدبلوماسية الهاتفية» اليوم، ما أفسدته الحروب والنزاعات بالأمس، وتحقق السلام العادل والشامل في القضية الفلسطينية تحديدا..؟
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك