الرأي الثالث
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/RYTH.png)
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
السعودية.. والقمة العربية الطارئة
تابعت التصريح «الأخرق» لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية، بعد حديث الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.. وتعد تلك التصريحات «المستفزة».. تعدياً سافراً على سيادة الدول، ومساسا بأمنها القومي، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
سيادة السعودية «خط أحمر»، تماما كما هي سيادة مصر والأردن وجميع الدول.. وتصريحات الرئيس الأمريكي والإسرائيلي معا، تسمى سياسة «إطلاق النار السريع»، من خلال إغراق الرأي العام ووسائل الإعلام بسيل من القرارات الصادمة، والمقترحات غير المتوقعة، مما يؤدي إلى تشتيت الانتباه، وخلق حالة من الفوضى السياسية، بينما يعمل هو بهدوء على إعادة تشكيل أسس الإدارة في بلاده.
تقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ بسيط لكنه فعّال: كلما زادت كمية الأخبار المثيرة، قلّ تركيز الناس على قضية واحدة.. ترامب لا يمنح خصومه فرصة لاستجماع قواهم، أو لتطوير استراتيجية مضادة، فهو دائمًا يسبقهم بخطوة، سواء عبر تصريحات مفاجئة أو قرارات تنفيذية جريئة.. هكذا كتب الأستاذ عبداللطيف المناوي.
على سبيل المثال، طرح ترامب مقترحات غير مسبوقة، مثل ضم كندا إلى الولايات المتحدة، والاستيلاء على جرينادا، والتدخل في خليج بنما، وصولًا إلى اقتراحه الأخير بالسيطرة على غزة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».. كل هذه الأفكار، وإن بدت أحيانًا غير قابلة للتنفيذ، إلا أنها تخلق موجة من الجدل والإرباك، مما يسمح له بالمضي قدمًا في خطط أخرى أيضا صادمة.. في عالم السياسة، تعد الفوضى أحيانًا أداة قوية.. وترامب أتقن استخدامها ببراعة.. سواء كانت خططه قابلة للتنفيذ أم مجرد مناورات.
وبالأمس استيقظ الأوكرانيون على أن ساكن البيت الأبيض لا مانع عنده من مد يد المساعدة لهم إلى أن تتوقف الحرب بينهم وبين الروس، ولكنهم اكتشفوا أن يده الممدودة لن تكون لوجه الله، ولا لأن أوكرانيا جزء من أوروبا الحليفة مع الولايات المتحدة، ولا لأن واشنطن اعتادت مد يدها إليهم منذ بدء الحرب، ولا لشيء من هذا كله أبدًا!
يقول الأستاذ سليمان جودة: لا مانع عند ترامب من المساعدة، ولكنه يريد الحصول في المقابل على المعادن النادرة لدى أوكرانيا، وبالذات اليورانيوم والتيتانيوم والليثيوم وسواها بالطبع إذا توافرت! وهكذا، فإنه وضعهم أمام اختبار صعب: المساعدة في مقابل المعادن، أو لا مساعدة ولا يد ممدودة!
القمة العربية القادمة، الطارئة، ومع تأكيدها أن السعودية خط أحمر، ومصر والأردن كذلك، وتأكيد حق الفلسطينيين.. فإنها بحاجة إلى إدراك مغزى التصريحات الإسرائيلية والأمريكية معا.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك