بدأت صناعة البلاستيك في القرن العشرين.. ومنذ بداية خمسينيات ذلك القرن تطورت استخداماته وزاد الطلب عليه، كما تم الاستغناء تدريجيا عن خامات كثيرة مثل الزجاج والفخار والمعادن، واستخدام البدائل من البلاستيك؛ وذلك لسهولة استخدامه، وألوانه المبهرة، وخفة وزنه، ومرونته.
سابقا كان اعتمادنا على الخامات السالف ذكرها، مثل عبوات المياه المصنوعة من الزجاج أو الفخار أو النحاس؛ وكلها مواد آمنة على الصحة، ولكنها مكلفة وسهلة الكسر.. إلى أن ظهرت إمكانيات البلاستيك المتعددة فهو غير قابل للكسر، ويمكن إعادة استخدامه، وخفيف ورخيص الثمن مقارنة بخامات أخرى، وله مظهر جذاب وسهل التشكيل.
مرة أخرى البلاستيك يثير القلق، فقد تطرقت سابقا الى أضرار استخدام البلاستيك على صحة الإنسان، ولكن جدّ جديد الأسبوع الماضي مع ظهور دراسة أظهرت وجود صلة محتملة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي باتت تتسلل إلى الدماغ البشري والارتفاع العالمي في نسبة الإصابات بمرض الزهايمر، وذلك بحسب دراسة جامعة نيو مكسيكو.. ووجدوا أن أعلى تركيز للجسيمات البلاستيكية الدقيقة عثر عليه في 12 عينة دماغية من أشخاص تم تشخيصهم بالخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر، وأن ادمغتهم تحتوي على ما يصل إلى 10 أضعاف البلاستيك من حيث الوزن مقارنة بالعينات الصحية.
إن معدل الإصابة بهذا المرض آخذ في الارتفاع عالميا.. وفي الوقت نفسه، زادت كمية البلاستيك في الأدمغة بأكثر من 50% في السنوات الثماني الماضية.
أكثر أنواع البلاستيك شيوعاً التي عثر عليها في الدماغ هي «البولي إيثيلين» الذي يستخدم في صناعة الأكياس وزجاجات المياه وتشكل 70% من القطع البلاستيكية الصغيرة التي عثر عليها، وشملت المواد البلاستيكية الأخرى مادة «البولي بروبيلين» التي تستخدم في علب الطعام والشراب.
أكيد.. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتفسير الارتباط المحتمل بين المواد البلاستيكية الدقيقة ومرض الخرف وغيره من الأمراض والسرطانات، والضرر العام على أجسامنا.
للحفاظ على صحتنا حان وقت أخذ خطوات جادة بتقليص استخدام البلاستيك في نقل وحفظ الطعام واستبداله بالبدائل الصحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك