الرأي الثالث
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/RYTH.png)
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حكايات.. سائق تاكسي..!!
أستمتع كثيرا بقراءة الكتب التي تتناول السير الذاتية والقصص التاريخية والمواقف الإدارية.. استمتع أكثر بقراءة الكتب التي تسرد الحكايات والمواقف الواقعية.. في مكتبتي العديد من هذه الكتب.. لقد جمعتها طوال أكثر من 40 عاما.
كنت قد قرأت كتاب «حكايات مشاوير تاكسي» للأستاذ خالد الخميسي.. كتاب رائع يحكي مواقف حقيقية لسائق تاكسي.. وقد وصفه الأستاذ الراحل عبد الوهاب المسيري بأنه «عمل إبداعي أصيل ومتعة فكرية حقيقية».. وقال عنه د. جلال أمين «انه من أجمل ما قرأ من كتب في وصف المجتمع».. والكتاب عبارة عن حوارات بين الراوي وسائقي التاكسي، يتناولون فيها بصراحة بالغة أوضاع البلاد، والسياسة والاقتصاد، وهموم الناس الشخصية.
ويبدو أن فكرة كتاب الأستاذ خالد الخميسي الحاصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة السوربون، شجعت الدكتور الإماراتي عمار شمس، لخوض تجربة «سائق التاكسي»، كي يعرف ما تعرف عليه ومر به الأستاذ خالد الخميسي.
يقول د. عمار في تصريح لإحدى الصحف الإماراتية: بعد سنوات من حياة نمطية عشتها، رصدتُ أشياء وأماكن في دبي لم أكن أعرفها، واكتشفت كيف ينظر الناس إلى الإمارات، وما الأحلام التي دعتهم الى التوجه إليها، والإقامة فيها، كما تعلمت من زملائي في شركة التاكسي الكثير.
حينما عشت التجربة أدركت الفارق.. لأن دبي التي رأيتها كسائق سيارة أجرة -وأنا أجوب شوارعها طلباً للاكتشاف، وسعياً وراء المعرفة- أضافت الكثير إلى دبي التي كنت أعرفها طوال عمري.
فبعد مسيرة العمل الرسمي، خرجت إلى التقاعد، ثم لاحت لي فكرة خوض تجربة سائق التاكسي.. فاتصلت بشركة (تاكسي دبي)، وأخبرتهم برغبتي في العمل مدة شهرين، وتم اجتيازي الإجراءات والاشتراطات.
ومن المواقف الطريفة التي صادفته أثناء عمله، يقول: «في إحدى المرات وقفت في صف انتظار، والتقيت بسائق ليموزين، وحينما سألني عن جنسيتي وأخبرته بأنني إماراتي لم يصدق، واعتقد أنني أنتحل صفة شخص عثرت على أوراقه، وطلب مني إعادتها إلى صاحبها حتى لا أقع في مشكلة مع الشركة».
وذات مرة أوصل راكبة من منطقة قريبة من المدرسة التي يعمل نائباً لرئيس مجلس إدارتها، ولاحظت أن لهجته بريطانية.. فسألته: هل أنت بريطاني؟ فأجابها بأنه إماراتي، وحينما نظر إليها قالت: أعتقد أنني رأيتك من قبل، فسألها: أين تعملين؟ وذكرت له اسم المدرسة، فأجابها بأنه نائب رئيس مجلس إدارتها.
ختاما.. أتصور أنك لو جلست وتحدثت مع «بعض» أصحاب سيارات الأجرة في بلادنا، لاستمعت شخصيا لكمية من التحلطم والتحندي، والاستياء والنقد على كل شيء وأي شيء.. ولوجدت نفسك أنت من تكتب حكاياتك مع أصحاب التكاسي، وليس العكس.. وهنا ندق الجرس للإخوة والأخوات في وزارة وهيئة السياحة للنظر في الموضوع، وحتى لا يكتب سائح ذات يوم، حكاياته عن بلادنا، مع «بعض» أصحاب التكاسي عندنا..!!
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك