العدد : ١٧٠٧٣ - الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٣ - الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

عيد 16 ديسمبر الكويتي.. وعيد 25 فبراير البحريني

بقلم: الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح.

الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬وصولي‭ ‬إلى‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬شرف‭ ‬خدمة‭ ‬بلادي‭ ‬سفيرا‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬غريبة،‭ ‬بل‭ ‬العكس،‭ ‬كان‭ ‬شعوري‭ ‬أنني‭ ‬بين‭ ‬أهلي‭ ‬وناسي‭ ‬وعزوتي،‭ ‬لما‭ ‬وجدته‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬كرم‭ ‬ومحبة‭ ‬وطيبة‭ ‬وتواضع‭ ‬ووفاء،‭ ‬جعلت‭ ‬مهمتي‭ ‬صعبة‭ ‬وسهلة‭ ‬كسفير‭.‬

صعبة‭ ‬لأن‭ ‬تاريخ‭ ‬البلدين‭ ‬صفحاته‭ ‬عميقة‭ ‬متجذرة،‭ ‬وسهلة‭ ‬برحابة‭ ‬الصدر‭ ‬والتعاون‭ ‬المطلق‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬أصالة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬ومعدنه‭ ‬الطيب،‭ ‬وأكاد‭ ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني‭ ‬داخله‭ ‬قلب‭ ‬كويتي،‭ ‬لما‭ ‬يجمع‭ ‬الشعبين‭ ‬من‭ ‬امتداد‭ ‬اجتماعي‭ ‬واحد،‭ ‬أشعرني‭ ‬أني‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬أسرة‭ ‬البحرين‭ ‬وكأني‭ ‬في‭ ‬بيتي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬ودخلت‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬حب‭ ‬البحرين‭ ‬مرسوم‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬قبل‭ ‬العين‭ ‬عند‭ ‬الكويت‭ ‬وأهلها،‭ ‬اعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬المحظوظين‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلدي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬المنامة‭ ‬من‭ ‬حراك‭ ‬ومناخ‭ ‬دبلوماسي‭ ‬وثقافي‭ ‬واجتماعي‭ ‬واقتصادي‭ ‬يثري‭ ‬زميلاتي‭ ‬وزملائي‭ ‬السفراء‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعرفة،‭ ‬الذين‭ ‬أكن‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬امتنان‭ ‬وعرفان‭ ‬لتعاونهم‭ ‬وتواصلهم‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬ونصائحهم‭.‬

عندما‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الكويتية‭ ‬البحرينية،‭ ‬كأني‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬وأمام‭ ‬مرآة‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬بعلاقات‭ ‬البلدين،‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬بها‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬هجرة‭ ‬آل‭ ‬الصباح‭ ‬وآل‭ ‬خليفة‭ ‬والجلاهمة،‭ ‬حيث‭ ‬انطلقوا‭ ‬معاً‭ ‬من‭ ‬موطنهم‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬الهدار‭ ‬في‭ ‬نجد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استقروا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أوطانهم،‭ ‬والتي‭ ‬تحكي‭ ‬قصة‭ ‬الأخوة‭ ‬والصداقة‭ ‬والتآلف‭ ‬والمحبة‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬معاً‭. ‬

وخير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مسجد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬شيد‭ ‬عام‭ ‬1737‭ ‬بمدينة‭ ‬الكويت،‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬الجد‭ ‬الأكبر‭ ‬لعائلة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬الذي‭ ‬يستقبل‭ ‬المصلين‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬وضمن‭ ‬المساجد‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الزيارات‭ ‬المصورة‭ ‬والموثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬البلدين،‭ ‬وما‭ ‬قبل‭ ‬إقامة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والامتداد‭ ‬الأسري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بيننا،‭ ‬ولخص‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬والدنا‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬مآثره‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬تجلى‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬احتلال‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭.. ‬

‮«‬هم‭ ‬جدهم‭ ‬جدي‭ ‬وجدي‭ ‬لهم‭ ‬جد‭ ‬وعيالهم‭ ‬هم‭ ‬شعره‭ ‬من‭ ‬فؤادي‮»‬‭ ‬

ونعتز‭ ‬أن‭ ‬سعادة‭ ‬السفير‭ ‬سليمان‭ ‬ماجد‭ ‬الشاهين‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬السفراء،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1971‭ ‬سفيراً‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬المنامة‭.‬

وهذا‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الثنائي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الشراكة‭ ‬التنموية‭ ‬منذ‭ ‬21‭/‬7‭/‬1970‭ ‬بمشروع‭ ‬مصنع‭ ‬انتاج‭ ‬الألمنيوم‭ ‬بين‭ ‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬

والتوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬وأخيه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما،‭ ‬بدفع‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬وبرنامج‭ ‬تنفيذي‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بكافة‭ ‬المجالات‭. ‬

وإذ‭ ‬تمثل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكويتية‭ ‬نسبة‭ ‬23‭% ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وهذه‭ ‬الشراكة‭ ‬التنموية‭ ‬تؤكد‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مرنة‭ ‬جاذبة‭ ‬وآمنة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬الكويتيين‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالجامعات‭ ‬البحرينية‭ ‬يبلغ‭ ‬1025‭ ‬طالباً‭ ‬وطالبة،‭ ‬يتلقون‭ ‬تعليمهم‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬مرحلتي‭ ‬البكالوريوس‭ ‬والدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بالتخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬والتربوية‭ ‬والمالية‭ ‬والقانونية‭ ‬والهندسية‭.‬

والأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬واحدة‭ ‬كأشقاء‭ ‬بالدم‭ ‬والروح‭ ‬والتاريخ،‭ ‬وتعكس‭ ‬حصاد‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬العلاقات‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬من‭ ‬قلوب‭ ‬مجتمعة‭ ‬ووحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والمصير،‭ ‬فماضينا‭ ‬مشرّف‭ ‬وحاضرنا‭ ‬مزدهر‭ ‬ومستقبلنا‭ ‬واعد،‭ ‬ويترجم‭ ‬العيدين‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬البحريني‭ ‬و25‭ ‬فبراير‭ ‬الكويتي،‭ ‬بأفراح‭ ‬وصوت‭ ‬وصدى‭ ‬واحد،‭ ‬وبعون‭ ‬الله‭ ‬ستظل‭ ‬قلوبنا‭ ‬واحدة‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬الدين‭.‬

مستذكرين‭ ‬معاً‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬والأصيل‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادةً‭ ‬وشعباً،‭ ‬مناصرةً‭ ‬للحق‭ ‬الكويتي‭ ‬إبان‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬الغاشم‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬واستضافة‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬بكل‭ ‬حفاوة‭ ‬استقبال‭ ‬وكرم‭ ‬ضيافة،‭ ‬ومشاركة‭ ‬قوات‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭.‬

ولا‭ ‬نغفل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬تسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1150‭ ‬مواطنا‭ ‬كويتيا‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تمهيداً‭ ‬لإجلائهم‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬أقاموا‭ ‬في‭ ‬فنادق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬40‭ ‬يوماً،‭ ‬حيث‭ ‬وفرت‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬والمعنية‭ ‬كافة‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬والحماية‭ ‬والتي‭ ‬أتت‭ ‬بتوجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بقيادة‭ ‬المشهد‭ ‬الصحي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬ودفع‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬واجه‭ ‬تلك‭ ‬الجائحة،‭ ‬وقد‭ ‬تشرفت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬بقصة‭ ‬نجاح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منحي‭ ‬وسام‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للاستحقاق‭ ‬الطبي‭.‬

وتعجز‭ ‬عباراتي‭ ‬كيف‭ ‬ترتب‭ ‬حروفها‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬على‭ ‬مشاعر‭ ‬القيادة‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬المواطنين‭ ‬الكويتيين‭ ‬الدارسين‭ ‬والزائرين‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشقيقة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬جسدته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المعظم،‭ ‬والتي‭ ‬عززت‭ ‬مفاهيم‭ ‬عالمية،‭ ‬كاحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية،‭ ‬والنهضة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحريات‭ ‬واستقلالية‭ ‬القضاء‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لأغراض‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

فالإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬الرواية‭ ‬والاهتمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروفه‭ ‬المعيشية‭ ‬ومنحه‭ ‬الفرصة‭ ‬للإبداع‭ ‬والتميز‭ ‬والثبات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وخلق‭ ‬جيل‭ ‬يحمل‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬والالتزام‭ ‬لرفعة‭ ‬وتقدم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

نشعر‭ ‬بالفرحة‭ ‬بنجاحات‭ ‬البحرين،‭ ‬فتمكنت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬من‭ ‬التصنيف‭ ‬بالفئة‭ ‬الأولى‭ ‬عالمياً‭ ‬كنموذج‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬العالمي‭ ‬2024،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬الرياضية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬بتحقيق‭ ‬4‭ ‬ميداليات‭ ‬لتكون‭ ‬الأولى‭ ‬عربياً‭ ‬في‭ ‬حصاد‭ ‬الأولمبياد،‭ ‬والنجاح‭ ‬الباهر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬المدرسية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬لـ71‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالجانب‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ - ‬اليونسكو‭ ‬لاستخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الـ33،‭ ‬كان‭ ‬مثار‭ ‬إعجاب‭ ‬العالم‭ ‬بحسن‭ ‬التنظيم،‭ ‬وما‭ ‬حققت‭ ‬برئاسة‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬بذلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المكتسبات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬للمملكة،‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬البحرين‭ ‬للقضايا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرات‭ ‬الحكيمة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وشعوبها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬المنشودة‭.‬

وإذ‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬السامية‭ ‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬حنكة‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬اللافتة‭ ‬لإنهاء‭ ‬النزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬لتحقيق‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وإنصاف‭ ‬وتضامن‭. ‬

وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬إلى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬العزيز‭ ‬بمناسبة‭ ‬العيد‭ ‬الوطني‭ ‬الثالث‭ ‬والخمسين‭ ‬وعيد‭ ‬الجلوس‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين،‭ ‬سائلاً‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والخير‭ ‬والمحبة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية،‭ ‬وأن‭ ‬يحفظها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬بألف‭ ‬خير‭. ‬

 

سفير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا