العدد : ١٧١٢٣ - السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٣ - السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ شعبان ١٤٤٦هـ

الثقافي

«نبضات الإنسان» للباحث البحريني د. عباس القصاب:
ضوء على قضايا الإنسان والمجتمع في مسرحيات إسماعيل عبدالله

السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بذائقةٍ‭ ‬إبداعيَّة‭ ‬استثنائيَّة،‭ ‬ومهارةٍ‭ ‬تُتقن‭ ‬استخدام‭ ‬أدواتها‭ ‬النقديَّة،‭ ‬استطاع‭ ‬الناقد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبَّاس‭ ‬حسن‭ ‬القصَّاب‭ ‬الإبحارُ‭ ‬بقلمهِ‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬16‭ ‬عشر‭ ‬نصًا‭ ‬مسرحيًا‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬الإماراتي‭ ‬اسماعيل‭ ‬عبدالله،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثار‭ ‬اهتمامهُ‭ ‬تكرار‭ ‬اسم‭ ‬هذا‭ ‬الكاتِب‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬رقمًا‭ ‬قياسيًا‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬أربع‭ ‬نصوصٍ‭ ‬مسرحيَّةٍ‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬دورات‭ ‬للمهرجان‭ ‬المسرحي‭ ‬للفرق‭ ‬المسرحيَّة‭ ‬الأهليَّة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وفاز‭ ‬كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬نصوصه‭ ‬بجوائز‭ ‬نُخبةٍ‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬المسرحيَّة‭ ‬المحليَّة‭ ‬والخليجيَّة‭ ‬والعربيَّة،‭ ‬فوجدها‭ ‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬نبضات‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مسرحيَّات‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدالله‭) - ‬تأخذه‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬الإنسان‭ ‬وقضايا‭ ‬المُجتمع،‭ ‬تُلامس‭ ‬جُرحه،‭ ‬وتُغازل‭ ‬آماله،‭ ‬وتُشاكس‭ ‬أحلامه،‭ ‬وتناوئ‭ ‬أفكاره‮»‬‭.‬

حرصَ‭ ‬الناقد‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬تحليل‭ ‬أسلوب‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭ ‬واللغة‭ ‬الشاعريَّة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المؤلّف‭ ‬باعتبارها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسةً‭ ‬مُستقلَّة،‭ ‬واقتصرَ‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الحدث‭ ‬الدرامي‭ ‬وما‭ ‬يخصُّ‭ ‬الإنسان‭ ‬والمُجتمع،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬جانبٍ‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬في‭ ‬صـ8‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬سمعتُ‭ ‬نبض‭ ‬الإنسان‭ ‬والمُجتمع‭ ‬عاليًا‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدالله‭ ‬المسرحيَّة،‭ ‬وصُراخات‭ ‬البشريَّة‭ ‬المُثقلة‭ ‬بالحُزن‭ ‬والشجن،‭ ‬وأنصتُّ‭ ‬إلى‭ ‬همهمات‭ ‬المولولين‭ ‬والتائقين‭ ‬إلى‭ ‬حياةٍ‭ ‬مُثلى‭ ‬تغمرها‭ ‬السعادة‭ ‬والمحبَّة،‭ ‬وأوجاع‭ ‬المُجتمعات‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬التي‭ ‬تئنُّ‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬القلق‭ ‬والخوف‭ ‬والترقُّب،‭ ‬فوضعتُ‭ ‬خُطَّةً‭ ‬بحثيَّة‭ ‬قسّمتُها‭ ‬إلى‭ ‬فصولٍ‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬نبض‭ ‬المرأة،‭ ‬ونبض‭ ‬الطبقيَّة‭ ‬الهوجاء،‭ ‬ثم‭ ‬نبض‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬نبض‭ ‬الفُكاهة‭ ‬والرومانسيَّة،‭ ‬وبعدها‭ ‬نبض‭ ‬التحدّي‭ ‬والتطهُّر،‭ ‬فنبض‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرُّف،‭ ‬ثم‭ ‬نبض‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬نبض‭ ‬الرمزيَّة‮»‬‭.‬

الدراسة‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬نصوصًا‭ ‬عناوينها‭: (‬التريللا،‭ ‬زهرة‭ ‬مهرة،‭ ‬الذي‭ ‬نسي‭ ‬أن‭ ‬يموت،‭ ‬البكشة،‭ ‬البوشيَّة،‭ ‬اللوال،‭ ‬ميادير،‭ ‬بين‭ ‬يومين،‭ ‬صهيل‭ ‬الطين،‭ ‬سيمفونية‭ ‬الموت‭ ‬والحياة،‭ ‬مجاريح،‭ ‬غصيت‭ ‬بك‭ ‬يا‭ ‬ماي،‭ ‬حرب‭ ‬النعل،‭ ‬موال‭ ‬حدادي،‭ ‬صرخة‭ ‬السلوقي‭)‬،‭ ‬رأى‭ ‬الدكتور‭ ‬عباس‭ ‬القصاب‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬صياغتها‭ ‬كونها‭ ‬مُلتصقة‭ ‬بالإنسان‭ ‬ومُجتمعه‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الحياتيَّة‭ ‬التي‭ ‬يتشكَّل‭ ‬منها‭ ‬الحدث،‭ ‬ما‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬نصٍ‭ ‬مُتماس‭ ‬بالواقع،‭ ‬مُنغمس‭ ‬فيه،‭ ‬ومُنصهر‭ ‬في‭ ‬بوتقتهِ‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬الشرقي‭ ‬العربي‭ ‬المُثقل‭ ‬بقضاياه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬عد‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬حصر،‭ ‬لأن‭ ‬المؤلف‭ ‬‮«‬يُعايش‭ ‬الواقع،‭ ‬ويرى‭ ‬مُجتمعه‭ ‬وناسه‭ ‬في‭ ‬مُختلف‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم‭ ‬بخيرها‭ ‬وشرها،‭ ‬بألمها‭ ‬وأملها،‭ ‬بصغارها‭ ‬وكبارها،‭ ‬بنسائها‭ ‬ورجالها،‭ ‬ومُختلف‭ ‬طبقاتها،‭ ‬وما‭ ‬يتفشَّى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬حياتيَّة‭ ‬مُختلفة‭ ‬مرغوبة‭ ‬أو‭ ‬ممقوتة‭.. ‬صـ‭ ‬14‮»‬‭.‬

في‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يُمثّل‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬المرأة‭ ‬بين‭ ‬التحرُّك‭ ‬والسكون»؛‭ ‬يرى‭ ‬الباحِث‭ ‬أن‭ ‬جُل‭ ‬نصوص‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحيَّة‭ ‬‮«‬يتجسَّد‭ ‬فيها‭ ‬صوت‭ ‬المرأة‭ ‬القوي‭ ‬الذي‭ ‬يتولَّى‭ ‬الأمور‭ ‬بحصافةٍ‭ ‬ودراية،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قوَّة‭ ‬الظروف‭ ‬المُحيطة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها،‭ ‬فهي‭ ‬المرأة‭ ‬القويَّة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬المشهد‭ ‬بتحدٍ‭ ‬وشموخ،‭ ‬مُنافحة‭ ‬عن‭ ‬فكرها‭ ‬وعرضها‭ ‬وشرفها‭ ‬وكيانها‭.. ‬صـ‭ ‬21‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يُشيرُ‭ ‬في‭ ‬نصوصٍ‭ ‬أُخرى‭ ‬إلى‭ ‬قضيَّة‭ ‬تُعتبر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهميَّة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العلاقة‭ ‬الجندريَّة‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬تبقى‭ ‬متوترة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وكلاهما‭ ‬يسعى‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬والتأثير‭ ‬فيه،‭ ‬ويفرض‭ ‬شخصيَّته‭ ‬في‭ ‬مساحات‭ ‬المُجتمع‭ ‬المُختلفة‭.. ‬صـ‭ ‬26‮»‬،‭ ‬أمَّا‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬حيثُ‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬الخطاب‭ ‬الطبقي‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬تناول‭ ‬الباحِث‭ ‬هذا‭ ‬الخِطاب‭ ‬من‭ ‬حيث‭: ‬العُنصُريَّة‭ ‬السوداء،‭ ‬التنمُّر‭ ‬الطبقي،‭ ‬لُعبة‭ ‬الموازين،‭ ‬الاستغلال‭ ‬الطبقي،‭ ‬مُقاومة‭ ‬الطبقيَّة،‭ ‬ونير‭ ‬الاستسلام‭.. ‬ولم‭ ‬يُغفل‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬العنصريَّة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬المُثقفين‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬وهناكَ‭ ‬أيضًا‭ ‬طبقة‭ ‬المُثقفين‭ ‬التي‭ ‬تستعلي‭ ‬على‭ ‬الطبقات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬لما‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬عالية‭ ‬ومكنوزٍ‭ ‬أدبي‭ ‬واسِع‭ ‬ومعلوماتٍ‭ ‬مُختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬يرونَ‭ ‬الآخرينَ‭ ‬أمامهم‭ ‬صغارًا،‭ ‬ويسخرونَ‭ ‬من‭ ‬المُختلف‭ ‬معهم،‭ ‬بل‭ ‬ويستخدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المُصطلحات‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مكانها‭ ‬اغترارًا‭ ‬وعجبًا‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬وتعاليًا‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬ولغتهم‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬المواضِع،‭ ‬والأغرب‭ ‬في‭ ‬اتهامهم‭ ‬الآخرين‭ ‬بالغباء‭ ‬والرجعيَّة‭ ‬والتخلُّف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جسّده‭ (‬مشعل‭) ‬في‭ ‬مسرحيَّة‭ (‬البكشة‭).. ‬صـ‭ ‬78‮»‬‭.‬

الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬نبض‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭.. ‬صرخة‭ ‬الاستنجاد»؛‭ ‬تناول‭ ‬حرص‭ ‬مؤلف‭ ‬المسرحيات‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬نصوصه‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬بل‭ ‬جعل‭ ‬بعضها‭ ‬الحدث‭ ‬الدرامي‭ ‬الرئيس،‭ ‬منها‭ ‬المُشكلة‭ ‬الإسكانيَّة،‭ ‬البطالة،‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬وحكومته،‭ ‬والشائعات‭. ‬أمَّا‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬الفُكاهة‭ ‬والرومانسيَّة»؛‭ ‬يرى‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬اسماعيل‭ ‬عبدالله‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬نصًا‭ ‬إلا‭ ‬وأدخل‭ ‬فيه‭ ‬البسمة‭ ‬والفكاهة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ايحاءات‭ ‬أسماء‭ ‬الشخوص،‭ ‬أو‭ ‬الحدث‭ ‬نفسه،‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬يصف‭ ‬الحدث‭ ‬الكوميدي‭ ‬بدقة‭ ‬مُتناهية‭ ‬كعادته،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شخوص‭ ‬النص‭ ‬أنفسهم‭ ‬وسماتهم‭ ‬الجسديَّة‭ ‬أو‭ ‬النفسيَّة‭ ‬أو‭ ‬الوجدانيَّة‭.. ‬صـ‭ ‬143‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬التحدي‭ ‬والتطهُّر‮»‬‭ ‬مُفصحًا‭ ‬عن‭ ‬إدراك‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬التي‭ ‬تتطلَّب‭ ‬مواجهات‭ ‬على‭ ‬مُختلف‭ ‬المُستويات،‭ ‬ما‭ ‬أدَّى‭ ‬إلى‭ ‬تجلّيات‭ ‬وصور‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬والتحدي‭ ‬الذي‭ ‬ترسمه‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيَّات‭ ‬في‭ ‬سرديَّاته‭ ‬الدراميَّة‭.‬

‮«‬نبض‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرُّف‭ ‬والتديُّن‭ ‬المنقوص‮»‬‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬الذي‭ ‬سلّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬صور‭ ‬مُختلفة‭ ‬من‭ ‬الإرهاب،‭ ‬كالإرهاب‭ ‬الدموي‭ ‬المُسلّح،‭ ‬والإرهاب‭ ‬الفكري،‭ ‬والإرهاب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والإرهاب‭ ‬الديني‭ ‬ومظاهر‭ ‬التلبُّس‭ ‬بالدين‭ ‬الشكلي‭ ‬المُخادع‭ ‬الذي‭ ‬ارتدتهُ‭ ‬شخصيَّات‭ ‬بعض‭ ‬المسرحيَّات‭ ‬كالتحدث‭ ‬باللغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬الفُصحى،‭ ‬واللعن‭ ‬والتكفير‭ ‬والتفسيق،‭ ‬والاستشهاد‭ ‬بالنصوص‭ ‬الدينيَّة‭ ‬وتجييرها‭ ‬لصالحهم،‭ ‬تجيير‭ ‬الدين‭ ‬للمصالح‭ ‬الشخصيَّة،‭ ‬ومُحاربة‭ ‬الفن‭.. ‬تلاهُ‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬مُتحدثًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬والتشبُّث‭ ‬بالهويَّة‮»‬،‭ ‬مُتطرقًا‭ ‬إلى‭ ‬المُعالجات‭ ‬الدراميَّة‭ ‬التي‭ ‬قاربت‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الطبيعة‭ ‬وخصوصًا‭ ‬المُتعلق‭ ‬بالجن،‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الشعبيَّة‭ ‬المُرتبطة‭ ‬بالزواج،‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب،‭ ‬وطقوس‭ ‬الأحزان،‭ ‬ولم‭ ‬يُغفل‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬والأسطورة‭ ‬والخُرافة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬شخصيَّات‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭. ‬أخيرًا‭ ‬احتل‭ ‬الفصل‭ ‬التاسع‭ ‬‮«‬نبض‭ ‬الرمزية‭: ‬الإسقاطات‭ ‬السيميولوجيَّة»؛‭ ‬مُبينًا‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬تضمين‭ ‬الرمز‭ ‬في‭ ‬المسرحيَّات‭ ‬ببراعةٍ‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬المُتلقي‭ ‬مُشاركًا‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬كوامنه‭ ‬فيتبادلان‭ ‬الأسئلة‭ ‬الفنيَّة،‭ ‬ويأخذ‭ ‬المُتلقي‭ ‬إلى‭ ‬عوالِم‭ ‬الفِكر‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانيَّة‭.‬

تجدُر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجذوة‭ ‬الأولى‭ ‬لإيقاد‭ ‬فكرة‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬توّلي‭ ‬مؤلّفه‭ ‬الدكتور‭ ‬عبَّاس‭ ‬القصَّاب‭ ‬مسؤوليَّة‭ ‬الأرشيف‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الدائمة‭ ‬للفرق‭ ‬المسرحيَّة‭ ‬الأهليَّة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاوُن‭ ‬لأعوام‭ ‬طويلة‭ ‬منذ‭ ‬2011م،‭ ‬وإيمانًا‭ ‬بأهميَّة‭ ‬الدراسات‭ ‬البحثيَّة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬اهتم‭ ‬الفنان‭ ‬والباحث‭ ‬الدكتور‭ ‬حبيب‭ ‬غلوم‭ ‬بتبني‭ ‬تلك‭ ‬الدراسة‭ ‬المُتميّزة‭ ‬وإطلاقها‭ ‬لترى‭ ‬النور‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا