الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
موسم التخييم.. سأفترض «جدلا» أنني على خطأ..!!
بعض الأمور حينما تكون ناقصة، أو يشوبها بعض الخلل، تكون مدعاة لوقوع المشاكل والمصائب.. ينتابنا الكثير من القلق والهواجس والمخاوف جراء تداعيات ما قد يقع.. وربما شابنا بعض التردد من الحديث عن مسائل وقضايا، تجنبا لزعل أو عتب من طرف ما.. غير أن المصلحة العامة تستوجب منا التطرق إليها، وتستلزم منا الحديث عنها.. تماما كما تفرض على الجهات المعنية قبولها برحابة صدر ومسؤولية.
موسم التخييم في البر هذا العام لم يكن مناسبا، ولم ينل الاهتمام والرعاية والحرص الشامل والمتكامل.. يبدو لي أنه تم التعامل معه بإجراءات سريعة مستعجلة، من دون تخطيط ولا تهيئة، ولا حتى عناية بالشأن المجتمعي أو الثقافة الوطنية.. ربما للتخلص من «إزعاج» مسجات ورسائل الناس المطالبة بإعلان موسم التخييم.
في الثالث من نوفمبر الشهر الماضي تم إعلان أن موسم البر سيبدأ من 20 نوفمبر 2024 حتى 20 فبراير 2025، وأن التسجيل سينطلق من 15 لغاية 25 نوفمبر.. وتم تدشين مبادرة «خيّم» عبر تطبيق إلكتروني، مع توفير قنوات للتواصل لتقديم الاستفسارات والملاحظات حول موسم البر، أو عن طريق النظام الوطني للمقترحات والشكاوى (تواصل).. كما تم وضع لائحة تتضمن الضوابط والاشتراطات لموسم البر.. (19) مادة للاشتراطات التنظيمية.. (14) مادة للاشتراطات الأمنية.. (8) مواد للاشتراطات البيئية.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن الكثير من الضوابط والاشتراطات البالغ عددها (41 مادة) ليست مجالا للتطبيق والالتزام، لدى الكثير من مرتادي البر، وخاصة من قام بحجز المساحات ونصب المخيمات وجعلها سلعة للتجارة والربح، وأن طريقة حجز المساحات بشكل عشوائي أمر غير حضاري في دولة تمتاز دائما بالتنظيم الإداري الرائع.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن ترك الشوارع الجانبية للبر من دون إضاءة وتنوير، ومن دون رصف وسفلتة، سبب في غياب أسس وقواعد الأمن والسلامة وحماية الأرواح، وخاصة الشباب.. وأن الجهات المختصة تتحمل مسؤولية وقوع أي حادث لا سمح الله.. فضلا عن تخريب السيارات جراء الحصى والأتربة.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن عدم رغبة الجهات المختصة في صرف ميزانية لتبليط وإنارة الشوارع، وعدم التحرك لتعزيز التعاون والمشاركة مع مؤسسات القطاع الخاص في تهيئة البر وموسم التخييم من أبرز المظاهر السلبية.. كما أن التعلل بأن فترة موسم التخييم قليلة ولا داع لصرف الميزانيات والأموال.. لا يتناسب عند خسارة الأرواح.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: كان من الواجب على الجهات المختصة أن تطلع على تجارب الدول الشقيقة في موسم البر والتخييم، وتوفير الموقع المناسب والاشتراطات اللازمة، مع تعدد المواقع التي يزورها الناس، بدلا من التكدس والازدحام الحاصل عند «شجرة الحياة».
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن غياب الزيارات الميدانية وحملات التفتيش بعيدا عن لقطات الصور الرسمية والأخبار الجاهزة، شجعت الكثير على تجاوز الاشتراطات، مع استغلال عدد من المحلات وعربات الطعام لزيادة الأسعار وغيرها.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن مهرجان «ليالي المحرق» في هذا العام جاء في المرتبة الأولى ضمن البرامج المتنوعة التي قدمتها الدولة، ولقي الإقبال والإعجاب من المواطنين والمقيمين والسياح والزوار.. في حين أن موسم التخييم في البر هذا العام جاء في المرتبة الأخيرة.
سأفترض جدلا أنني على خطأ.. وأقول: إن موسم البر والتخييم لعام 2024 لم يكن ناجحا.. فأرجو تصحيح ما قلته، إن كان خطأ.. ولا يزال المجال مفتوحا للتعديل والتطوير.. وباقي على انتهاء الموسم (66 يوما).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك