العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عام آخر من المعاناة الفلسطينية والجرائم الإسرائيلية والصمت الدولي

بقلم: د. رمزي بارود {

الاثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬قصة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬العدوانية‭ ‬تتجسد‭ ‬برمتها‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا،‭ ‬وهي‭ ‬بلدة‭ ‬فلسطينية‭ ‬صغيرة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬مدمرا‭.‬

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تشن‭ ‬عملياتها‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كانت‭ ‬بلدة‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا‭ ‬قد‭ ‬دمرت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بالفعل‭ ‬نتيجة‭ ‬لعدة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬قاومت‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬الحدودية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬حصار‭ ‬إسرائيلي‭ ‬محكم،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬رفعه‭ ‬أبدًا،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬أعاد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2024‭.‬

تعتبر‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا‭ ‬بلدة‭ ‬معزولة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وهي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬السياج‭ ‬الذي‭ ‬يفصل‭ ‬غزة‭ ‬المحاصرة‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬محاطة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بالمناطق‭ ‬الزراعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬تقريبًا‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭.‬

لم‭ ‬يتسن‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المروعة‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للقتال‭ ‬هناك،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬انتهى‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬بدأ،‭ ‬مع‭ ‬قتال‭ ‬عنيف‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الجبهات‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بلدة‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أنها‭ ‬احتلت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬تقود‭ ‬القتال‭.‬

إن‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا‭ ‬هي‭ ‬نموذج‭ ‬مصغر‭ ‬للحرب‭ ‬الفاشلة‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬وهي‭ ‬حرب‭ ‬طاحنة‭ ‬دامية‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬نتيجة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬الهائل،‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬المتكرر‭ ‬للسكان،‭ ‬والتجويع‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

إن‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬والفظيعة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بمثابة‭ ‬تذكير‭ ‬بأن‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬غير‭ ‬ممكنة‭ ‬وأن‭ ‬الإرادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬كسرها،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التكلفة‭ ‬أو‭ ‬التضحيات‭.‬

ولكن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬مازال‭ ‬غير‭ ‬مقتنع‭ ‬بذلك‭. ‬فقد‭ ‬دخل‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬بوعود‭ ‬جديدة‭ ‬بتحقيق‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬،‭ ‬وأنهى‭ ‬العام‭ ‬كمجرم‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

وكان‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بمثابة‭ ‬تكرار‭ ‬لموقف‭ ‬مماثل‭ ‬اتخذته‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

ولكن‭ ‬موقف‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قوياً‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يأمله‭ ‬أو‭ ‬يتصوره‭ ‬كثيرون‭. ‬فقد‭ ‬أمرت‭ ‬أعلى‭ ‬محكمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمنع‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تأمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوقف‭ ‬حربها‭.‬

ولكن‭ ‬الأهداف‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬ظلت‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الساسة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬قدموا‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬ففي‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬شارك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬12‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الليكود‭ ‬الذي‭ ‬يتزعمه‭ ‬نتنياهو،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬توطين‭ ‬غزة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬يومها‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭: ‬‮«‬من‭ ‬دون‭ ‬المستوطنات،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أمن‮»‬‭.‬

ولكي‭ ‬يحدث‭ ‬هذا،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ترويض‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وكسر‭ ‬إرادتهم‭ ‬وإلحاق‭ ‬الهزيمة‭. ‬وهكذا‭ ‬جاءت‭ (‬مذابح‭ ‬الدقيق‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تكتيك‭ ‬حربي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬جديد‭ ‬كان‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أثناء‭ ‬تجمعهم‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الشاحنات‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬سُمح‭ ‬لها‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭.‬

في‭ ‬التاسع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬قُتِل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬أثناء‭ ‬وقوفهم‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭. ‬فقد‭ ‬دهسهم‭ ‬جنود‭ ‬إسرائيليون‭ ‬وهم‭ ‬يحاولون‭ ‬يائسين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رغيف‭ ‬خبز‭ ‬أو‭ ‬حليب‭ ‬أطفال‭ ‬أو‭ ‬زجاجة‭ ‬ماء‭. ‬تجدد‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭.‬

وكان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تجويع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬حتى‭ ‬يضطروا‭ ‬إلى‭ ‬الفرار‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬القطاع‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬المجاعة‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬وقُتل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬الفرار‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭.‬

منذ‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب،‭ ‬أدركت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تطهير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عرقياً‭ ‬يستلزم‭ ‬استهداف‭ ‬كافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمخابز‭ ‬والأسواق‭ ‬وشبكات‭ ‬الكهرباء‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬تلقت‭ ‬مستشفيات‭ ‬غزة‭ ‬حصة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ففي‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬هاجمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مجمع‭ ‬الشفاء‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬بضراوة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭.‬

وعندما‭ ‬انسحب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬إبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬المجمع‭ ‬قد‭ ‬دمر‭ ‬بأكمله،‭ ‬مخلفاً‭ ‬وراءه‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬تضم‭ ‬مئات‭ ‬الجثث،‭ ‬أغلبها‭ ‬لأفراد‭ ‬من‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬إعدام‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المرضى‭.‬

وباستثناء‭ ‬بعض‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬زعماء‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬قلقهم،‭ ‬لم‭ ‬يُبذَل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الملموسة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬ولم‭ ‬تندلع‭ ‬صرخة‭ ‬استنكار‭ ‬عالمية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬سبعة‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإغاثة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬خيرية‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬وورلد‭ ‬سنترال‭ ‬كيتشن‮»‬‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الاعتذار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأول‭ ‬والوحيد‭ ‬طيلة‭ ‬الحرب‭.‬

وفي‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬لصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وحرصاً‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النصر‭ ‬للجمهور‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بدأت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬حربها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬وشمل‭ ‬ذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭.‬

ورغم‭ ‬المحاولات‭ ‬المتكررة،‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬اغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬الشاملة‭ ‬لم‭ ‬تندلع‭ ‬بعد‭.‬

كان‭ ‬هناك‭ ‬تصعيد‭ ‬آخر،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬ملايين‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬وكانت‭ ‬الحركات‭ ‬الطلابية‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بمثابة‭ ‬نقطة‭ ‬محورية‭ ‬للاحتجاجات‭.‬

ولكن‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬بممارسة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬بالازدهار،‭ ‬لجأت‭ ‬أكبر‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالشرطة،‭ ‬التي‭ ‬قمعت‭ ‬بعنف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬واعتقلت‭ ‬مئات‭ ‬الطلبة،‭ ‬ولم‭ ‬يُسمح‭ ‬للعديد‭ ‬منهم‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬جامعاتهم‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬واصلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عرقلة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬استصدار‭ ‬قرار‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ألقى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬خطابا‭ ‬نقل‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬اقتراحاً‭ ‬إسرائيلياً‮»‬‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭.‬

وبعد‭ ‬بعض‭ ‬التأخير،‭ ‬قبلت‭ ‬حماس‭ ‬الاقتراح،‭ ‬لكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬رفضته،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬بايدن‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬صحيح‮»‬‭ ‬و‮«‬غير‭ ‬مكتمل‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬الغريب،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أيضًا،‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬الفاشلة‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ثقتها‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬مبادئ‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬فاعترفت‭ ‬إيرلندا‭ ‬والنرويج‭ ‬وإسبانيا‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬رمزية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬ولكنها‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الغربية‭ ‬حول‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬متعثرة‭.‬

ولكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ظلت‭ ‬غير‭ ‬منزعجة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحذيرات‭ ‬الدولية،‭ ‬قامت‭ ‬بغزو‭ ‬منطقة‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو،‭ ‬واستولت‭ ‬على‭ ‬ممر‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬ــ‭ ‬المنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬بين‭ ‬غزة‭ ‬والحدود‭ ‬المصرية‭ ‬والتي‭ ‬تمتد‭ ‬لمسافة‭ ‬14‭ ‬كيلومتراً‭.‬

أصرت‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬وحدها‭ ‬هي‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬أسراها‭. ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬يُذكَر‭. ‬ففي‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬تمكنت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بدعم‭ ‬لوجستي‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬أسراها‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬النصيرات‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية،‭ ‬قتلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬276‭ ‬فلسطينياً‭ ‬وأصابت‭ ‬800‭ ‬آخرين‭.‬

وفي‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬وقعت‭ ‬مذبحة‭ ‬أخرى‭ ‬مروعة،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬التباعين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬قُتل‭ ‬93‭ ‬شخصاً،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬في‭ ‬غارة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬واحدة‭.‬

وبحسب‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فإن‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬كانوا‭ ‬الضحايا‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬حيث‭ ‬شكلوا‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬70%‭ ‬بحلول‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬سابق‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬لانسيت‭ ‬الطبية،‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬‮«‬186‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬أو‭ ‬أكثر‮»‬‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬ليقتلوا‭ ‬لو‭ ‬توقفت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬استمرت،‭ ‬وبدا‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬معدل‭ ‬القتل،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الكبرى‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الضربات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬والعملية‭ ‬البرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬عادت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬استهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬أو‭ ‬محاصرتها،‭ ‬وقتل‭ ‬الأطباء‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي،‭ ‬واستهداف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإغاثة‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬إسرائيل‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬أهدافها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وحتى‭ ‬مقتل‭ ‬زعيم‭ ‬حماس،‭ ‬يحيى‭ ‬السنوار،‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬يغير‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬مسار‭ ‬الحرب‭.‬

لقد‭ ‬تزايد‭ ‬إحباط‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭. ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬محاولتها‭ ‬اليائسة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الرواية‭ ‬العالمية‭ ‬بشأن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬في‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬وبعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬شهادات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬دولة،‭ ‬أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬حكماً‭ ‬تاريخياً‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استمرار‭ ‬وجود‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬غير‭ ‬قانوني‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬تُرجم‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬الإجماع‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬يطالب‭ ‬بإنهاء‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬شهراً‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬فعليا‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتطبيع‭ ‬احتلالها‭ ‬لفلسطين،‭ ‬وسعيها‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬باطلة‭ ‬ولاغية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

ولكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كثفت‭ ‬هجماتها،‭ ‬ووجهت‭ ‬غضبها‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬يشهدون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬المذابح‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭.‬

وبحسب‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فقد‭ ‬قتل‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬777‭ ‬فلسطينياً،‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬آلاف‭ ‬آخرون،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬أيضا‭ ‬اعتقال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11700‭ ‬شخص‭.‬

ولجعل‭ ‬الأمور‭ ‬أسوأ،‭ ‬دعا‭ ‬سموتريتش‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بالكامل،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬تلك‭ ‬الدعوة‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬انتخاب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهو‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬التفاؤل‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬لكنه‭ ‬أثار‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬دور‭ ‬المنقذ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

في‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬حكمها‭ ‬التاريخي‭ ‬باعتقال‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت‭. ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬قدراً‭ ‬من‭ ‬الأمل،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ضعيفاً،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬مستعداً‭ ‬أخيراً‭ ‬لمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬العديدة‭.‬

قد‭ ‬يمثل‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الفاصلة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬مازال‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬لنرى‭. ‬ولكن‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالفلسطينيين،‭ ‬فحتى‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ولجم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬صمودهم‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬قوياً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينالوا‭ ‬حريتهم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

 

‭ ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا