متابعة إعلام الأسرة:
ضمن فعاليات أسرة الأدباء والكتاب أقامت الأسرة فعالية ثقافية للدكتورة جميلة الوطني، حيث دشنت في هذه الأمسية الوطني مجموعتها القصصية الجديدة المعنونة: «البحر يحررني»، وذلك في أمسية ثقافية حاشدة، ضمت نخبة مميزة من أدباء وكتاب وإعلاميي ومثقفي مملكة البحرين، ومن أصدقاء الكاتبة والعديد من الأدباء، وعائلتها.
وتقدمت الأمسية كلمة للدكتورة الوطني تحدثت فيها عن اصدارها الجديد قائلة: «أيها الأحبة، في منجزي هذا.. اسمحوا لي أن أتطرق إلى القصص الأربع والعشرين فيه، قصص أعدّها نوافذ ستطلون من خلالها معي على البحر، البحر هنا هو الإنسان وقضاياه لا الماء، الإنسان في حدود وطنه بأطباعه وأطماعه، في طغيانه وجرأته كطوفان البحر، وفي رأفته حين يفتن بالرحمة كموسيقى أمواجه الهادئة، وفي عمقه لؤلؤ مكنون في صدفاته، أي الحِكمة».
وأضافت الكاتبة: «حاولتُ في هذه المجموعة أن أخرج عن الحدود المحسوسة لماء البحر، فسمحت لنفسي بأن أكتب الواقع الملموس أحيانًا، وأحيانًا أخرى بخيال (قد) تخطّيت فيه حدود الكيان الواقعي الذي أراه يتجاوز الحدود الجغرافية للبحر باتساعه. فالمجموعة قصص تناولت فيها بعض الأوجه الإنسانية وقضاياها، سعيت فيها إلى الكشف عن واقع معاش، وأخرى أحلم فيها بواقع أفضل وأن كان حُلمي بعين مفتوحة تارة على تلك المواقف الملموسة، وعين أخرى مغلقة لا تبتعد عن التأمل في الرسالة التي أسعى إلى إيصالها، وأهدف فيها لترميم بعض الأحلام التي تصدعت.«
موضحة: حقيقة »البحر يحررني« عنوان لإحدى القصص؛ ولكني هنا سأبدي رأي المتواضع بسؤال: «لماذا اخترت البحر؟ لأنني استشعرت غضب وقهر بعض أبطال القصص كأمواج البحر العاتية، وبعض الأبطال استشعرت معهم تلاطم أمواج على شواطئه كقضبان سجن كيف لهم أن يخرجوا من قبضته؟ فقد استبحت فيها أرواح الأبطال المُبحرين في أعماق الأحداث الواعية واللا واعية، الواقعية واللا واقعية، وفي حدود الغموض والوضوح؛ بل كل تناقضات هدير البحر الذي لا يهدأ. آتي إلى سؤال: كيف للبحر أن يحررني (الذي يحرر أبطال القصص) أو يحرر القارئ من كل تناقضاته؟».
معترفة الوطني: أن البحر قيدها هي وأبطال القصص بحدوده الجغرافية لا حدوده القانونية، هنا (الحدود القانونية للبحر)، ليست التي عرّفها علماء القانون الدولي: هي مجموعة من المساحات المغطاة بالمياه المالحة المتصلة بعضها ببعض اتصالًا حرًا وطبيعيًا. وكأنها تعني أنها بحدود البحر الجغرافية الملموسة ذات الصلة الوثيقة بالواقع، استشعرت أنها أحداث محسوسة، سواء بالرائحة أم الطعم أم بصر القلب قبل العين. وفي قصة ما.. تطوف الوطني بأحداثها في أفق سبحت فيه كالأسيرة في بحر خيالها بالصوت والصورة، ومن الأسر إلى الحرية.
بعدها ألقى الناقد والشاعر البحريني عبدالجبار علي قراءة نقدية تحدث فيها عن جماليات وأبعاد المجموعة.
الجدير ذكره أن الأمسية كانت بإدارة المبدع عيسى هجرس.
وان المجموعة القصصية القصيرة «البحر يحررني» تقع في كتاب من الحجم المتوسط ضمت بين دفتيها 135 ورقة، و24 قصة قصيرة، قامت الكاتبة الوطني بإهدائه إلى كل التائهين الذين سلكوا طريقاً تسكنها أجنحة الفراشات لينفضوا الوجع اللعين ويقبروا الحزن الدفين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك