يمر السوق العقاري في أي مكان في العالم بحالتين؛ هما ما يعرف بسوق البائع، وسوق المشتري. ويرتبط هذا بمبدأ العرض والطلب؛ فإذا زاد الطلب مثلا تكون الكرة في ملعب البائعين، ويصبح السوق سوق البائعين الذين يفرضون السعر والشروط وغيرها. ولكن عندما يكون السوق في حالة ركود او تراجع يكون المشتري هنا هو المسيطر حتى في الأسعار.
ولكن هناك نوع واحد من العقارات لا يتأثر بهذه التقلبات أيا كانت، ويبقى في زاوية سوق البائع مهما كانت الظروف بما في ذلك المشاكل الاقتصادية والفقاعات العقارية وغيرها.
الخبير والمدرب العقاري أشرف علام يتحدث عن الاستثمار في مثل هذا النوع من العقارات، لافتا إلى ان العقارات الفاخرة والفاخرة جدا والمميزة قد تكون خارج المعادلة، وتتميز باستقرار أسعارها أمام مختلف الظروف. والسؤال هنا: ما الذي يميز هذه العقارات ويجعلها مطلوبة دائما وتقع في سوق البائع؟
يجيب علام: هذه العقارات في الغالب تكون محدودة وقليلة في السوق العقاري سواء كانت فللا أو شققا، فهناك شقق تتجاوز أسعارها أسعار الفلل الفاخرة.
وببساطة، الكثير من الأغنياء في العالم لا يهمهم السعر بقدر قيمة المنتج المميز الذي يعكس الوجاهة الاجتماعية والرفاهية، أي انها ترتبط بجانب نفسي بعيدا عن طبيعة السوق.
ولكن هذا لا يعني أن الأغنياء يشترون لمجرد الشراء، وإنما هو نوع من الاستثمار المحسوب والمدروس والذكي؛ أي أن الأموال التي يدفعها في مثل هذه العقارات تكون محمية ضد التضخم على الرغم من ان مثل هذه العقارات قد لا تقدم عوائد بقدر العقارات الأخرى وخاصة في حالة الايجار.
وهنا نجد أن هناك فئات كثيرة ممن يمتلكون الملايين ورجال الأعمال وحيتان السوق والفنانين ولاعبي كرة القدم وغيرهم يحرصون على امتلاك مثل هذه العقارات كنوع من الوجاهة، بل في كثير من الأحيان يكون هناك عجز في السوق، ومن ثم تحافظ على أسعارها. وعند الرغبة في البيع يضمن المالك أن يكون الطلب مستمرا عليها وتباع بسرعة وخاصة إذا كان العقار مميزا.
وعند الحديث عن تميز هذا النوع من العقارات يمكن تصنيف التميز إلى عدة فئات، منها بيوت العطلات سواء داخل الدولة أو خارجها؛ فكثير من الأغنياء والاثرياء يمتلكون عقارات في دول أخرى كنوع من الاستثمار المضمون والمستقر والمحمي ضد تقلبات السوق وضد التضخم، وفي الوقت نفسه تكون لعطلاتهم واستجمامهم، فضلا عن كونها تعكس الوجاهة الاجتماعية والتميز حتى لو كانت أكثر من احتياجات المالك. وأحيانا تكون هذه الوجاهة مكلفة جدا ولكنها مطلوبة من قبل الشخص الغني؛ فقد يصرف مبالغ كبيرة سنويا على عقار لا يستخدمه سوى أيام أو أسابيع في السنة، فقط من أجل الوجاهة الاجتماعية والشعور بالتميز!
والأمر الآخر هو أن يكون العقار مختلفا في هندسته وتصميمه وديكوراته وبنائه والخدمات التي يتميز بها، فلا تكون مثلا مجموعة من الفلل المتشابهة.
كما يلعب المطور العقاري المميز المشهور دورا مهما؛ حيث يجعل هذه العقارات أكثر طلبا وسعرا، وكل ذلك يجعل العقارات الفاخرة والمميزة أفضل استثمار عقاري في مختلف دول العالم.
جانب أخير يلفت إليه الخبير العقاري أشرف علام هو أنه في كثير من الأحيان نجد فروقا في المظاهر بين الغني والثري، فالثري هو القادر على شراء كل ما يريد من دون أن تتأثر ثروته، وهو لا يعبأ كثيرا بالمظاهر. في حين أن الغني هو الذي يشتري بحثا عن الوجاهة الاجتماعية؛ لذلك يقول المثل الإنجليزي: الأموال تتكلم، ولكن الثروات تهمس. ما يعني أن الغني يحاول قدر الإمكان أن يظهر غناه بشراء العلامات التجارية المعروفة والسلع الفاخرة، في حين نجد أن أكبر أثرياء العالم يرتدون ملابس عادية غير مبالغ فيها لأن الواحد منهم يؤمن بأنه هو من يصنع العلامة التجارية وليس العكس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك