تعتبر عملية هدم المباني والعقارات جزءا أساسيا من أعمال التطوير والبناء والتجديد وحتى الإصلاح والترميم. لذلك قد يكون الهدم كليا او جزئيا.
في السابق كانت عمليات الهدم تتم بطرق وأساليب اعتيادية لا تتجاوز الاعتماد على العمالة والحفارات او الكسارات. ولكن مع تطور الاليات والوسائل، باتت عمليات الهدم علما هندسيا يتم وفقا لمخططات وأساليب متنوعة تبعا لنوع العقار المراد هدمه وحجمه وموقعه وطبيعة المنطقة والمواد المستخدمة في البناء والميزانية المحددة لعملية الهدم والتطوير، والوقت المتاح. فمثلا يمكن هدم المباني الصغيرة حتى بالمعدات اليدوية كالمطارق والمجارف، في حين تتطلب المباني المتوسطة الحجم معدات كالحفارات والمقصات الهيدروليكية، وتحتاج المباني الكبيرة إلى معدات أثقل وأكثر تطورا.
كما أن المباني المستخدم فيها الخرسانة قد تحتاج الى معدات تختلف عن تلك الخشبية او الحديدية.
كما أسهمت التكنولوجيا المتقدمة والبرمجيات الحديثة في تطوير عمليات الهدم بشكل أكثر دقة وسرعة مع تحديد المخاطر المحتملة وتجنب الأخطاء قد الإمكان.
ليس هذا فحسب، بل ظهرت تقنيات الهدم الصديقة للبيئة والتي تعتمد على تقنيات صديقة للبيئة لتقليل الضجيج والتلوث. والى جانب ذلك، عززت الكثير من الوسائل إعادة التدوير للمخلفات الناتجة عن الهدم. ما يسهم في تقليل النفايات.
ويمكن تلخيص أبرز أساليب هدم العقارات بالطرق التالية:
1 -الهدم اليدوي بالاعتماد على العمالة والأدوات اليدوية. وهو أقدم طرق الهدم، ويستخدم للعقارات الصغيرة او في عمليات الهدم الجزئية للعقار او تفكيك اجزائه. وربما يتميز هذا الأسلوب بتكلفة اقل من الوسائل الأخرى مع انخفاض الضوضاء. ولكنه ابطأ ولا يخلو من المخاطر.
2 -الاعتماد على الآلات الثقيلة مثل الحفارات والجرافات والمطارق الهيدروليكية. ويتم ذلك من خلال تكسير العناصر الإنشائية للمبنى وهدمها بشكل سريع وقد تكون الحفارات هيدروليكية أو كهربائية، وقد تكون ذات إطارات أو على زحافات.
وتتميز هذه الطريقة بمخاطر اقل وسرعة في الإنجاز ولكنها أكثر كلفة من الهدم اليدوي. كما قد تتسبب بأغبرة وتراكمات أكثر.
وقد شهدت آلات الهدم تطورات كبيرة مثل الجرافات ذات الذراع الطويلة والرافعات المتخصصة القادرة على الوصول إلى الأماكن الصعبة.
3 -الكرات الحديدية: من الأساليب القديمة نوعا ما ولكنها مازالت موجودة في الكثير من الدول، حيث تستخدم كرات حديدية ثقيلة وكبيرة تكون معلقة برافعات، ليتم أرجحة الكرات باتجاه المبنى وتحطيم الجدران بشكل عشوائي وتدريجي حتى ينهار العقار بأكمله. وتعتبر هذه الطريقة منخفضة التكلفة ولا تتطلب مهارات عالية، ولكنها بطيئة نوعا، كما انها تفتقد الدقة وتسبب الكثير من الضوضاء.
4 -الهدم بالتفجير. وغالبا ما يستخدم هذا الأسلوب في المباني والعقارات الضخمة. ويعتمد على خبراء يضعون المتفجرات في مواقع مدروسة في الهيكل الرئيسي للمبنى، ليتم تفجيرها ومن تنهار الأجزاء الأخرى. وبالتالي يمكن هدم مبنى كامل في لحظات معدودة وبدقة عالية مع مخاطر اقل. ولكن يعاب على هذا الأسلوب التكلفة العالية والتسبب بالضوضاء والاضرار بالبيئة ولو بشكل مؤقت. حيث يخلف الكثير من الدخان والغبار.
5 -الروبوتات والطائرات المسيرة. ففي حين تستخدم الروبوتات لتنفيذ المهام الخطرة، ما يقلل من المخاطر التي تواجه العمال، تسهم الطائرات بدون طيار في مراقبة المواقع وتقييم الأضرار وتخطيط عمليات الهدم بشكل أفضل.
6 -استخدام المواد الكيميائية الآمنة لتحليل الهياكل بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
اجمالا، بات هدم المباني الضخمة أحد الفنون التي تتنافس الشركات المتخصصة في تنفيذها بأساليب تجتذب المتابعين ووسائل الاعلام.
ووفقا لتقرير نشرته منصة (alelm.net)، كانت هناك عمليات هدم لمبان ضخمة في عدة دول بالعالم جذبت الأنظار نظرا الى شهرة هذه المباني او ضخامتها، ومن ذلك:
- برج أكسا في سنغافورة. وكان يبلغ ارتفاعه 234 متراً، وبذلك يعتبر أطول مبنى في العالم تم هدمه، وبدأت عملية الهدم في مايو 2022 تمهيدا لبناء مبنى آخر يبلغ ارتفاعه 305 أمتار.
- برج جي بي مورغان تشيس في نيويورك. كان ارتفاعه 205 أمتار وتم هدمه عام 2021 لإنشاء مبنى آخر في نفس الموقع بارتفاع 423 مترًا.
- مبنى سنجر في نيويورك، تم تشييده عام 1908 على ارتفاع 187 مترًا قبل أن يتم هدمه في عام 1968 ليتم تشييد One Liberty Plaza في نفس المكان.
- مبنى CPF – سنغافورة: كان المقر الرئيسي لمجلس صندوق الادخار المركزي (CPF)، وكان يبلغ ارتفاعه 171 متراً، وقد هُدم عام 2017.
- مينا بلازا – أبو ظبي: كان عبارة عن مبنى تجاري في أبو ظبي، تم تشييده في عام 2014، وكان يبلغ ارتفاعه 168.5 مترًا، وتم هدم المبنى في عام 2020 باستخدام تقنية التفجير الداخلي.
- مبنى دويتشه بنك – نيويورك: كان يبلغ ارتفاعه 158 مترًا، وتعرض لأضرار جسيمة خلال هجمات 11 سبتمبر، وتم هدمه في عام 2011.
- مبنى UIC – سنغافورة: كان يبلغ ارتفاعه 152 مترًا، وتم تشييده في عام 1973، وتم هدمه في عام 2013 لإفساح المجال أمام مبنى V on Shenton في نفس المكان.
- وان ميريديان بلازا – فيلادلفيا: كان يبلغ ارتفاعه 150 مترًا، وتم تشييده في عام 1972، وتعرض لأضرار جسيمة من جراء حريق في عام 1991 وهدم في عام 1999.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك