الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
قراءة مهمة في الأوضاع السورية
الجميع في المنطقة يتابع تسارع الأحداث والتطورات في سوريا.. الجميع تأثر بما شاهده من معاناة وألم.. وفي ذات الوقت فالجميع يترقب تحقيق الإرادة الشعبية السورية.. ومن الأهمية بمكان أن لا يكون هناك تسرع في الحكم على من يملك زمام الأمور هناك.
بيان وزارة الخارجية البحرينية كان واضحا ودقيقا وحكيما، حينما أكد المتابعة الحثيثة لتطورات الأحداث التي تشهدها سوريا، للاطمئنان على الأوضاع في البلاد، والحرص على سيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، مع الإعراب عن تمنيات مملكة البحرين للشعب السوري الشقيق بدوام الأمن والسلام والنماء والازدهار، ومساندة المملكة لتطلعات الشعب السوري الشقيق للأمن والاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
كما أن ما كتبه بالأمس الأستاذ «سليمان جودة»، يكشف تفاصيل ما لم يُقال، وعرض حقائق الوضع السوري حاضرا ومستقبلا، وهو مقال يستحق القراءة والتأمل، حيث كتب قائلا: أي نظرة متأملة في تطورات الوضع في سوريا سوف تقول لنا إن «بشار الأسد» تم بيعه من أقرب حليفين له: الحليف الروسي والحليف الإيراني.. ذلك أن قوات ما يسمى «هيئة تحرير الشام» تقدمت في الأراضي السورية بسهولة عجيبة، وكأنه لا يوجد في البلد جيش، ولا حكومة، ولا شيء يصدها، أو يوقفها، أو يُبطئ من تقدمها على الأقل.
ومن قبل، كانت هذه القوات المتقدمة في أنحاء سوريا لا تأخذ ساعات في أيدي العناصر الإيرانية المتواجدة في سوريا.. وكانت عناصر الحرس الثوري الإيراني تلاحقها، وتطردها إلى الحدود التركية السورية في أقصى الشمال.. أما الآن، فالقوات نفسها تتقدم وكأنها في نزهة لا في حرب.. ولا يفسر هذا السكوت والهدوء الإيراني إلا أن حكومة المرشد علي خامنئي في إيران قد حصلت على الثمن من الولايات المتحدة، ولن يخرج الثمن في الغالب عن التساهل الأمريكي فيما يخص البرنامج النووي الإيراني.. فهذا هو أهم شيء لدى حكومة المرشد خامنئي.
أما الروس فلا وجود لأسطولهم الذي سمعنا عنه كثيرًا في منطقة «حميميم السورية»، ولا أثر لقواتهم التي أنقذت الأسد من قبل في ساعات معدودة.. لا وجود ولا أثر.. ومن الواضح أن الثمن سوف يحصلون عليه في تسوية تُنهي الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثاني في الرابع والعشرين من فبراير من هذه السنة، وأنهكتهم بما يكفي.
إن التطورات المتصاعد اليوم، القصد منها هو سوريا، لا نظام الحكم فيها.. فلقد ذهب نظام حكم الأسد الأب، ومن بعده ذهب نظام حكم الأسد الابن.. أما سوريا البلد، والوطن، والأرض، فإنها إذا ذهبت فكيف يمكن أن تعود، أو متى يمكن أن تكون عودتها؟ هذا هو السؤال الأهم الذي يجب أن ننشغل به، ونحن نرى ونتابع ونأسى على ما هو حاصل هناك.
وبدورنا نقول: إن الدخول الإسرائيلي في الشأن السوري بعد سقوط بشار الأسد، يشكل نذير شؤم لإشعال أزمة جديدة، تضاف إلى الأزمات الحالية في سوريا، خاصة بعد تصريح «نتنياهو» بأن «الجولان» أصبحت لإسرائيل بشكل أبدي، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب السوري والأمة العربية كذلك.
لذلك فإن التواجد العربي والتواصل الحالي مع من يملك زمام الأمور في سوريا الآن، ودعم تطلعات الشعب السوري واحترام إرادته، والدعوة لحماية مؤسساته، والمساهمة في إعادة الإعمار.. هو عين الصواب والحكمة، لمستقبل سوريا والسوريين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك