حاورتها: مسعدة اليامي
قرع الأصابع على سطح المكتب أعاد إليها وهج الكتابة من جديد بعد صمت سنتين عن الكتابة، فكانت البداية بقراءة كتب عن تراث منطقة نجران التي قَدِمت إليه من مدينة الرياض من أجل العمل ولم تتوقف كتابتها على الاعتماد الذاتي بل طورت ذاته من خلال الالتحاق بالدورات التدريبة في الرواية والسيناريو وغيرها.
قرأت الكثير من كتب التاريخ والفلسفة والتطوير وترى أن ذلك التنوع هو ما يصنع الموهبة وليس قراءة الروايات فقط.. ضيفة اللقاء الكاتبة شموخ البدر صاحبة رواية اللوح السري الصادر عن مركز الأدب العربي.
* - يقال من أجل أن تكتب رواية عليك أن تقرأ مائة رواية أنتِ ماذا تقولين؟
- القراءة المتشعبة من كل الفلسفة والأدب شعرا ورواية وقصة والمسرح والدين تجعلك تفهم العالم الذي حولك وتخلق عجينة سحرية من الكلمات تقود للمعنى تصنع كاتبا مطلع، فأنا أقرأ أكثر من كتاب لأتعرف على كل الوجوه لتروي فضولي وعطشي للحياة.
* *- قبل البدء في مشروعك الروائي الأول كيف تبلورت الفكرة معك وماذا عن المحاولات السابقة؟
- تبلورت الفكرة لدي لأشهر عندما طرب سمعي لصوت طرق أصابع الكتاب الأجانب على لوحة المفاتيح وهم من ألهموني للكتابة، محاولاتي فقط نثرية لم أصل الى سرد النص في هيكل الرواية.
* - كيف دربتِ قلمك على الكتابة السردية وهل التحقت بالدورات التدريبة عن الرواية؟
- لم أدرب قلمي إلا في الآونة الأخيرة في عام ألفين وأربعة وعشرين ميلادية، لكنني حضرت دورات تقيمها الجامعة من كاتبة السيناريو إلى دورة أساسيات الرواية للكاتبة أثير النشمي في عام ألفين وسبعة عشر ميلادية لكن في عام ألفين وأربعة وعشرين ميلادية التحقت بدورة الرواية لبثينة العيسى وكنت بدأت قبلها في شرارة وولع الكتابة وخطيت أول مخطوطة.
* - الكاتب يحتاج إلى هرم من الاستقرار أولها الاستقرار المعرفي ثم الاستقرار النفسي ثم الاستقرار المادي.. ماذا تقولين عن ذلك؟
- بكل تأكيد الاستقرار النفسي له دور كبير في تبدد كل الأفكار العالقة سواء قلق من المستقبل أو من إثارة النعرات في بيئة سامة، أخلق بيئة داعمة وإن لم تجد أخلق أوجه الخيال في صورة تتمنى أن تكونها و أجعل عقلك اللاواعي يصدقها، كأن تكون أفضل كاتب، أن تغمض عيناك وتمتن لكل عطايا الله لك، فالشعر مداوة لكل مكتئب وقلق والرواية مداوة للمخاوف العميقة في داخلنا، والفلسفة فهم الوجود والآخر أما التاريخ قراءته علمتني أنه جزء من قصصنا وأثارنا أما اللغة المتقنة وجمالها تجدها في كتاب مثل مصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي وغازي قصيبي يمتعك في مقالاته وضحكه الساخر من هموم الحياة وعجائب أخبارها.
فالاستقرار النفسي والمعرفي جزاءان بالنسبة لي لا ينفصلان، أم الاستقرار المادي يلعب دور بعدهما عندما تستقر النفس تفهم وتعي حجم المادة وكيفية إدارتها مثل كتب تطوير الذات والأب الغني والفقير.
* - ما الرواية التي قرأتها وأثرت فيك وحلمت بكتابة مثلها؟
- الكثير من روايا أجاثا كريستي لم يبقى أحد وبثينة العيسى في حارس سطح العالم والواقعية السحرية في رواية مئة عام من العزلة وغازي قصيبي في رواية الزهايمر والطوق الأحمر لجان كريستوف روفان.
* - هل أنت متأثرة بالرواية العربية أو الغربية وما الأسباب؟
- جميعها تؤثر فيَّ، فالكتاب المناسب هو من يصنع فيك الدهشة والفضول ولكل سنة من عمرك تلتفت لكتب جمعتها ولم تقرأها لأن وقتها لم يكن مناسبا لك.
* - كيف عملت على تغذية الخيال وهل تأخذين رأي أحد فيما تكتبين؟
- منذ الصغر كان خيالي جامح حتى أنني أعرف كل نهاية قصة من فلم أو مسلسل وأعرف ما تؤول عليه، كنت من يفقد إثارة من حولي لها..
* - صفي لنا شعورك عندما وضعت النقطة في أخر السطر من روايتك اللوح السري؟
كنت كمن يودع كتاب خلق نفسه وشعرت أن صديقا لي غادرني وصديقا جديدا يأتي مختلف عنه سيقربني لكل ما لا أعرفه عنه.
* - كيف تم اختيار الدار وكيف شعرت بعدما وقعت العقد وكيف شعرت عندما تسلمتِ النسخ الورقية وما و شعورك وأنت تهدين عملك الأول لمن حولك؟
- تواصلت مع أكثر من دار وكان من نصيب المركز الأدب العربي وأنا جدا سعيدة بتعاملي معهم، وعندما تسلمت النسخ كأن المباركة حلت عليّ وعطيت من كان أول لي سند وعون فهي نوال اليامي كانت ليست قارئة لكن كتباتي صنعتها قارئة أشكرها فهي من الأوائل التي أقرأ لها ومازلت.
* - كتبت عن منطقة نجران وأنتِ من مدينة الرياض فكيف اشتغلت على ذلك معرفياً؟
- كنت منذ عشر سنوات أبحث عن فكرة خلاقة، وعندما جئت لنجران لم أكتب لعامين حتى التقيت بشخص أهداني كتب تاريخية عن نجران، فزاد ولعي في كتاب حمى وكتاب رجمة.
*روايتك من خلال الحلم ربطتي الواقع بالتاريخ فهل وجدتي في ذلك صعوبة؟
لم أجد صعوبة لأنها خيالية فأنا من نوع يصنف العالم الغربي لي المستكشف الذي لم يخطط الرواية وفيه الكثير من الكتاب الغرب يفعل هذه الطريقة.
* - كم استغرق منك قراءة الكتب التاريخية التي استقيت منها المعلومات التي رفدت بها روايتك؟
- قرابة شهرين إلى ثلاثة أشهر والرسومات الأثرية والأحرف الحميرية تولد فكرة غريبة وجديدة لعالم الرواية.
صحفية وإعلامية من المملكة العربية السعودية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك