لا تألو مملكة البحرين جهداً في أن تكون سباقة في مواكبة العصر، ولا تتوانى عن ترسيخ مكانتها في طليعة دول العالم المتقدمة في كل المجالات، حيث تولي أهمية فائقة لدورها الريادي في مواكبة جميع المستجدات العصرية والعالمية، بما فيهم مجال التكنولوجيا الحديثة، التي تعد لغة العصر، وبمثابة الشريان المغذي لكل القطاعات الأخرى بشكلٍ أو بآخر.
حيث تعمل على تعزيز الاستدامة والتنافسية، والابتكار والتطوير، وتحسين البنية التحتية، وجودة الخدمات بأعلى مقاييس المنظومة العالمية، إذ يعد التحول الرقمي أحد أهم توجهات الرؤية الاقتصادية الوطنية 2030 للمملكة.
وهذا ما أكده مجدداً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضي، خلال لقائه السيد إيريك أنزياني الرئيس والمدير التنفيذي لشركة دوت كوم، وذلك في معرض حديثه حول أهمية التحول الرقمي وأثره في الارتقاء بالقطاعات المختلفة نحو مزيد من التقدم والنمو، وحول جهود المملكة في استقطاب الشركات العالمية في المجالات الواعدة بما يعزز البيئة الاستثمارية لها، ويعزز أيضًا مكانتها على الخريطة الإقليمية والعالمية، كما أكد سموه أن هذا القطاع يحظى باهتمام بالغ في المملكة، قياسًا بمساهماته الثرية في رفد المسيرة التنموية الشاملة، بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله.
هذا وسبق أن أطلقت البحرين مجموعة من المبادرات التي تدعم التقنيات الناشئة، كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الروبوتات، والتي تتلخص في تقديم الدعم الاستراتيجي للشركات والمؤسسات العاملة بذات المجال.
إلى جانب تبنيها أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك لتشغيل الخدمات الإلكترونية الحكومية بأسهل الطرق والإجراءات، في مجالات: الصحة والتعليم، والمرور والاستدامة البيئية، ومجال الخدمات العدلية والمحاكم، إلخ.
وفي ظل تسارع وتيرة هذه التقنيات، أنشأت المملكة إدارة مخصصة للابتكار والتقنيات المتطورة، تتبع هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية، حيث تعنى بإعداد الاستراتيجيات لتنفيذ التقنيات الناشئة في القطاع الحكومي، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين.
وفي ذات الإطار حرصت البحرين على إنشاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عام 2018م، والتي تتبنى مجالات الفضاء والعلوم والتكنولوجيا، والتي تحرص على استقطاب الكفاءات الوطنية بذات المجالات، إلى جانب إنها تعكف على إعداد فريق مؤهل ومدرب أيضًا، وذلك مواكبة لمتطلبات العصر.
ومن نفس المنطلق عملت على إنشاء مستودع بيانات وطنية، وذلك لتعزيز مستوى الخدمات النوعية التي تقدمها الجهات الحكومية، إلى جانب إنها بدأت تتحول نحو المدن الذكية لضمان كفاءة أعلى وديمومة أكبر.
كما تتعاون المملكة مع مؤسسات القطاع الخاص، لتبني التقنيات الجديدة والناشئة، ضمن منظومة العمل الجماعي، بما يحقق الفائدة المتبادلة.
إذ تعتبر البحرين وفق تقرير مؤسسة البيانات الدولية لعام 2023م، أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تتبنى «سياسة السحابة أولًا»، وهي ما تعني انتقال القطاع الحكومي من حلول تقنية المعلومات التقليدية، إلى النماذج السحابية المتطورة منذ عام 2017م.
والجدير بالذكر إنها احتلت في يونيو الماضي المركز الخامس عالميًا والثالث عربيًا، في مؤشر تنمية تقنية المعلومات والاتصالات، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024م.
وهذا إن دل على شيء، فهو لا شك إنه يدل على مدى اتساع الرؤية المستقبلية لمملكة البحرين، وحرصها على خلق بيئة داعمة للابتكار والنمو، وذلك من خلال تطويع التكنولوجيا لخدمة الوطن والمواطن والمقيم، بما يعزز نمو المجتمع البحريني، ويضعها بمصاف الدول المتقدمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك