العدد : ١٧١١٣ - الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١٣ - الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العلاقات الخليجية الهندية في حوار بمدينة كوتشي

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬الراهنة‭ ‬والتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬تكتسب‭ ‬الحوارات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬أهميتها‭ ‬بما‭ ‬تستهدفه‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وأبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تجيء‭ ‬أهمية‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬مركز‭ ‬أبحاث‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬بالهند‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كوتشي‭ ‬بولاية‭ ‬كيرلا‭ ‬الهندية‭ ‬حوار‭ ‬كوتشي‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬الهند‭ ‬نحو‭ ‬الغرب‭: ‬الشعب‭ ‬والرخاء‭ ‬والتقدم‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬يومي‭ ‬16‭-‬17‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬وضم‭ ‬نخبة‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬سفراء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الهندي‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬وسط‭ ‬حضور‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والهند‭.‬

الحوار‭ ‬اكتسب‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬نواحٍ‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالأطراف‭ ‬الآسيوية،‭ ‬فإن‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬لها‭ ‬خصوصية‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الأبعاد‭ ‬التنموية،‭ ‬فالعمالة‭ ‬الهندية‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬جالية‭ ‬أجنبية‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬حيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المهن‭ ‬منها‭ ‬الطب‭ ‬والتمريض‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والبنوك‭ ‬والشركات‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عوائل‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬وخاصة‭ ‬المستثمرين‭ ‬قد‭ ‬انتقلوا‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معدل‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والخليج‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬حوالي‭ ‬174,2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬حوالي‭ ‬11,3%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬شراكات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والآسيوية،‭ ‬فإن‭ ‬بعضاً‭ ‬منها‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬ثنائية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كمنظمة‭ ‬إقليمية،‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬تتخذ‭ ‬المسارين‭ ‬معاً،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬المشاركة‭ ‬الرفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬كلمة‭ ‬توصف‭ ‬بأنها‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لمستقبل‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬والتي‭ ‬يتلخص‭ ‬مضمونها‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مرتكزات‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬‭ ‬الهندية‭ ‬ثم‭ ‬واقع‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬لتلك‭ ‬الشراكة،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أنها‭ ‬اتسمت‭ ‬بالصراحة‭ ‬والوضوح‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬رغبة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كمنظمة‭ ‬ارتكازاً‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬منها‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والهند‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وتوقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والهند‭ ‬تضمنت‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬ثم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2024‭-‬2028،‭ ‬وهما‭ ‬إطاران‭ ‬مهمان‭ ‬لتلك‭ ‬الشراكة‭. ‬

الحوار‭ ‬تضمن‭ ‬أيضاً‭ ‬مناقشات‭ ‬ثرية‭ ‬للغاية‭ ‬حول‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭ ‬أولاً‭: ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬ثانيا‭: ‬الطاقة‭ ‬والابتكار،‭ ‬ثالثا‭: ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬رابعا‭: ‬الناس‭.. ‬الرخاء‭.. ‬التقدم،‭ ‬خامسا‭: ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والخليج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭.‬

كانت‭ ‬هناك‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬خلال‭ ‬المناقشات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالشفافية‭ ‬ويعد‭ ‬ذلك‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬لأن‭ ‬الشراكة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬طرفيها‭ ‬وتتضمن‭ ‬أولويات‭ ‬الطرفين‭ ‬معاً‭ ‬والأهم‭ ‬مأسسة‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬أطر‭ ‬مستدامة‭ ‬سواء‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أو‭ ‬مذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬وتحديد‭ ‬أهداف‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى‭ ‬وأخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭.‬

وبتحليل‭ ‬تلك‭ ‬المناقشات‭ ‬يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬خمس‭ ‬ملاحظات‭ ‬أساسية‭ ‬أولها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬التقدم‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمارات‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬طموحات‭ ‬للجانبين‭ ‬منها‭ ‬توقيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الازدواج‭ ‬الضريبي‭ ‬لتشمل‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬بإقامة‭ ‬منطقة‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعدد‭ ‬وتشابك‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬والابتكار‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬مسألة‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري‭ ‬الكربوني‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬ويرتبط‭ ‬ذلك‭ ‬بمفهوم‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وأولويات‭ ‬الجانبين،‭ ‬وثالثها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والهند‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والتعليم‭ ‬فقد‭ ‬أثيرت‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تطور‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬وتأكيد‭ ‬الجانبين‭ ‬عزمهما‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬فعالة‭ ‬لها‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬الطرفين،‭ ‬ورابعا‭: ‬الأبعاد‭ ‬المجتمعية‭ ‬للشراكة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬للجالية‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬فإن‭ ‬الهند‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬مؤسسات‭ ‬للقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬ومنها‭ ‬مراكز‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الهندية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬واليابان‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬المجتمع‭ ‬الهندي‭ ‬عموماً،‭ ‬وخامسها‭: ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬فمع‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬تضمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المداخلات‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الهندي‭ ‬حول‭ ‬جهود‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومنها‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬وكذلك‭ ‬تدريب‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬السواحل‭ ‬البحرية‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬27‭ ‬عملية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬التدريبات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتطور‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تصنيعها‭ ‬محلياً‭ ‬وجميعها‭ ‬مؤشرات‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فإن‭ ‬مداخلات‭ ‬باحثي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومفادها‭ ‬ضرورة‭ ‬إسهام‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬الميلشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري،‭ ‬والتساؤل‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمها‭ ‬الهند‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طبيعة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬منها‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬وتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ولا‭ ‬ينفي‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬عموماً‭ ‬ومنها‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024م‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الهند‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬للكويت،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الزيارات‭ ‬الدورية‭ ‬للسفن‭ ‬الهندية‭ ‬للموانئ‭ ‬الخليجية‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭.‬

الحوار‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والهند‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬مسؤولين‭ ‬وباحثين‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬لنقاشات‭ ‬موسعة‭ ‬اتسمت‭ ‬بالجدية‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬قناعة‭ ‬الطرفين‭ ‬بأن‭ ‬الشراكة‭ ‬بينهما‭ ‬هي‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا