تحتفل البحرين بيومها الوطني هذا العام وهي تنظر بفخر إلى خمسة وعشرين عاماً من القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، التي أرسى خلالها أسس نهضة اقتصادية جعلت من المملكة نموذجاً رائداً في التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي. إن هذه السنوات لم تكن مجرد فترة زمنية عابرة، بل حقبة من الإنجازات التاريخية التي وضعت البحرين في مكانة مرموقة على الساحة الإقليمية والدولية.
منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، شهدت البحرين تطورات اقتصادية هائلة. تحت رؤيته السديدة، تم إطلاق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي شكلت خارطة طريق واضحة لتحقيق التنويع الاقتصادي وتعزيز تنافسية المملكة. هذه الرؤية لم تكن مجرد خطة اقتصادية، بل كانت تحولاً جذريّاً في طريقة التفكير الاقتصادي، حيث تم التركيز على الابتكار والاستدامة والشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق نمو شامل.
خلال العقدين ونصف الماضيين، أصبحت البحرين مركزاً مالياً إقليميّاً، بفضل جهود جلالة الملك المعظم في تعزيز القطاع المالي وجعله أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد. وتم تطوير البنية التحتية المالية لتستوعب الشركات الكبرى والمؤسسات العالمية، ما عزز من مكانة البحرين كوجهة مثالية للاستثمارات الأجنبية. ولا ننسى الدور الكبير لصندوق احتياطي الأجيال القادمة الذي تم تأسيسه تحت قيادة جلالته، حيث أصبح ضمانة لمستقبل اقتصادي مستدام يعكس التزام البحرين تجاه أجيالها المقبلة.
الإنجازات الاقتصادية شملت أيضاً تعزيز قطاع الخدمات، حيث أصبحت البحرين رائدة في تقديم الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية في المنطقة. هذا النجاح لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة للاستثمارات الكبيرة في التعليم والتكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية. وبتوجيهات جلالة الملك المعظم، تم إطلاق مشاريع عملاقة عبر كافة القطاعات والمجالات الاقتصادية التي عززت من مكانة البحرين كمحور اقتصادي وتجاري يربط الشرق بالغرب.
كما شهدت البحرين تطوراً هائلاً في مجال الطاقة، مع التركيز على الاستدامة والطاقة المتجددة. مشروع اكتشاف النفط والغاز الصخري يعد أحد أكبر الإنجازات التي ستدعم الاقتصاد الوطني عقودا قادمة. إلى جانب ذلك، أسهمت الاستثمارات في الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة النظيفة في وضع البحرين على خريطة الدول الرائدة في تبني الاقتصاد الأخضر.
الالتزام بالتنمية البشرية كان حاضراً بقوة في استراتيجية جلالة الملك المعظم. تم تعزيز التعليم والتدريب المهني، ما ساهم في خلق كوادر بحرينية مؤهلة قادرة على قيادة الاقتصاد في المستقبل. وقد انعكس ذلك في المؤشرات العالمية، حيث حافظت البحرين على مكانة متقدمة في تقرير التنافسية العالمية والتنمية البشرية.
اليوم، ومع احتفال البحرين بيومها الوطني، يمكننا أن نقول بثقة إن السنوات الخمس والعشرين الماضية كانت شهادة حية على رؤية جلالة الملك المعظم الثاقبة والتزامه الراسخ بتحقيق مستقبل أفضل لمملكة البحرين. بفضل قيادته الحكيمة، أصبحت البحرين مثالاً يحتذى به في التنمية الاقتصادية والابتكار والاستدامة.
تحت قيادة جلالة الملك المعظم وبدعم من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، البحرين ليست فقط ماضية في تحقيق أهدافها الاقتصادية، بل تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق. رؤيتهما جعلت الاقتصاد البحريني قوة متكاملة تعتمد على التنوع والاستدامة، ليظل شاهداً على عظمة هذه القيادة ومسيرتها التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
ماجستير تنفيذي بالإدارة
من المملكة المتحدة (EMBA)
عضو بمعهد المهندسين والتكنولوجيا البريطانية العالمية (MIET)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك