جاء رجل إلى زياد ابن أبيه أمير العراقين وكلمه في حاجة له، ووقف بين يديه وقال: أصلح الله الأمير! أنا فلان ابن فلان، فتبسم زياد وقال: أتتعرف إليّ وأنا أعرف منك بنفسك! والله إني لأعرفك وأعرف أباك وأمك وجدك وجدتك، واعرف هذا البرد الذي عليك وهو لفلان، فبهت الرجل وارعد، حتى كاد يغشى عليه.
تذكرت هذه الحكاية المروية التي تنم عن نباهة وفطنة العرب وسياستهم للناس واتساع صدرهم للرعية، حينما قرأت خبرا لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يشير فيه إلى سياسة حكومة دولة الإمارات الشقيقة تجاه مواطنيها ومراجعي الإدارات الرسمية، وانه تصله المعلومات يوميا وبدقائق الأمور عن أداء المسؤولين والمديرين وكيفية أدائهم وحجم عطائهم، وتقييمه لهم بناء على رضا المراجعين، ومازال سموه.. أدام الله عليه نعمة الصحة والعافية يقظا نبها وشعلة متقدة، تنير سماء دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بل تنير سماء الخليج والوطن العربي. ولا أزايد وأبالغ أن أقول.. ونحن على غير اطلاع بما يجري في يوميات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وطريقة استقائه للمعلومات، إلا أنني واثق أنه يعرف أكثر من برد الرجل الذي يفد عليه.
حينما قرأت ذلك الخبر.. أخذني حبي له وآثرت أن اكتب شيئا في مآثر سموه ومسيرته العطرة وكلها مآثر.. لما له من حق علينا نحن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وتأثرنا به وحبنا له ولإنجازاته، وهو حق سموه علينا، أن نعظم من شأنه كما يعظمه العالم، فهو شخصية ملحمية أممية.. تمثلت في كيان شخص وفكر ومسيرة لتنبثق أسطورة مشعة لزمانه، وسموه مثالا لمن أراد أن ينهض بوطنه ويعتلي به.. ثم تعتلي أمته به وتفاخر ويحق لها أن تفخر.. إنه شخصية فذة وحالة خاصة لا يجود بها الزمان كثيرا.. فهو مدرسة في الحكم والإدارة والقيادة، فكر جامع وعمل ساطع ورؤى يطلقها ويحققها لتعد من عجائب الدنيا. أن عشقه لوطنه ولأمته اوصله إلى عشق وطنه وأمته له، ومد الخير بعطائه وكرمه وعظيم سجاياه للقريب والبعيد، وأحب الجميع كائنا من كان، لترتفع به إنسانيته ويرتقي بجمال روحه، ويغدو رائدا للعظماء المؤثرين في أممهم وشعوبهم، ناحتا المستقبل بفن وروية وجمال، لأجيال حاضرة وقادمة من شعبه وأمته.
لسموه.. مكانة محفورة في قلوب شعب البحرين وكثيرون هم من يتغنون بإنجازاته وأحلامه هي أحلامهم، وقد طبع حبه في أفئدتهم، لحب سموه لهم وعمق اعتزازه بهم وبمملكتنا الغالية، ولدفء العلاقة الأخوية ولمكانته القلبية القريبة اللصيقة بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية.
فسلام لك يا إمارات الخير، سلام لك يا نبع الوفاء والعطاء، دمت بيرقا ومنارة للخير والنماء والازدهار، ونحن إذ نبادلكم الحب والوفاء لأنكم أهل الخير والوفاء، من أوال مملكة المحبة والسلام من وطن الملك حمد بن عيسى آل خليفة الملك الخليفي الوائلي.. القائد الهمام والفارس الذي عرك الأيام بخبرته وحكمته، وذلل الصعاب في كل الأزمات، نبعث تهانينا إليكم وإلى قيادتكم السياسية متمثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
تهانينا العطرة لكم.. برائحة المشموم والرازقي البحريني، وأمنياتنا الطيبة لكم فواحة كنسيم الياسمين، بمناسبة أعيادكم الوطنية أدامها الله عليكم دهرا من الرفعة والعزة والمنعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك