العدد : ١٧١٢٩ - الجمعة ١٤ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٩ - الجمعة ١٤ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ شعبان ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ميثاق العمل الوطني.. واليوم الأغر

اليوم‭ ‬الجمعة‭ ‬14‭ ‬فبراير،‭ ‬تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.. ‬24‭ ‬عاما‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬الميثاق‭.. ‬ويوجد‭ ‬‮«‬جيل‮»‬‭ ‬بيننا‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬فكرة‭ ‬بزوغ‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.. ‬لجانه‭ ‬واجتماعاته‭.. ‬إجراءاته‭ ‬وخطواته‭.. ‬الاستفتاء‭ ‬والتصويت‭ ‬وحتى‭ ‬التصديق‭ ‬عليه‭.. ‬ربما‭ ‬سمع‭ ‬عنه‭ ‬ودرسه‭ ‬في‭ ‬المدارس‭.. ‬وربما‭ ‬قام‭ ‬بعض‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬بزيارة‭ ‬‮«‬الصرح‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬واطلعوا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فيه‭.. ‬وأرى‭ ‬لزاما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تسليط‭ ‬تاريخي‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬للجيل‭ ‬الحاضر‭.. ‬والتذكير‭ ‬بأهدافه‭ ‬وغاياته‭.. ‬فصوله‭ ‬واستشرافاته‭ ‬المستقبلية‭.. ‬للمواطنين‭ ‬جميعا‭.‬

من‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬اليوم،‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفي‭ ‬اليوم‭ ‬بالذكرى‭ ‬24‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بجهود‭ ‬لجنة‭ ‬تفعيل‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

ومن‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬قراءة‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بكل‭ ‬تمعن‭ ‬واهتمام،‭ ‬ونتوقف‭ ‬عند‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬بداية‭ ‬صفحات‭ ‬الميثاق،‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬جامعة‭ ‬شاملة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬

‭ (‬هذا‭ ‬يوم‭ ‬أغر‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬ولحظة‭ ‬مجيدة‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬المشرفة،‭ ‬ويمكننا‭ ‬القول‭ ‬بثقة‭ ‬إن‭ ‬إنجازكم‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التحديث‭ ‬السياسي‭ ‬للدولة‭ ‬والنظم‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الناهض‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬الحضاري،‭ ‬وإنه‭ ‬لمبعث‭ ‬اعتزازنا‭ ‬أن‭ ‬نتوصل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطني‭ ‬المتقدم،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭ ‬بعد‭ ‬لقاءات‭ ‬من‭ ‬التحاور‭ ‬السمح‭ ‬والهادف‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المدني‭ ‬وممثليه،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬التقيتم‭ ‬أنتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن،‭ ‬فأغنيتم‭ ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭ ‬بالفكر‭ ‬والنظر‭ ‬وتبادل‭ ‬الرأي‭ ‬الحر‭ ‬تحت‭ ‬سماء‭ ‬البحرين‭ ‬الحرة،‭ ‬ولتعمقوا‭ ‬ما‭ ‬تأسست‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تعايش‭ ‬إنساني‭ ‬وحوار‭ ‬حضاري‭ ‬جسد‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬الممارسة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لديمقراطيتها‭ ‬التي‭ ‬يحدد‭ ‬الميثاق‭ ‬اليوم‭ ‬صيغتها‭ ‬المتقدمة‭ ‬بين‭ ‬نظم‭ ‬العالم‭ ‬فكنتم‭ ‬بحق‭ ‬أهلا‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن،‭ ‬وأثبتم‭ ‬جدارة‭ ‬حمل‭ ‬الرسالة‭ ‬لصالح‭ ‬المواطنين‭ ‬كافة،‭ ‬ما‭ ‬جمعكم‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬البداية‭ ‬الموفقة‭ ‬لما‭ ‬سيأتي‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬محاورات‭ ‬ولقاءات‭ ‬وتشاور‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬وإنه‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الطالع‭ ‬أن‭ ‬يكتمل‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المبرور‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬التي‭ ‬خصها‭ ‬الله‭ ‬بكل‭ ‬خير،‭ ‬لنتذكره‭ ‬ويتذكره‭ ‬الأبناء‭ ‬باعتباره‭ ‬وثيقة‭ ‬رمضان‭ ‬المباركة‭.‬

وأضاف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬السامية‭.. ‬أيها‭ ‬الإخوة‭ ‬الأخوات،‭ ‬إننا‭ ‬بكل‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتزاز‭ ‬نتسلم‭ ‬منكم‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭ (‬وثيقة‭ ‬للعهد‭) ‬كما‭ ‬أردتموه،‭ ‬وسيكون‭ ‬موضع‭ ‬عنايتنا‭ ‬وتقديرنا،‭ ‬وأمانة‭ ‬بين‭ ‬أيدينا،‭ ‬وكما‭ ‬وعدناكم‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ثقتنا‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العزيز،‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬طرحه‭ ‬في‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬عام‭ ‬حسب‭ ‬النظم‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬لاستطلاع‭ ‬رأي‭ ‬الشعب‭ ‬فيه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬نطمئن‭ ‬إلى‭ ‬القبول‭ ‬العام‭ ‬له،‭ ‬سنقره‭ ‬ونعتمده‭ ‬مرجعا‭ ‬لمسيرتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬هديه‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬الوطني،‭ ‬ونواصل‭ ‬به‭ ‬مسيرتنا،‭ ‬ونستكمل‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬تحديث‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وسلطاتها‭ ‬الدستورية،‭ ‬وننجز‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬متماشيا‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭.‬

أيها‭ ‬الإخوة‭ ‬والأخوات،‭ ‬سنبقى‭ ‬معكم‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬المسيرة،‭ ‬وهذه‭ ‬يدي‭ ‬ممدودة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬وبحرينية‭ ‬كما‭ ‬امتدت‭ ‬في‭ ‬بيعة‭ ‬العهد،‭ ‬وكما‭ ‬ستمتد‭ ‬في‭ ‬بيعة‭ ‬التجديد،‭ ‬هذا‭ ‬التجديد‭ ‬والتحديث‭ ‬الوطني‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬ستتميز‭ ‬به‭ ‬أجمل‭ ‬أيامنا‭ ‬المقبلة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭).‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا