العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٩ - الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

اجتماعات الرياض ومستقبل سوريا

الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الرياض‭ ‬حول‭ ‬سوريا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماع‭ ‬العربي‭ ‬الغربي،‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬بما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭.‬

الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لهذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬انها‭ ‬حددت‭ ‬بدقة‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬والتطورات‭ ‬فيها‭ ‬حاليا‭ ‬ومستقبلا،‭ ‬والمبادئ‭ ‬والاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬سيتم‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للقيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬كما‭ ‬حددها‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭:‬

1‭ ‬‭ ‬تأكيد‭ ‬وحدة‭ ‬واستقلال‭ ‬سوريا‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭.‬

2‭ ‬‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬انتقالية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬تتمثل‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬السورية‭ ‬وتحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الجميع‭ ‬وبمشاركة‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭.‬

3‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬سوريا‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬مكانا‭ ‬للإرهاب‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭.‬

4‭ ‬‭ ‬إدانة‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬أو‭ ‬خرق‭ ‬لسيادتها‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬رفض‭ ‬التوغل‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭.‬

تحديد‭ ‬هذ‭ ‬المبادئ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭. ‬فمن‭ ‬المفهوم‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬بهذه‭ ‬المبادئ‭ ‬سيحدد‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬ستحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬عربي‭.‬

ومن‭ ‬شأن‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬يشجع‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬اساسها‭.‬

هذا‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬لأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬والمواقف‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬القيادة‭ ‬السورة‭ ‬الجديدة‭ ‬سواء‭ ‬حول‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وطبيعتها‭ ‬أو‭ ‬حول‭ ‬مواقف‭ ‬سوريا‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬إيجابية‭.. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬خافيا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬جدية‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬والمجتمع‭ ‬السوري‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬الالتزام‭ ‬عمليا‭ ‬بالمواقف‭ ‬المعلنة‭. ‬وهناك‭ ‬مخاوف‭ ‬أيضا‭ ‬عربية‭ ‬معروفة‭.‬

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬التأكيد‭ ‬عربيا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬والمبادئ‭ ‬باعتبارها‭ ‬موقفا‭ ‬عربيا‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬أن‭ ‬يشجع‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬والوفاء‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬وعود‭.‬

وتحديد‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬مسؤولين‭ ‬غربيين‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬حشد‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬للقيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬والمبادئ‭.‬

غير‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬يعتبر‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عموما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬عاملا‭ ‬حاسما‭ ‬لأسباب‭ ‬خطيرة‭ ‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭.‬

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تطرح‭ ‬فيه‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬تصوراتها‭ ‬ورؤاها‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬وتحدد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬موقفها،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬قوى‭ ‬ودولا‭ ‬أخرى‭ ‬لديها‭ ‬مخططات‭ ‬خطيرة‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬سوريا‭.‬

هناك‭ ‬مخططات‭ ‬معلنة‭ ‬معروفة،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬مخططات‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬الصراع‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬سوريا،‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬كيانات‭ ‬صغيرة‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬كدولة‭ ‬عربية‭ ‬موحدة‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬قاعدة‭ ‬لمشروع‭ ‬توسعي‭ ‬يستهدف‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

يجب‭ ‬ألا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬البال‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬شرعت‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططها‭ ‬بالعدوان‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬واحتلال‭ ‬أراض‭ ‬سورية‭ ‬واسعة،‭ ‬وتعلن‭ ‬صراحة‭ ‬أنها‭ ‬تعتزم‭ ‬إبقاء‭ ‬احتلالها‭ ‬هذا‭. ‬ولا‭ ‬تخفي‭ ‬إسرائيل‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقسيم‭ ‬سوريا‭ ‬وإنهائها‭ ‬كدولة‭ ‬عربية‭ ‬موحدة‭. ‬وكخطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬قامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتدمير‭ ‬كل‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬السورية‭.‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حاسمة‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬ومواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬سوريا‭ ‬وحدها‭ ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬موقفها‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬الرياض‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬حزما‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬قوة‭ ‬أخرى‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا