مثل تنظيم بطولة الخليج لكرة القدم مناسبة طيبة وفرصة جديدة لتعزيز التواصل وتجسيد العلاقة الأخوية الحميمة التي تربط بين أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأشقائهم الإخوة من العراق واليمن في تجمع كروي جميل تخللته أجواء تنافسية شريفة بين منتخبات كرة القدم للدول المشاركة في البطولة في عرس كروي وشعبي على مدار أسبوعين في استضافة الشقيقة دولة الكويت في نسختها الـ26 بمشاركة 8 منتخبات خليجية حسمها الأحمر المنتخب البحريني الذي توج باللقب والفوز بالمركز الأول للمرة الثانية بعد تغلبه على شقيقه المنتخب العماني بنتيجة 2 مقابل 1 في المباراة النهائية وسط حضور جماهيري غفير بلغ أكثر من 57 ألف متفرج حرصوا على حضور المباراة النهائية بعد مباراة قوية ومثيرة سادتها روح الأخوة والمحبة واللعب النظيف، حيث سخرت دولة الكويت الشقيقة كل إمكانياتها لإنجاح هذه البطولة الرياضية التي ينتظرها أبناء الخليج كل عامين في أجواء من الفرح والبهجة والسرور، حيث تحول سوق المباركية في دولة الكويت خلال الدورة إلى تجمع خليجي احتضن مشجعي المنتخبات الخليجية وتضمن العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة التي جسدت روح الأخوة والمحبة بين دول الخليج واحتفالات استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
وبالإضافة إلى هذه الأجواء الرياضية والفرحة الشعبية التي عاشها أبناء الخليج من العراق إلى اليمن السعيد، فإن للبطولة فوائد أخرى وجوانب إيجابية لا تقل أهمية عن الحدث الرياضي نفسه منها:
أولا: الجانب الاقتصادي والتجاري حيث كانت أيام البطولة فرصة لإنعاش الأسواق التجارية ومحلات البيع الصغيرة والمتوسطة والمطاعم وحتى أصحاب سيارات الأسرة، وقد شاهدنا ذلك من خلال الحضور الجماهيري الكثيف في المطاعم والمقاهي والمتاجر والسوبر ماركات التي عملت على مدار الساعة لتقديم خدماتها لزوار الكويت من الدول الخليجية والعربية.
ثانيا: الجانب السياحي وزيادة الإقبال على الفنادق والشقق الفندقية فكانت فترة البطولة فرصة لتسويق الكويت سياحيا من خلال التسهيلات والخدمات التي قدمت لزوار الكويت.
ثالثا: تطوير البنية الرياضية والملاعب لتكون جاهزة لإقامة المباريات والمنافسات عليها والاستفادة منها بعد الانتهاء من البطولة لتطوير قطاع الرياضة الكويتية وتأهيله لتنظيم مسابقات وبطولات أكبر على المستويين العربي والإقليمي وزيادة الموازنات المخصصة للرياضة.
رابعا: دعم ميزانية الدولة بمصادر غير نفطية من خلال الاستفادة من إيرادات البطولة.
وتوظيفها في تنفيذ خطط الدولة ضمن برنامج عمل الحكومة في إطار الجهود لتنويع مصادر الدخل.
خامسا: تسابق الشركات والمؤسسات الإعلامية والرياضية لرعاية البطولة، ما أسهم في توفير مبالغ كبيرة تقدير بالملايين يمكن الاستفادة منها في تطوير الرياضة بمختلف أشكالها وأنواعها.
لقد نجحت دولة الكويت الشقيقة نجاحا باهرا بكل المقاييس في تنظيم هذا الحدث الرياضي الخليجي الذي استضافته على مدار أسبوعين كانت الكويت خلاله خلية نحل تعمل على راحة زوارها من مشجعين ولاعبين وإداريين حيث وفرت اللجنة المنظمة للبطولة كل التسهيلات والإمكانيات لإنجاح الدورة من خلال فريق عمل يتكون من شباب كويتي بنين وبنات قاموا بواجباتهم على أكمل وجه وسط ترحيبهم بضيوف الكويت وتقديم الدعم والمساعدة لهم ومن خلال الخطة المرورية التي اسهمت في انسيابية حركة المرور وسهولة دخول وخروج المشجعين للملاعب وتخصيص باصات لنقل المشجعين من مواقف السيارات إلى الملعب مما كان له أطيب الأثر في تسهيل الحركة فكل الشكر والتقدير لهؤلاء الشباب والشابات على عملهم وجهودهم الكبيرة.
وفي هذا السياق لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص التهاني والتبريكات لمملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا على هذا الإنجاز الرياضي البحريني الجديد الذي سيضاف إلى إنجازات البحرين الرياضية مشيدين بالروح العالية للاعبي منتخبنا الوطن وبالمستوى المتطور والعالي والثابت خلال المباريات التي لعبوها، هذا المستوى الذي توج بتحقيق بلادنا المركز الأول وللمرة الثانية يتوج منتخبنا بطلا لكأس الخليج، فكل الشكر والتقدير للاعبينا الأبطال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك