العدد : ١٧١٢٦ - الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٦ - الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البيان السعودي.. يستحق أن يدرس

ذات‭ ‬مرة‭ ‬سُئل‭ ‬الأمير‭ ‬خالد‭ ‬الفيصل‭ ‬عن‭ ‬أعظم‭ ‬وصية‭ ‬وحكمة‭ ‬سمعها‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬المرحوم‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود؟‭ ‬فقال‭: ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬جامعة‭ ‬شاملة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تغضب‭.. ‬لا‭ ‬تغضب‭.. ‬لا‭ ‬تغضب‭.. ‬وإذا‭ ‬غضبت‭ ‬لا‭ ‬ترضى‮»‬‭.‬

لذلك‭.. ‬فإن‭ ‬وصية‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬هي‭ ‬النهج‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬السعودية‭ ‬الحكيمة‭.. ‬طوال‭ ‬مسيرتها‭ ‬المباركة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬والتطورات،‭ ‬وسارت‭ ‬السعودية‭ ‬نحو‭ ‬تطورها‭ ‬وازدهارها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شعبها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وهي‭ ‬بحق‭ ‬العمق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للجميع‭.‬

وبالأمس،‭ ‬ضربت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬درسا‭ ‬جديدا،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يختبر‭ ‬حلمها‭ ‬وحكمتها‭.. ‬ويتطاول‭ ‬على‭ ‬سيادتها‭.. ‬وجاءت‭ ‬ردود‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬تؤيدها‭ ‬وتقف‭ ‬معها،‭ ‬وتعلن‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬السعودية‭ ‬هو‭ ‬أمن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭.‬

البيان‭ ‬السعودي‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أرضه،‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يُدرس‭.. ‬وقد‭ ‬جدد‭ ‬مكانة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وأبرز‭ ‬مكانة‭ ‬السعودية‭ ‬عند‭ ‬الجميع،‭ ‬دولا‭ ‬وشعوبا‭.  ‬

البيان‭ ‬السعودي‭.. ‬أكد‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬للتصريحات‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة،‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬محاولات‭ ‬مفضوحة‭ ‬ومعلومة،‭ ‬لصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬المستمرة‭ ‬والانتهاكات‭ ‬المتواصلة،‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تجاه‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬وقد‭ ‬سمت‭ ‬السعودية‭ ‬الأمور‭ ‬بأسمائها،‭ ‬ووضعت‭ ‬النقاط‭ ‬فوق‭ ‬الحروف،‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬هي‭ ‬جريمة‭ ((‬التطهير‭ ‬العرقي‭)).‬

كما‭ ‬وصف‭ ‬البيان‭ ‬السعودي‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬بأنها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬العقلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستوعب‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين‭ ‬الشقيق‭ ‬وارتباطه‭ ‬الوجداني‭ ‬والتاريخي‭ ‬والقانوني‭ ‬بهذه‭ ‬الأرض،‭ ‬ولا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يستحق‭ ‬الحياة‭ ‬أساساً؛‭ ‬فقد‭ ‬دمرت‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بالكامل،‭ ‬وقتلت‭ ‬وأصابت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ (‬160‭) ‬ألفًا‭ ‬أكثرهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شعور‭ ‬إنساني‭ ‬أو‭ ‬مسؤولية‭ ‬أخلاقية‭.‬

‭ ‬والبيان‭ ‬السعودي‭.. ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬صاحب‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬أرضه،‭ ‬وليسوا‭ ‬دخلاء‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬مهاجرين‭ ‬إليها‭ ‬يمكن‭ ‬طردهم‭ ‬متى‭ ‬شاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭.. ‬ومن‭ ‬يقرأ‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬الصريحة‭ ‬يدرك‭ ‬المغزى‭ ‬والمعنى‭ ‬التاريخي‭ ‬لها‭.‬

وأشار‭ ‬البيان‭ ‬السعودي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬منعوا‭ ‬قبول‭ ‬إسرائيل‭ ‬للسلام‭.. ‬وممارسة‭ ‬الظلم‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ (‬75‭) ‬عاماً،‭ ‬غير‭ ‬آبهين‭ ‬بالحق‭ ‬والعدل‭ ‬والقانون‭ ‬والقيم‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بكرامة‭ ‬على‭ ‬أرضه‭.. ‬وأن‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬سيبقى‭ ‬راسخاً،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬سلبه‭ ‬منه‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن،‭ ‬وأن‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬العقل،‭ ‬والقبول‭ ‬بمبدأ‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬البيان‭ ‬السعودي،‭ ‬الجامع‭ ‬المانع،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬ليست‭ ‬أرضًا‭ ‬للاحتلال‭ ‬والتهجير،‭ ‬وسيادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ليست‭ ‬مجالًا‭ ‬للمساومة‭ ‬والتهديد‭.. ‬وقد‭ ‬قالت‭ ‬العرب‭ ‬قديما‭: ‬‮«‬اتق‭ ‬شر‭ ‬الحليم‭ ‬إذا‭ ‬غضب،‭ ‬واتق‭ ‬صبر‭ ‬الحكيم‭ ‬إذا‭ ‬نفد‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا