اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
حين يصبح الشر قدوة
خرجت علينا إحدى الفنانات الشهيرات مؤخرا بتغريدة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أو بالأحرى الخراب الاجتماعي تخاطب فيها طلاب الثانوية العامة وقت تأديتهم الامتحانات، تقول فيها بمنتهي الثقة بل الوقاحة:
«ياحبايبي الجو حر.. ملخصات إيه.. اسقطوا وخلاص.. اللي في ثانوية عامة اليومين دول الشاطر اللي بيجيب فلوس.. التعليم مبيحددش لا مصير ولا نيلة.. بتعرف تجيب فلوس هتعرف تتجوز وتسافر.. مبتعرفش يبقى الشهادة هتقطرسها وتحط فيها طعمية»!
هذا هو ما جلبته لنا وعلينا وسائل التواصل الاجتماعي من «بلاوي» ومآس، وجعلت من أمثالها مصدرا للنصائح البالية الفاشلة الهدامة، والمصيبة الكبرى هي أن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي يتخذون من هؤلاء المشاهير اليوم قدوة لهم، فيتجرعون أفكارهم ويسيرون على نهجهم.
من الجيد أن نتأثر فكريا ببعض المشاهير الذين لهم بصمات إيجابية لا تمحى، ولا يخفى علينا الأثر الذي يدفع ويحرك لدى البعض غريزة التقليد لهؤلاء لما يتمتعون به من سحر عند تقديم أنفسهم وأيدلوجياتهم، الأمر الذي يأسر قلوب الصغار وحتى الكبار ولكن يبقي السؤال:
إلى أي مدى يمكن للمشاهير في عالمنا العربي اليوم أن يصبحوا قدوة نافعة بحق لأبنائنا بعد أن فتحت أمامهم الأبواب على مصراعيها للتعبير والافصاح عن آرائهم وأفكارهم الصالحة والطالحة في كثير من الأحيان؟!
يقول الباحث الأمريكي بيترجي كاتزنشتيان إنه كلما صنعت شعبا فارغا عقليا وقادة الرأي فيه المشاهير مجرد حمقى سطحيين، فإنه يمكن سرقته واستغفاله كما تريد، عملا بقاعدة «أعطني شعبا غبيا لأسرقه وأغشه وأتلاعب به حسب مصالح فئة من الناهبين».
من هنا تكمن الخطورة -بحسب الباحث- في قيادة التافهين للشعب، وتسطيحهم لوعيه وفكره، لأنه حينئذ يمكن انتشار السلوكيات الحيوانية المتوحشة بسبب غياب البوصلة والقدوة الصحيحة.
مسكين هذا الجيل حين يقتدي بأناس يحملون مثل هذه العقلية الخربة التي فضحت صاحبتها، وأكدت أنها لا تعلم شيئا عن التربية أو التعليم.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
«إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلّون على معلم الناس الخير»!
فماذا نتوقع من جزاء لمن يعلم الناس الشر؟!.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك