الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«نكتب بالعربية».. شكرا بنك البحرين الإسلامي
حينما سألت الخطاط والفنان البحريني الأستاذ الفاضل محمود الملا: لمَ تم إغلاق جمعية «محبي الخط العربي» على الرغم من إشهارها في أبريل 2019؟ أجاب قائلا: «لأن الجهة المختصة سألتني عن أموال الجمعية، فقلت لها إنها موجودة في حسابات سويسرا..!! ذلك أن الجمعية ليست ربحية ولا أموال لديها أساسا.. فكان جوابي ساخرا.. وكان الرد إغلاق الجمعية..!!
وذات مرة سأل أحد الأشخاص الإمام «الإشبيلي»، ما هو ((الكموج))؟، فردّ «الإشبيلي» بسؤال: أين قرأتَها؟.. فأجاب الرجل: في قول امرئ القيس: «وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَه..»، فقال «الإشبيلي» بنبرة حادة: ((الكموج)) هو دابّة تقرأ ولا تفهم..! ذلك أن كلمة (الموج) المقصود بها المياه التي تعلو السطح وترتطم بالشاطئ، وقد أضيف لها حرف (الكاف) في شعر امرئ القيس من باب التشبيه بالشيء، وأصبحت «كموج»، ولكن الرجل اعتقد أنها كلمة واحدة..!
في أكتوبر الماضي، أعلن بنك البحرين الإسلامي إطلاق مبادرة «نكتبُ بالعَربية» بالتعاون مع وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى أسرة الأدباء والكتاب، وشركة «فيزا» العالمية، وذلك ضمن إطار تقدير بنك البحرين الإسلامي واهتمامه باللغة العربية، والتزامه بترسيخ الهوية الوطنية.
وتركزت المبادرة على إشراك فئة الناشئة البحرينيين في مسابقة الكتابة الإبداعية، وللمشاركة برأيهم في الرؤى الوطنية المناطة بالتقدم التكنولوجي والتحول الرقمي، من خلال تأليف قصة قصيرة تتمحور حول مستقبل مملكة البحرين 2050، تتجسد فيها عناصر الإبداع، والتخّيل، والابتكار، والتكامل الثقافي، والتكنولوجي.
وتفاعلا مع المبادرة، أعلن سعادة الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام إضافة المبادرة ضمن فعاليات «المنامة عاصمة الإعلام العربي».. كما أشاد الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم بالشراكة مع بنك البحرين الإسلامي في هذه المبادرة المشجعة على الاهتمام باللغة العربية، وتعزيز جهود الوزارة في تربية الأجيال على احترام اللغة العربية.. كما أعربت السيدة فاطمة العلوي، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي، عن فخرها بإطلاق المبادرة، ودور البنك المجتمعي، ومؤكدة العزم على إقامتها كحدث سنوي لطلاب وطالبات البحرين.
وفي مطلع ديسمبر الجاري، تم تكريم 20 شابًا وشابة تمكنوا من كتابة قصص قصيرة متكاملة، تناولت موضوع «البحرين في 2050»، وتنوعت بين القصص الاجتماعية والعاطفية، مما أبرز تنوع الأفكار والمواهب بين المشاركين.. علما بأن المبادرة شهدت مشاركة حوالي 2000 شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة.
ولعله من الواجب أن نشير هنا إلى أهمية أن تستثمر ((لجنة الإعداد والتحضير لمنتدى تأصيل الهوية البحرينية))، التي تأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، مبادرة بنك البحرين الإسلامي، وتجعلها من أبرز قصص النجاح والتميز.. ذلك أن الهوية البحرينية ذات ارتباط أساسي باللغة العربية.
وأحسب أن من يريد أن يتقن العربية، تحدثا وكتابة ولغة، فعليه بقراءة القرآن الكريم، وكذلك الكتب العربية العريقة ككتب الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي.. وحتى تكتمل صورة النجاح والتأصيل للهوية البحرينية واللغة العربية، من الواجب أن تكون ضمن الأعمال والخطابات والرسائل الرسمية في كل المؤسسات والهيئات، التي جعلت اللغة الإنجليزية شرطا عند التوظيف..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك