العدد : ١٧٠٩٥ - السبت ١١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٥ - السبت ١١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ترى البحرين.. تعرف اللي يواصلها

عندما‭ ‬سأل‭ ‬أحد‭ ‬الصحفيين‭ ‬المخرج‭ ‬المصري‭ ‬رامي‭ ‬إمام‭ ‬عن‭ ‬احتمالية‭ ‬عودة‭ ‬والده‭ ‬الفنان‭ ‬الأسطوري‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬إمام‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬رد‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للعودة‭ ‬لو‭ ‬وجد‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬المناسب،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬لمجرد‭ ‬الوجود،‭ ‬بعد‭ ‬تاريخه‭ ‬الفني‭ ‬ومشواره‭ ‬الطويل‮»‬‭.‬

ذات‭ ‬الإجابة‭ ‬سمعناها‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬الأمسية‭ ‬التي‭ ‬أحياها‭ ‬بصوته‭ ‬الأصيل،‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرحيم،‭ ‬ومحمد‭ ‬ربيعة،‭ ‬وبرفقة‭ ‬فرقة‭ ‬البحرين‭ ‬للموسيقى‭ ‬بقيادة‭ ‬المايسترو‭ ‬زياد‭ ‬زيمان،‭ ‬عبر‭ ‬تدشين‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة‭.‬

إن‭ ‬كان‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬رمزان‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام،‭ ‬أو‭ ‬سعادة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬أقنع‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬جمهوره‭ ‬ومحبيه،‭ ‬فهو‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬قد‭ ‬كشف‭ ‬للجمهور‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينم‭ ‬منذ‭ ‬ليلتين‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬الجمهور،‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬الحب‭ ‬والتقدير‭ ‬والشوق‭ ‬لسماع‭ ‬أغانيه،‭ ‬وخاصة‭ ‬الوطنية‭ ‬منها،‭ ‬ذات‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية‭ ‬الرائعة‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يتشوق‭ ‬إلى‭ ‬سماع‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬تبين‭ ‬عيني‮»‬‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬‭.. ‬فهي‭ ‬أغنية‭ ‬ذات‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وذكريات‭ ‬جميلة‭.. ‬وحينما‭ ‬صدح‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمسية‭ ‬جعل‭ ‬الجميع‭ ‬‮«‬يتسلطن‮»‬‭ ‬بها،‭ ‬ويتفاعل‭ ‬عند‭ ‬سماعها،‭ ‬بجانب‭ ‬أغانيه‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬غناها،‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭.‬

تستحق‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان،‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية،‭ ‬وعلى‭ ‬جهودها‭ ‬المخلصة،‭ ‬وفعالياتها‭ ‬المستمرة،‭ ‬وبرامجها‭ ‬المتواصلة،‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬المتميزة‭.. ‬لقد‭ ‬تمكنت‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬والمقيمين‭ ‬إلى‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬البحرينية‭.. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عروض‭ ‬وأمسيات‭ ‬مهرجان‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة‭ ‬الـ19‭ ‬تنبئ‭ ‬بمهرجان‭ ‬استثنائي‭ ‬وحراك‭ ‬ثقافي‭.. ‬وأمام‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬وكذلك‭ ‬هيئة‭ ‬السياحة‭ ‬ووزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬ومسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬مهرجانات‭ ‬‮«‬ليالي‭ ‬المحرق‮»‬‭ ‬و«ريترو‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬و«القرية‭ ‬التراثية‮»‬،‭ ‬وهدفها‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وإبراز‭ ‬الجانب‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬للبحرين،‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الشأن‭ ‬الاقتصادي‭.‬

ومن‭ ‬الواجب‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬برعاية‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمهرجان‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة،‭ ‬بجانب‭ ‬دعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السفارات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬وهنا‭ ‬يبرز‭ ‬لنا‭ ‬دور‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬توجهات‭ ‬ومشاريع‭ ‬الدولة‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬‮«‬جعفر‭ ‬حبيب‮»‬،‭ ‬ولقاء‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬‮«‬يعقوب‭ ‬بومطيع‮»‬‭.. ‬ودار‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬والفنانين،‭ ‬وهموم‭ ‬قطاع‭ ‬الفن‭ ‬وتطلعاته،‭ ‬وحاجته‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية،‭ ‬ورغبة‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالفن‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل‭.. ‬وما‭ ‬أمسية‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬نموذج‭ ‬واضح‭ ‬للتفاعل‭ ‬الكبير‭.‬

عموما‭.. ‬ستبقى‭ ‬ذاكرة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬حافظة‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬الأصيل‭.. ‬تماما‭ ‬كإيمانها‭ ‬بكلمات‭ ‬أغنية‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حبيب‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬تفنن‭ ‬في‭ ‬هوى‭ ‬البحرين‭ ‬ودللها‭.. ‬مثل‭ ‬زورق‭ ‬تمايل‭ ‬في‭ ‬شواطيها‭.. ‬ترى‭ ‬البحرين‭ ‬تعرف‭ ‬اللي‭ ‬يواصلها‭.. ‬عروس‭ ‬الكل‭ ‬يتمنى‭ ‬يعدلها‭.. ‬وعطر‭ ‬الليل‭ ‬والنسمة‭ ‬جواريها‭.. ‬كما‭ ‬المشموم‭ ‬احنا‭ ‬في‭ ‬بسايلها‭.. ‬روايح‭ ‬طيب‭ ‬مسقية‭ ‬بعذاريها‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا