الرأي الثالث
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/RYTH.png)
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الأسطورة».. مجاملة رياضية إلا شوي
كلمة «الأسطورة» في اللغة مشتقة من (سطر)، وتعني تقسيم وتصفيف الأشياء.. وذهبت كلمة «الأسطورة» في الاصطلاحات المتداولة بأنها الشيء الاستثنائي الذي يصعب تكراره، وتكون له إنجازات كبيرة، وإسهامات عظيمة، ونجاحات نادرة.
وهناك علم خاص يسمى علم الأساطير «الميثولوجيا».. يقول «القديس أوغسطين» في مسعاه لتعريف مفهوم الأسطورة: «إنني أعرِفُ جيَّدًا ما هِي الأسطورة.. بشرط ألَّا يسألني أحد عنها.. ولكن إذا ما سُئلت وأردت الجواب.. فسوف يعتريني التلكؤ».
وفي عالمنا الحاضر أصبحنا نتابع إطلاق كلمة ولقب «الأسطورة» على أمور لا تستدعي هذا اللقب والمغزى الكبير الذي تحمله.. وأصبح هناك استسهال -وربما «إسهال»- في إطلاق كلمة «الأسطورة» على كل شيء.. وأي شيء!
ربما هو خطأ غير مقصود من اللجنة المنظمة في اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي أعلنت إقامة بطولة أساطير الخليج لقدامى اللاعبين، ولم تفرض أي شروط على اللاعبين، باستثناء أن يكون سن اللاعب 40 عامًا فما فوق، وفقًا للوائح المرسلة إلى الاتحادات الخليجية.
فأي إنجاز أسطوري رياضي يمكن أن يحققه لاعب في سن الأربعين اليوم أو أكثر بقليل؟ ومع احترامي لمعظم أسماء لاعبي المنتخبات الخليجية المشاركين فيما أطلق عليها «بطولة الأساطير»، فهم ليسوا بأساطير.. لا في بطولة كأس الخليج وتاريخه.. ولا في تاريخ المنتخب أو النادي الذي لعبوا فيه.. ولم يحققوا أي إنجاز استثنائي يصعب تكراره في منتخبات بلادهم.
الأمر ذاته تكرر عندما قام الاتحاد الخليجي بتكريم ما اسمه «أساطير كرة القدم الخليجية».. والذي أقيم على هامش المباراة النهائية في «خليجي 26» بالكويت مؤخرا.. فقد وجدنا أن بعض الاتحادات قامت بترشيح أسماء كروية ليست «أسطورة»، مع كامل الاحترام والتقدير لها.. وهناك أسماء كروية في منتخبات بلادها تستحق التكريم لأنها فعلا «أسطورة»، ولكن لم يتم ترشيحها ولا تكريمها!
واضح جدا أن بطولة الأساطير، وحفل تكريم الأساطير، يحملان نوعا من «المجاملة الرياضية.. إلا شوي» في بعض المنتخبات والاتحادات الخليجية، ويحمل عدم وضوح الرؤية وعدالة المعايير لدى اللجنة المنظمة.. فربما غدا نشهد جائزة الأساطير، ولقاء وتجمع الأساطير، وحتى شارع الأساطير.. وقد يشترك فيها أو ينالها -ذات يوم- لاعبون في مستوى الأشبال والناشئين.
«المجاملة» فن اجتماعي جميل لكسب الناس.. مطلوب ومحمود.. ولكن المبالغة فيه.. تعدّ نوعا من النفاق، وشهادة زور، وسلبا لحق الآخرين.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك