الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
العصابات «السيبرانية».. واليقظة الكويتية
أبرز حديث دائر في دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام هو القبض على تشكيل «عصابي سيبراني» من الجنسية الصينية، حاول اختراق حسابات المصارف البنكية، بعد أن استهدف أبراج الاتصالات، وكاد يعصف بالسوق المصرفي المالي الكويتي، ويشكل «أزمة مناخ» جديدة بطابع تكنولوجي هذه المرة.. لولا اليقظة الأمنية الكويتية.
ويحسب للكويت أن الحادثة لم تؤثر على علاقاتها مع الصين، حيث تشهد هذه الأيام توقيع اتفاقية بناء ميناء مبارك الكبير بالكويت مع الحكومة الصينية، كما أن سفارة الصين في الكويت أعلنت دعمها الجانب الكويتي بشكل كامل في مكافحة الاحتيال في مجال الاتصالات وفقاً للقانون، مؤكدة أن مكافحة الاحتيال في مجال الاتصالات وحماية سلامة ممتلكات المواطنين مسؤولية مهمة تقع على عاتق جميع الحكومات.
وفي تفاصيل الحادثة التي نشرتها الصحف الكويتية أن السلطات الأمنية تلقت عدة بلاغات من شركات الاتصالات وبعض المصارف وشركات الخدمات المالية تفيد بتعرضها لهجمات سيبرانية يعتقد أنها تنفذ من داخل البلاد، فتم تحديد خمسة أبراج في عدة مناطق تعرضت للهجمات السيبرانية، بسبب تقلص جهد أبراج الاتصالات وضعف قوتها.
قوة المباحث الالكترونية توجهت إلى موقع البرج وتمكنت من رصد مركبة متوقفة أمامه بداخلها رجل صيني، مزودة بمعدات حديثة، فتم القبض عليه واقتياده إلى مكتب التحقيق، واعترف بمعلومات أذهلت رجال المباحث والفريق التقني لشركات الاتصالات؛ حيث أبلغهم أنه فرد من عصابة متخصصة في تنفيذ القرصنة الإلكترونية والهجمات السيبرانية، وأن زعيم العصابة هو من رتب دخولهم إلى الكويت وبحوزتهم المعدات المستخدمة في الهجمات السيبرانية والقرصنة الإلكترونية، وحدد لهم مواقع خمسة ابراج اتصالات مستهدفة في الهجوم السيبراني وتستهدف في أعمال قرصنة البنوك والشركات المالية الكبرى باستخدام معدات خاصة يمكنها اختراق أبراج الاتصالات والدخول إلى حسابات العملاء.
كما تم القبض على المتهم الثاني، وخلال تفتيش مسكنه تم العثور على معدات حديثة خاصة وهواتف نقالة وهواتف أخرى تستخدم في الدخول على حسابات العملاء، فيما غادر المتهمون الآخرون الكويت، وتم القبض كذلك على آخرين سهلوا دخولهم للبلاد.
ما حدث في الكويت الشقيقة يمكن أن يحدث في أي دولة خليجية، ومن هنا تبرز أهمية حرص مملكة البحرين ممثلة في وزارة الداخلية في إنشاء إدارة خاصة للأمن السيبراني، وما تقوم به من جهود متميزة ومشكورة، وخطوات استباقية ووقائية، بجانب التوعية المستمرة للمواطنين والمقيمين من مخاطر اختراق حساباتهم وعدم التجاوب «بحسن النية»، أو تصديق أي رسالة الكترونية والتحذير من التعامل معها والاستجابة لها، وضرورة التبليغ عنها.
حفظ الله خليجنا وشعوبنا من كل الأشرار والعصابات.. وخاصة السيبرانية.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك