العدد : ١٧١٣٥ - الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٥ - الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

البحرين والإمارات على نهج التكامل الاستراتيجي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

فيما‭ ‬تسعى‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بينها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬هدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬ابتغاها‭ ‬ميثاق‭ ‬المجلس‭ ‬يأتي‭ ‬تبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬صناعة‭ ‬القرار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬عليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وتحرص‭ ‬عليه‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مستوياتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأنشأت‭ ‬لها‭ ‬مؤسسات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تدعيمه،‭ ‬كاللجان‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومجالس‭ ‬الأعمال‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬جاءت‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للإمارات‭ ‬في‭ ‬فبراير،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬معقدة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬تكثيف‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬حول‭ ‬المواقف‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬اللذين‭ ‬تربطهما‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬عميقة،‭ ‬تمتد‭ ‬عبر‭ ‬الروابط‭ ‬التاريخية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬أرسى‭ ‬دعائمها‭ ‬القادة‭ ‬المؤسسون،‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وأمير‭ ‬البحرين‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهما‭. ‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬للإمارات‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬إذ‭ ‬سبقتها‭ ‬زيارته‭ ‬في‭ ‬إبريل‭ ‬2024،‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الـ‭ ‬33‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬بالمنامة،‭ ‬استمرارًا‭ ‬لنهج‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬موحدة،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬أواصر‭ ‬الأخوة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لنشر‭ ‬السلام‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإنساني‭.‬

وتدفع‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬مسارات‭ ‬الشراكة،‭ ‬والتكامل‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬البلدين‭ ‬والعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬الجماعي،‭ ‬مع‭ ‬تمتع‭ ‬البلدين‭ ‬بثقل‭ ‬سياسي،‭ ‬وموقع‭ ‬جغرافي‭ ‬واستراتيجي‭ ‬مميز‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وتبنيهما‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬عقلانية‭ ‬متوازنة‭ ‬معتدلة،‭ ‬وتميزهما‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الحقوقي‭ ‬والتحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬والالتزام‭ ‬بسياسات‭ ‬إصلاحية‭ ‬طموحة‭ ‬في‭ ‬خطى‭ ‬التحديث‭ ‬وصناعة‭ ‬التقدم‭ ‬وتكريس‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭. ‬وقد‭ ‬رسخ‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬الثوابت‭ ‬والرؤى‭ ‬المشتركة‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وشائج‭ ‬القربى‭ ‬والعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬المتميزة‭ ‬بين‭ ‬قيادات‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬فيما‭ ‬استمرت‭ ‬الإمارات‭ ‬داعمة‭ ‬للبحرين‭ ‬سياسيًا‭ ‬وأمنيًا‭ ‬واقتصاديًا‭.‬

ومع‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة،‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬أخذت‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الإماراتية‭ ‬تتوطد‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬البعدين‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬حظيا‭ ‬بمكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬كانت‭ ‬اهتمامات‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬وجاءت‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬للبلدين‭ ‬متطابقة‭ ‬دائمًا،‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬يحرص‭ ‬فيه‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬ونصرة‭ ‬القضايا‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬مع‭ ‬عضويتهما‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ويربط‭ ‬البلدين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اتفاقات‭ ‬التعاون،‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬والقنصلي،‭ ‬والتربوي،‭ ‬والتعليمي،‭ ‬والخدمات‭ ‬الجوية،‭ ‬والنقل‭ ‬الدولي‭ ‬للركاب‭ ‬والبضائع،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬حقل‭ ‬البحرين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬مشترك‭ ‬للأعمال‭ ‬بين‭ ‬غرف‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البلدين،‭ ‬واتفاقات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والتخطيط‭ ‬الحضري،‭ ‬والكهرباء،‭ ‬والماء،‭ ‬والعمل،‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والتأمينات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وحماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والمصارف،‭ ‬وأسواق‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية،‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية،‭ ‬ومذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬المشاورات‭ ‬السياسية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والسياحة‭ ‬والإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭.‬

ولدى‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي؛‭ ‬أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإماراتي‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬شريكها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬وجزء‭ ‬أصيل‭ ‬ومتجذر‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والمنطقة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬انعقاد‭ ‬اللجنة‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬البلدين‭ ‬بالعمل‭ ‬المشترك،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬بحث‭ ‬الفرص،‭ ‬والإنجازات،‭ ‬ومناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬والخروج‭ ‬بأفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬فرص،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام،‭ ‬بل‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬مشترك‭ ‬وهدف‭ ‬طموح،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬7‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬يعمل‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬آفاق‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قطاعات‭ ‬النقل،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والخدمات،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬توطيد‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‭ ‬المدني،‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬التنافسية،‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريب‭ ‬وتطوير‭ ‬الكفاءات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تنفيذي‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السياحي‭.‬

ويعد‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ثمرة‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬العلاقات‭ ‬المتميزة‭ ‬بينهما،‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬15‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬بزيادة‭ ‬بلغت‭ ‬26‭% ‬عن‭ ‬الفترة‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬ومقارنة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬والعام‭ ‬السابق‭ ‬عليه‭ ‬2022،‭ ‬زاد‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭%‬،‭ ‬أما‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬26‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬وتأتي‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬بنحو‭ ‬18‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬استثمارات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬نحو‭ ‬8‭.‬2‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬كما‭ ‬تحتل‭ ‬الإمارات‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬كأهم‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬للبحرين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬ارتفع‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭%‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمثيله‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وارتفع‭ ‬عدد‭ ‬التراخيص‭ ‬الممنوحة‭ ‬لمواطني‭ ‬الإمارات‭ ‬لممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭%‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمثيله‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الرخص‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2023‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬2075‭ ‬رخصة،‭ ‬وتستثمر‭ ‬الشركات‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬قوي‭ ‬للمصارف‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وفيما‭ ‬يسعى‭ ‬الطرفان‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬المكون‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬بمقتضى‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬البلدين؛‭ ‬تستطيع‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الإماراتية‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬برنامج‭ ‬المحتوى‭ ‬الوطني،‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬هدف‭ ‬التكامل‭ ‬الخليجي‭ ‬عبر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬الإماراتية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬تكامل‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أفضلية‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭% ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬تنافسيتها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬البحرينية‭. ‬وكان‭ ‬الجانبان‭ ‬قد‭ ‬وقعا‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم،‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬بشأن‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬برنامج‭ ‬المحتوى‭ ‬الوطني،‭ ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬ولوج‭ ‬الشركات‭ ‬الإماراتية‭ ‬إلى‭ ‬مناقصات‭ ‬المشتريات‭ ‬الحكومية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وولوج‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬مناقصات‭ ‬المشتريات‭ ‬الحكومية‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭.‬

وفي‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين،‭ ‬والتقدم‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬علاقاتهما‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بينهما‭ ‬231‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2010‭ - ‬2022‭. ‬وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإماراتية،‭ ‬ارتفع‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬من‭ ‬9‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬2010،‭ ‬إلى‭ ‬25‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬بلغت‭ ‬182‭.‬4‭%‬،‭ ‬فيما‭ ‬يمتلك‭ ‬البلدان،‭ ‬رؤية‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬إسهام‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬التجارة‭ ‬بينهما‭ ‬يخدم‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭.‬

وقد‭ ‬بلغت‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬البحريني‭ ‬84‭%‬،‭ ‬وتتمتع‭ ‬البحرين‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التنافسية‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمار‭ ‬عالميًا،‭ ‬كانخفاض‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية،‭ ‬وتنوع‭ ‬مهارات‭ ‬القوة‭ ‬العاملة،‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬المهندسين‭ ‬المؤهلين،‭ ‬وعربيًا‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬الفنية،‭ ‬والرابع‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬العمالة‭ ‬الماهرة،‭ ‬ولهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بمبلغ‭ ‬6.8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬متجاوزا‭ ‬قيمة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المستقبلة‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬بنسبة‭ ‬148%،‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬الاستثمار‭ ‬عالميًا‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية،‭ ‬الأونكتاد‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬المستثمرين‭ ‬الإماراتيين‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬ببورصة‭ ‬البحرين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬مستثمر،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬مواطني‭ ‬الإمارات‭ ‬المالكين‭ ‬لعقارات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬812،‭ ‬وعدد‭ ‬المستثمرين‭ ‬الإماراتيين‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬1846‭ ‬شركة‭. ‬وتتمثل‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يستثمر‭ ‬فيها‭ ‬الإماراتيون‭ ‬في‭: (‬تجارة‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة،‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬ومستحضرات‭ ‬التجميل،‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة،‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬للركاب‭ ‬والبضائع،‭ ‬الاستزراع‭ ‬السمكي،‭ ‬النشاط‭ ‬المصرفي‭ ‬والتأمين،‭ ‬أنشطة‭ ‬السياحة،‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬الأنشطة‭ ‬العقارية،‭ ‬صناعة‭ ‬الحلى‭ ‬والمجوهرات،‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭). ‬فيما‭ ‬تبرز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬مثل‭: (‬دانا‭ ‬غاز،‭ ‬جهاز‭ ‬أبوظبي‭ ‬للاستثمار،‭ ‬الاتحاد‭ ‬للطيران،‭ ‬العالمية‭ ‬لزراعة‭ ‬الأسماك،‭ ‬الوطنية‭ ‬للتبريد‭ ‬المركزي،‭ ‬مجموعة‭ ‬الغرير،‭ ‬مجموعة‭ ‬دبي‭ ‬القابضة،‭ ‬مجموعة‭ ‬ماجد‭ ‬الفطيم،‭ ‬مبادلة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬بنك‭ ‬الشارقة،‭ ‬بنك‭ ‬المشرق،‭ ‬بنك‭ ‬أبوظبي‭ ‬الأول،‭ ‬بنك‭ ‬أبوظبي‭ ‬التجاري،‭ ‬دبي‭ ‬الإسلامي‭). ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬البحرينية‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬689‭ ‬علامة،‭ ‬وعدد‭ ‬الوكلاء‭ ‬التجاريين‭ ‬4‭ ‬والشركات‭ ‬41،‭ ‬وتنشط‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تجارة‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة،‭ ‬والإصلاح‭ ‬والصيانة،‭ ‬والاتصالات‭ ‬والسياحة‭ ‬والنقل‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬المتبادلة‭ ‬نموذجًا‭ ‬حيًا‭ ‬للمواطنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬وتأتي‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لترسخ‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭. ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬الإمارات‭ ‬دائمًا‭ ‬طرفًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬رئيسيًا،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬التنمية‭ ‬الخليجي،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬البحرينية،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬قيادتها‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬تمثل‭ ‬بحق‭ ‬بوابة‭ ‬الخليج‭ ‬سياسيًّا‭ ‬واقتصاديًّا‭ ‬وأمنيًّا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا