العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأسيس مركز إدارة الطوارئ الوطنية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬جوهر‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لسبب‭ ‬مؤداه‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬لم‭ ‬تواجه‭ ‬أزمات‭ ‬أو‭ ‬كوارث‭ ‬سواء‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬صناعية‭ ‬ولكن‭ ‬معيار‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مواجهتها‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بما‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬يمكنها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬التحدي‭ ‬وخاصة‭ ‬الكوارث‭ ‬بنوعيها،‭ ‬لأن‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬للتمييز‭ ‬بين‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأولى‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مقدمات‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬للدول‭ ‬الاستعداد‭ ‬لها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثارها،‭ ‬بينما‭ ‬الكوارث‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مقدمات‭ ‬سواءً‭ ‬أكانت‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬الزلازل‭ ‬والفيضانات‭ ‬والبراكين‭ ‬أو‭ ‬صناعية‭ ‬مثل‭ ‬تسرب‭ ‬غاز‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬اليابان‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬والذي‭ ‬وصف‭ ‬بالكارثة‭ ‬الثلاثية‭ ‬وهي‭ ‬زلزال‭ ‬بقوة‭ ‬9‭ ‬ريختر‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬موجات‭ ‬تسونامي‭ ‬عنيفة‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬تسرب‭ ‬نووي‭ ‬من‭ ‬مفاعل‭ ‬فوكوشيما‭ ‬النووي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاحترافية‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬اليابانية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬قدمت‭ ‬نموذجا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬كوارث‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬تأكيد‭ ‬مصادر‭ ‬بالمملكة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬إدارة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الوطنية‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬وذا‭ ‬طابع‭ ‬استراتيجي‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬الكوارث‭ ‬وخاصة‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬وإجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭ ‬حال‭ ‬حدوثها،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬تأسيس‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الجاهزية‭ ‬الوطنية‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الكارثة‭ ‬والتي‭ ‬تتسم‭ ‬بثلاث‭ ‬سمات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬للأزمة‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬موقف‭ ‬مفاجئ‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬ويتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬سريعة‭ ‬وحاسمة‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬محدود‭ ‬للغاية‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬تضارب‭ ‬المعلومات‭ ‬أحياناً‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬ذلك‭ ‬الخطر،‭ ‬ويقدم‭ ‬التاريخ‭ ‬دروسا‭ ‬عديدة‭ ‬مستفادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬وقد‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬بعضها‭ ‬سابقاً‭ ‬ومنها‭ ‬كارثة‭ ‬مصنع‭ ‬بوهبال‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬ومختصر‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬1984‭ ‬حدث‭ ‬تسرب‭ ‬للغاز‭ ‬من‭ ‬مصنع‭ ‬يقوم‭ ‬بإنتاج‭ ‬مبيدات‭ ‬حشرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬محدثاً‭ ‬تسربا‭ ‬للغاز‭ ‬السام‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬سحابة‭ ‬كثيفة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثمانية‭ ‬كليومترات‭ ‬واستمرت‭ ‬نحو‭ ‬سبع‭ ‬ساعات‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬المواصلات‭ ‬ووفاة‭ ‬الآلاف‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬بسيط‭ ‬للغاية‭ ‬وقدرت‭ ‬الإصابات‭ ‬بالآلاف‭ ‬أيضاً،‭ ‬والحادثة‭ ‬بها‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬تفسيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬الخطأ‭ ‬البشري‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬صيانة‭ ‬لتلك‭ ‬المنشأة‭ ‬الصناعية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬السلطات‭ ‬الهندية‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭! ‬فبسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لمواجهة‭ ‬كوارث‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬كانت‭ ‬الخسائر‭ ‬مضاعفة‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عدم‭ ‬دراية‭ ‬الأطباء‭ ‬بتركيبة‭ ‬ذلك‭ ‬الغاز‭ ‬وبالتالي‭ ‬كان‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالات‭ ‬خاطئاً‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقديم‭ ‬العلاج‭ ‬الخاطئ‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬اتصالات‭ ‬بديلة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬يتواصل‭ ‬أعضاء‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة،‭ ‬آخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬ذاتها‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬أساسياً‭ ‬لوقوع‭ ‬الكارثة‭ ‬مثل‭ ‬إهمال‭ ‬صيانة‭ ‬المصنع‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬مسؤولي‭ ‬الصيانة،‭ ‬ودون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬عوامل‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابات‭ ‬منها‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬للتربة‭ ‬وسرعة‭ ‬واتجاه‭ ‬الرياح‭ ‬وحالة‭ ‬الطقس‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬معلومات‭ ‬متكاملة‭ ‬لدى‭ ‬فريق‭ ‬إدارة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬حول‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬وطبيعة‭ ‬الغاز‭ ‬المستخدم‭ ‬فيها‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬للغاية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للفريق‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توعية‭ ‬السكان‭ ‬القاطنين‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬التصرف‭ ‬خلال‭ ‬كوارث‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬أدوية‭ ‬لمعالجة‭ ‬التعرض‭ ‬لمثل‭ ‬تلك‭ ‬الغازات‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬وتعريف‭ ‬الأطباء‭ ‬بها،‭ ‬وثانيها‭: ‬أهمية‭ ‬الصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬للمنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬والإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬بشفافية‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬يتيح‭ ‬إمكانية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬الخلل‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬للغاية،‭ ‬وثالثها‭: ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬للطوارئ‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬بل‭ ‬تدريب‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬عليها،‭ ‬وهنا‭ ‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬وهي‭ ‬التمرينات‭ ‬الافتراضية‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بإجرائها‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬وهي‭ ‬ببساطة‭ ‬وضع‭ ‬سيناريو‭ ‬افتراضي‭ ‬يتضمن‭ ‬مخاطر‭ ‬وتهديد‭ ‬هائل‭ ‬وبالطبع‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬سيناريوهات‭ ‬تصلح‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬تصميم‭ ‬تلك‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وفقاً‭ ‬لاحتياجات‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬وطبيعة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬والمفيد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السيناريوهات‭ ‬هي‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬مترابطة‭ ‬وهي‭ ‬توقع‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬من‭ ‬أقصاها‭ ‬إلى‭ ‬أدناها‭ ‬وتحديد‭ ‬القدرات‭ ‬المتاحة‭ ‬لمواجهتها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬الفجوات‭ ‬إن‭ ‬وجدت،‭ ‬والغاية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬طيلة‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬تلك‭ ‬الفجوات‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬عالية،‭ ‬ليس‭ ‬لمنع‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬فكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬منع‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬ولكن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬إدارتها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬التدميرية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬لوحظ‭ ‬وخلال‭ ‬كل‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬والمهم‭ ‬الذي‭ ‬اضطلع‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬ترسيخ‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بكيفية‭ ‬التعاون‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬أحد‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬مواجهتها‭.‬

لقد‭ ‬أولت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خطط‭ ‬مواجهة‭ ‬حالات‭ ‬تسرب‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬آثارها‭ ‬التدميرية‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والبيئة‭ ‬معاً‭ ‬لسنوات‭ ‬ليست‭ ‬بالقليلة‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬لمواجهتها‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬وحيوي‭.‬

وتوجد‭ ‬معايير‭ ‬وضعتها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬لقياس‭ ‬درجة‭ ‬خطورة‭ ‬ومدى‭ ‬انتشار‭ ‬تلك‭ ‬التسربات‭ ‬حال‭ ‬حدوثها‭ ‬وتقوم‭ ‬بتزويد‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬بها‭ ‬وتمثل‭ ‬قواعد‭ ‬استرشادية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬فبعض‭ ‬الدول‭ ‬وضعت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالدليل‭ ‬الإرشادي‭ ‬للإدارة‭ ‬البيئية‭ ‬للمناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬لديه‭ ‬خطط‭ ‬بالفعل‭ ‬للإخلاء‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬كوارث‭ ‬بسبب‭ ‬تسربات‭ ‬للغاز‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭.‬

ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬يتطلب‭ ‬ثلاث‭ ‬ركائز‭ ‬أولها‭: ‬وجود‭ ‬فريق‭ ‬معني‭ ‬بإدارة‭ ‬كوارث‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬ولديه‭ ‬خطط‭ ‬متكاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬إجراءات‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬وتوزيع‭ ‬للأدوار،‭ ‬وثانيها‭: ‬مجتمع‭ ‬واعٍ‭ ‬بتلك‭ ‬المخاطر‭ ‬وأهمية‭ ‬دوره‭ ‬للتكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬وثالثها‭: ‬تمرينات‭ ‬افتراضية‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬الجاهزية‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬علم‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬أحد‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بغرض‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬العنصرين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬كمتطلب‭ ‬أساسي‭ ‬لوضع‭ ‬خطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وترسيخ‭ ‬الوعي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬ضمن‭ ‬خططها‭ ‬التنموية‭. ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا