الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«النخوة الإماراتية».. دروس مستفادة
من الأقوال الخالدة والعبارات الحكيمة للزعيم البريطاني ونستون تشرشل: «إن حب العادات والتقاليد لم يضعف دولة قط.. بل إنه يدعم الدولة في الأوقات الصعبة.. ».
لذلك فإن القيادة الحكيمة في كل دولة ومجتمع، هي من تحسن إدارة الأزمات واستثمار التحديات، وتحويلها إلى فرص ونجاحات.. وفي مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وجدنا الحكمة والرؤية الثاقبة نحو النجاح والتقدم، وفي تعزيز الوحدة والوطنية، وتأصيل الهوية البحرينية، وترسيخ المشاركة الشعبية.. وفي تجاوز التحديات وصنع النجاحات.. وكذلك في تحقيق التكاتف الشعبي، وكسب التضامن الدولي.
وفي دولة الإمارات الشقيقة.. نموذج لقصة نجاح، ودروس مستفادة.. تستحق التقدير والإشادة.. فقبل 3 أعوام، وتحديدا في 17 يناير 2022، تعرضت منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي لهجوم إرهابي، أسفر عن وفاة 3 مدنيين من جنسيات آسيوية.. ثم أعقبها في الشهر ذاته هجمات إرهابية، أحبطتها القوات المسلحة الإماراتية.. ثم تواصلت الحياة في الإمارات، ونالت الدعم العالمي، ودحرت الإرهاب والمحرضين.
لقد حولت الإمارات يوم 17 يناير إلى فرصة وطنية، أبرزت حكمة القيادة وتلاحم الشعب وتضامن العالم.. واستثمرت الإمارات 17 يناير لتعزيز الوحدة الوطنية، وتجسيد معاني النخوة والجاهزية، وصياغة قصة نجاح من رحم الأزمة.
وبالأمس أعلن سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات: «إن 17 يناير.. يوم نستذكر فيه النخوة وتماسك شعب الإمارات وتضامنه، ونخلّد هذه القيم نبراساً للأجيال القادمة، ومصدراً لإلهامها في العطاء والتفاني والتضحية حتى تظل الإمارات على الدوام رمزاً للخير والبناء من أجل شعبها والبشرية».
وفي دراسة بحثية -منشورة- لمركز (تريندز) للبحوث والاستشارات، أكدت أن الإمارات جمعت بين الكفاءة الأمنية والدبلوماسية الاستباقية، في مواجهة التهديدات، كما بينت أن الهجوم أثار موجة من الإدانات الإقليمية والدولية.
وعلى الصعيد الشعبي، لفتت الدراسة إلى أن الإمارات شهدت حالة قل نظيرها، تمثلت بالنخوة الإماراتية والتضامن الشعبي، والتماسك الأخوي والالتفاف حول القيادة الرشيدة، وأسهمت وسائل الإعلام الإماراتية «الرسمية» والمنصات الالكترونية بشكل كبير في تعزيز الروح الوطنية، من خلال تغطيتها الشاملة والمهنية للحدث، وتسليط الضوء على جهود الدولة في التصدي للتهديدات.
ودعت الدراسة إلى أهمية توعية الشباب، وضرورة رفض الأفكار المتطرفة، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال.. موضحة أن الشباب الإماراتي لعب دوراً حيوياً في مواجهة هذه التحديات، حيث أظهرت الأجيال الشابة وعياً كبيراً بأهمية الأمن الوطني، وتفاعلت بشكل إيجابي مع المبادرات الوطنية.
«النخوة الإماراتية» المباركة.. نشهدها يوميا في «النخوة البحرينية» الطيبة.. ولكننا بحاجة إلى مزيد من النشاط في منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي، لتعزيز المبادرات الوطنية، وإبراز جهود الدولة، وترسيخ الطرح الإيجابي.. بدلا من الاكتفاء بالصمت، أو التركيز على نقاط التقصير، والتشكيك والتحلطم.. والممارسات التي تسعى إلى (تكسير المجاديف).. كمن يبحث عن نقطة سوداء في لوحة فنية رائعة.. وهؤلاء ينطبق عليهم قول تشرشل: «إن المتشائم يرى العقبات في كل فرصة.. والمتفائل يرى الفرص في كل عقبة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك