العدد : ١٧١١٦ - السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١٦ - السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شعبان ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

عن مؤتمر سوق العمل الدولي

تابعت‭ ‬بعض‭ ‬جلسات‭ ‬وتصريحات‭ ‬وبيانات،‭ ‬جاءت‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬لسوق‭ ‬العمل،‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية‭ ‬الرياض،‭ ‬والذي‭ ‬أقيم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬العمل‮»‬،‭ ‬وبحضور‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬لـ45‭ ‬وزيراً‭ ‬للعمل،‭ ‬ورؤساء‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المهتمة‭ ‬بأسواق‭ ‬العمل،‭ ‬وحضور‭ ‬آلاف‭ ‬المختصين‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دولة‭.‬

وقد‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬السعودي‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬8‭ ‬إجراءات‭ ‬تُمثل‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مرونة‭ ‬وشمولية‭ ‬أسواق‭ ‬العمل،‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬مثل‭: ‬بطالة‭ ‬الشباب،‭ ‬التحولات‭ ‬التقنية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭.‬

وقد‭ ‬استوقفني‭ ‬تصريح‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬جيلبرت‭ ‬هونغبو‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مرتفعة،‭ ‬وإن‭ ‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬العمال،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬ذات‭ ‬الأجور‭ ‬المنخفضة‭.‬

مؤكدا‭ ‬أهمية‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬الأجر‭ ‬المعيشي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬أنظمة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬العمل،‭ ‬ومشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬لمواكبة‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬منخفضا‭ ‬عالميا،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬كان‭ ‬عاما،‭ ‬ولكني‭ ‬أحسب‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تنطبق‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬والإشارة‭ ‬والصراحة،‭ ‬خصوصا‭ ‬حينما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل‭ ‬والعمال‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مستدامة‭ ‬لسوق‭ ‬العمل،‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬أنظمة‭ ‬التعليم‭ ‬واحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لسد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬المؤهلات‭ ‬والوظائف‭ ‬المتاحة،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬داعمة‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬لضمان‭ ‬نمو‭ ‬الوظائف‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬خاصة‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬هو‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لإيجاد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬فيما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬توفير‭ ‬السياسات‭ ‬الداعمة‭ ‬لهذا‭ ‬النمو‭.‬

نعود‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬التوظيف‭ ‬والبطالة‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬السعودي،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الداعمة‭ ‬لتسهيل‭ ‬انتقال‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬مع‭ ‬تمكين‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬لمواجهة‭ ‬مستقبل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬تطوير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التدريب‭ ‬وإعادة‭ ‬التدريب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬مرونة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬للسماح‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والفرص‭ ‬الجزئية،‭ ‬بجانب‭ ‬دعم‭ ‬نمو‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬إيجاد‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬واستخدام‭ ‬منصات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتصنيفات‭ ‬المهارية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬التعليم،‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مبادرات‭ ‬لدعم‭ ‬توظيف‭ ‬الفئات‭ ‬المهمشة،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوو‭ ‬الإعاقة‭ ‬والعاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬فترات‭ ‬طويلة،‭ ‬وإقامة‭ ‬نظام‭ ‬بيانات‭ ‬سوق‭ ‬عمل‭ ‬شامل‭ ‬لتتبع‭ ‬اتجاهات‭ ‬التوظيف‭ ‬والمهارات‭ ‬والأجور‭ ‬وتركيبة‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬لدعم‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭.. ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي،‭ ‬لعرض‭ ‬تجربتها‭ ‬ومبادراتها‭ ‬ومشاريعها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬ودعم‭ ‬التوظيف،‭ ‬فلربما‭ ‬استفادت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ولربما‭ ‬استفادت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬والتوجهات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للعمل‭ ‬والتوظيف‭ ‬كذلك‭.  ‬

Malmahmeed7@gmail‭.‬com

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا