الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مواقف إدارية.. غير حضارية
دخلت إحدى المؤسسات.. أنتظر إجراء معاملة ما.. جاء دوري ووقفت أمام الموظف.. يبدو أنه كان في حالة مزاجية سيئة.. تحدث مع زميله غاضبا، وانطلقت منه كلمات من قاموس المفردات غير اللائقة.. ثم تبعتها بعض الضحكات منهما.. واضح أن التعليق كان على المسؤول الذي وبخهما منذ قليل. (الموقف الأول).
حينما قدمت بعض أوراقي لتلك الموظفة في إحدى الشركات، كي أستكمل معاملتي.. كانت بعض آثار «البيتزا» عالقة قرب فمها، مع «تكويرة في الجانب الأيمن داخل الفم».. حدثتني وهي تمضغ شريحة «البيتزا بالمرتديلا»: الموضوع سينجز بعد دقائق، وانتظرني قليلا وسوف أناديك.. وبعد أن أخذت أوراقي قلت لها: «صحتين» وانصرفت.. (الموقف الثاني).
جلست على مقاعد الانتظار بعد أن استلمت ورقة الدور من الجهاز الالكتروني.. كنا خمسة أشخاص بانتظار الموظف الشاب الذي يرتدي البدلة والكرفتة.. ثم دخل شخص سمين.. يبدو أنه على معرفة بمسؤول الشركة.. ظهر رقم دوري على الشاشة، وحينما وقفت أمام «كونتر» الموظف، كان المسؤول قد سلم أوراق ذلك الشخص كي ينجز معاملته قبل الجميع.. فطلب مني الموظف الانتظار.. فقلت له: وماذا عن الدور والرقم والجهاز الالكتروني؟ فأجابني قائلا: لحظات وسوف أنجز معاملتك.. ولكن تلك اللحظات امتدت إلى ربع ساعة.. (الموقف الثالث).
عندما تحدثت مع موظفة الشركة عبر الهاتف للاستفسار عن مسألة ما، طلبت مني الانتظار قليلا على الخط.. وخلالها استمعت إلى الموسيقى الهادئة.. طال انتظاري على الخط.. فعادت الموظفة تعتذر عن التأخير.. وطلبت مني المزيد من الانتظار.. والاستماع للموسيقى من جديد.. وبعد عشر دقائق، سمعت صوتها وهي تقول: نأسف على التأخير، وسوف نعاود الاتصال بك، لأن الموظف المختص غير موجود.. وأغلقت السماعة، وسمعت الصوت الآلي يطلب مني تقييم الخدمة من (1-5) فلم أتجاوب مع التقييم لأنه لم يضع التقييم رقم «صفر».. (الموقف الرابع).
عبر الاتصال المباشر طلبت خدمة من أحد المحلات العاملة في مجال خدمة الضيافة.. ودفعت مبلغ الحجز.. ثم بعد خمس دقائق فقط أبلغني أحد الأصدقاء أنه اتفق مع أحد المحلات للضيافة، ولا داعي للحجز الذي قمت به.. اتصلت بذلك المحل لإلغاء حجزي، ولكنه رفض إرجاع المبلغ.. وبعد حديث ونقاش طويل، وافق على إرجاع «ربع المبلغ».. على الرغم من أنني لم استفد من أي خدمة سوى الاتصال الهاتفي.. (الموقف الخامس).
كل ما سبق ذكره.. هو مجموعة مواقف تعرض لها بعض مواطنين ومقيمين، في بعض مؤسسات عامة وخاصة.. تعكس غياب ثقافة احترام الوظيفة، وعدم الحفاظ على سمعة المؤسسة، والقيام بأمور تفقد ثقة المراجع بتلك المؤسسة، فضلا عن غياب نوع من الرقابة الإدارية في المؤسسات على أداء الموظفين.
تلك مواقف متكررة، تصادف الجميع.. وما نشرناه يعدّ «عينة» ونماذج وأمثلة.. ومن الأهمية بمكان أن تنصب وتركز الدورات التدريبية والتثقيفية في المؤسسات والهيئات والشركات على معالجة مثل تلك المواقف والممارسات التي تعطي انطباعا غير إيجابي عن المؤسسة بسبب سلوكيات بعض الموظفين المتقاعسين.
ومنا إلى من يعنيهم الأمر في القطاع العام والقطاع الخاص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك