العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حين يتألم العقل في صمت!

بقلم: نبيلة رجب

الاثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

وسط‭ ‬ضجيج‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬دائم،‭ ‬نطارد‭ ‬أحلاما‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬ونحاول‭ ‬جاهدين‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والعلاقات‭ ‬والذات‭. ‬ولكن،‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يتعب‭ ‬العقل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الصخب؟‭ ‬حين‭ ‬تتحول‭ ‬تلك‭ ‬الشرارة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تضيء‭ ‬حياتنا‭ ‬إلى‭ ‬نور‭ ‬خافت‭ ‬بالكاد‭ ‬يرى،‭ ‬ويبدو‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬كأنه‭ ‬فقد‭ ‬ألوانه‭ ‬الطبيعية‭.‬

أمثلة‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬يوميا‭. ‬نرى،‭ ‬أما‭ ‬مثقلة‭ ‬بالأعباء،‭ ‬تكافح‭ ‬لتبدو‭ ‬متماسكة‭ ‬رغم‭ ‬شعورها‭ ‬الداخلي‭ ‬بالإنهاك‭. ‬موظفا‭ ‬ناجحا،‭ ‬لكنه‭ ‬بات‭ ‬يؤدي‭ ‬مهامه‭ ‬بلا‭ ‬شغف‭ ‬أو‭ ‬دافع‭. ‬شابا‭ ‬يتجنب‭ ‬لقاء‭ ‬الأصدقاء‭ ‬تدريجيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفسير‭ ‬واضح‭. ‬طالبة‭ ‬مثالية‭ ‬تخفي‭ ‬قلقا‭ ‬عميقا‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬يلتهم‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها‭. ‬هؤلاء‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثيرون،‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬نعيشها‭ ‬أو‭ ‬نراها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬عمق‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يعانونه‭.‬

الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬ليست‭ ‬حالة‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬تفاعل‭ ‬معقد‭ ‬بين‭ ‬الجسد‭ ‬والعقل‭ ‬والعوامل‭ ‬المحيطة‭ ‬بنا‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصرها‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬واحد‭ ‬بسيط،‭ ‬كونها‭ ‬تتأثر‭ ‬بجوانب‭ ‬شتى‭ ‬متشابكة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬استقرارنا‭ ‬النفسي‭.‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬قد‭ ‬تلعب‭ ‬العوامل‭ ‬الوراثية‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬احتمالية‭ ‬الإصابة‭ ‬باضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬معينة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬المؤثرات‭. ‬فالبيئة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها،‭ ‬والتجارب‭ ‬التي‭ ‬نخوضها،‭ ‬وحتى‭ ‬الضغوط‭ ‬اليومية‭ ‬البسيطة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬تأثيرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬استقرارنا‭ ‬النفسي‭. ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬المتقدم‭ ‬لتشابك‭ ‬العوامل‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية،‭ ‬كالاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬القلق،‭ ‬ليست‭ ‬لحظات‭ ‬عابرة‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬أو‭ ‬الاستسلام‭. ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تعكس‭ ‬حاجة‭ ‬حقيقية‭ ‬للفهم‭ ‬والدعم،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬بالوعي‭ ‬الصحيح‭ ‬والعناية‭ ‬المناسبة‭.‬

كما‭ ‬نسارع‭ ‬لعلاج‭ ‬الأوجاع‭ ‬الجسدية،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأوجاع‭ ‬النفسية‭ ‬بنفس‭ ‬الجدية‭. ‬العقل‭ ‬ليس‭ ‬آلة‭ ‬تعمل‭ ‬بلا‭ ‬توقف،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬كيان‭ ‬حي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬ورعاية‭. ‬يقول‭ ‬عالم‭ ‬النفس‭ ‬سيجموند‭ ‬فرويد‭: ‬‮«‬العقل‭ ‬له‭ ‬حد‭ ‬ومقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الصدمات،‭ ‬فإذا‭ ‬زاد‭ ‬الحد‭ ‬تحطمت‭ ‬هذه‭ ‬المقدرة‮»‬‭. ‬إهمال‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الفرد‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬مجتمعات‭ ‬بأكملها‭.‬

في‭ ‬بيئات‭ ‬العمل‭ ‬المزدحمة،‭ ‬تظهر‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬كعامل‭ ‬أساسي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهلها‭. ‬فبيئة‭ ‬العمل‭ ‬المثالية‭ ‬ليست‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬الحوافز‭ ‬المادية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تفهم‭ ‬أن‭ ‬الإنتاجية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬عقل‭ ‬مطمئن‭ ‬ومستقر‭. ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬الموظف‭ ‬بالأمان‭ ‬النفسي،‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬أدائه،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭. ‬الدراسات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬غير‭ ‬الداعمة‭ ‬للصحة‭ ‬النفسية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬آلاف‭ ‬الساعات‭ ‬من‭ ‬الإنتاجية‭ ‬سنويا،‭ ‬مما‭ ‬يبرز‭ ‬أهمية‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تحترم‭ ‬حاجات‭ ‬الأفراد‭ ‬النفسية‭.‬

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالم‭ ‬أمامنا،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أغلقت‭ ‬كثيرين‭ ‬منا‭ ‬داخل‭ ‬أنفسهم‭. ‬حين‭ ‬تصبح‭ ‬شاشات‭ ‬الهاتف‭ ‬نافذتنا‭ ‬الوحيدة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة،‭ ‬تتعمق‭ ‬مشكلات‭ ‬الوحدة‭ ‬والعزلة‭. ‬الشباب‭ ‬اليوم‭ ‬يقضون‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬يطاردون‭ ‬الكمال‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬مثالية‭ ‬لحياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬شعور‭ ‬بالقصور‭ ‬والخيبة‭. ‬في‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬الكمال‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬غير‭ ‬مثالي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬للشعور‭ ‬بالإخفاق‭. ‬ربما‭ ‬يكمن‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالتكنولوجيا،‭ ‬واستعمالها‭ ‬كأداة‭ ‬تعزز‭ ‬تواصلنا‭ ‬الحقيقي‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعمق‭ ‬عزلتنا‭.‬

وفقا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬المرض؛‭ ‬بل‭ ‬تتسع‭ ‬لتشمل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬صحية‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

وهذا‭ ‬يتجلى‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬نشهد‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬تطورًا‭ ‬إيجابيا‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬أهمية‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬مدعوما‭ ‬بتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬متقدمة‭. ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬لم‭ ‬يسهم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬النظرة‭ ‬المجتمعية‭ ‬تجاه‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي،‭ ‬بل‭ ‬جعل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬ومرونة‭. ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬تدرك‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬متوازن‭ ‬نفسيا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬غرس‭ ‬الوعي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭. ‬فإدراج‭ ‬مفاهيم‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬أصبح‭ ‬خطوة‭ ‬ضرورية‭ ‬نحو‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬وعيا‭ ‬واستقرارًا‭.‬

في‭ ‬روتيننا‭ ‬اليومي،‭ ‬قد‭ ‬نصادف‭ ‬إشارات‭ ‬بسيطة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬حاجة‭ ‬من‭ ‬نحب‭ ‬للدعم‭: ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬السلوك،‭ ‬انسحاب‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬الحماس‭ ‬لأشياء‭ ‬كانوا‭ ‬يحبونها‭. ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬دائما‭ ‬حلولا‭ ‬كبيرة‭. ‬أحيانا،‭ ‬مجرد‭ ‬الإنصات‭ ‬بصدق‭ ‬ودون‭ ‬إصدار‭ ‬أحكام‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الشخص‭.‬

المجتمعات‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحا‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحواجز‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع‭. ‬أصوات‭ ‬المشاهير‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬تجاربهم‭ ‬مع‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬النظرة‭ ‬السائدة‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭. ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬المعاناة‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬الطريق،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬لرحلة‭ ‬تعاف‭ ‬جديدة‭ ‬إذا‭ ‬توافر‭ ‬الدعم‭ ‬المناسب‭.‬

من‭ ‬يعاني‭ ‬نفسيا‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شفقة‭ ‬تثقل‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬تفهم‭ ‬ودعم‭ ‬صادق‭ ‬يشعره‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭. ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬تحمل‭ ‬أعبائهم‭ ‬نيابة‭ ‬عنهم،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬تقديم‭ ‬اليد‭ ‬التي‭ ‬تساندهم‭ ‬وهم‭ ‬يعيدون‭ ‬بناء‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأمل‭. ‬وكما‭ ‬تنمو‭ ‬الشجرة‭ ‬وتزهر‭ ‬عندما‭ ‬تلقى‭ ‬الرعاية،‭ ‬فإن‭ ‬العقل‭ ‬يزدهر‭ ‬بالعناية‭ ‬التي‭ ‬تمنحه‭ ‬القوة‭ ‬والصفاء‭.‬

لنجعل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا،‭ ‬لأن‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬الصمت‭ ‬حولها‭ ‬هو‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وترابطا،‭ ‬وأفراد‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالوعي‭ ‬والسعادة‭ ‬الحقيقية‭.‬

 

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا