قالوا قديما (المعدة بيت الداء) ولم يختلف الوضع حاليا، فالطعام الصحي هو وقود صحة الجسم. وقد جذب انتباهي اهتمام العلماء العرب بالطعام الصحي وأن تراثنا يزخر بكثير من المخطوطات القيمة، التي تناولت علاج العديد من الأمراض عن طريق الأغذية بديلا عن الدواء. أو اتباع نظام غذائي كمرحلة مبدئية قبل استخدام الوصفات الطبية أو المركبات الدوائية المصنوعة يدويا في ذلك الوقت.
هذا بالإضافة إلى تقسيم العلماء للغذاء إلى ما هو مفيد أو ضار للجسم وأثر ذلك على الصحة العامة.
نقرأ في كتاب (الأغذية والأشربة للأصحاء) للعالم نجيب الدين السمرقندي عن أهمية تقسيم الأغذية والمشروبات وترتيبها ترتيبا صحيحا فيبدأ بالحبوب ويتبعها باللحوم، ثم البيض، واللبن، والفاكهة، والبقول، ويختمها بالتوابل. ثم تأتي بعدها المشروبات كما تناول أيضًا الطرق الصحية لتحضير الأغذية واستخدامها في علاج بعض أمراض الجسم.
ونجد ابن النفيس العالم العربي مكتشف الدورة الدموية الصغرى يعرض في كتابه (المختار من الأغذية) أنواع الاطعمة التي يجب تناولها في حالة اعتلال الجسد وما يؤدي منها إلى زيادة أو نقصان في الوزن.
وهو صاحب المقولة الشهيرة «احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام». وقد ألف كتابه الشهير (دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية) في سبع مقالات، وكانت المقالة الرابعة عن أنواع الطعام وأضراره على صحة الإنسان. وله ايضا عدة مؤلفات نستذكرها سويا ليعرفها الاجيال الجديدة منها (القانون في الطب) الذي كان يعد منهجا لجامعات الغرب، وهو ما اختصره لاحقا بمنظومة سميت (أرجوزة في الطب). أما الصيدلي ابن البيطار من أعظم علماء القرون الوسطى، له كتاب (الجامع لمفردات الادوية والاغذية) عن العلاج بالغذاء. وقد توفي بعد تجربته لإحدى النباتات وتعرضه للتسمم. هذا فضلًا عن مؤلفات كثيرة وجدت بتراثنا العربي تناول مؤلفوها أُسس التغذية السليمة، وطرق الحمية الغذائية منها على سبيل المثال كتاب (الحميات).
وعلى صعيد آخر، عرفت الحضارة العربية طرق تحضير الطعام وتقديمه وآدابه، ولا يتسع المقال لاستعراضها ونكتفي بتذكيركم بكتاب (تدبير الأطعمة) للكندي، ولنا ان نفتخر بعلمائنا العرب بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك