أكدت أخصائية التغذية العلاجية أريج السعد نائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أن ممارسة الرياضة تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يجعلها جزءًا حيويًا من إدارة مرض السكري، مبينة أن الرياضة لا تقتصر على تحسين الصحة العامة فقط بل يمكن أن تسهم في خفض مستويات الجلوكوز وزيادة القدرة على التحكم في المرض بشكل طبيعي.
كما تؤثر ممارسة الرياضة على مستويات السكر في الدم ودمجها في روتين الحياة اليومية:
1. تحسين حساسية الأنسولين
• زيادة فعالية الأنسولين: التمرين المنتظم يساعد في تحسين استجابة الخلايا للأنسولين. هذا يعني أن الجسم يمكنه استخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة، مما يسهم في خفض مقاومة الأنسولين.
• خفض مستويات السكر في الدم: بعد ممارسة الرياضة، يُستهلك السكر الموجود في الدم بشكل أسرع من قبل العضلات، وبالتالي يقل مستوى الجلوكوز في الدم.
2. خفض مستويات السكر في الدم أثناء وبعد التمرين
• التأثير الفوري: الرياضة تؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم خلال فترة التمرين بسبب استهلاك العضلات للطاقة المخزنة (الجليكوجين). إذا كان الشخص يعاني من السكري النوع 2، فإن النشاط البدني يسهم في تنظيم مستويات السكر.
• التأثير طويل المدى: مع استمرار ممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن تكون مستويات السكر في الدم أكثر استقرارًا على المدى البعيد، حيث تُحسن ممارسة الرياضة بشكل عام من قدرة الجسم على تنظيم مستويات الجلوكوز على مدار اليوم.
3. التحكم في الوزن
• الحد من السمنة: ممارسة الرياضة تساعد في حرق السعرات الحرارية وتقليل الوزن، وهو ما يُعدّ من العوامل المهمة في تحسين السيطرة على السكر في الدم. السمنة تزيد من مقاومة الأنسولين، لذا فإن تقليل الوزن يمكن أن يُحسن التحكم في المرض بشكل كبير.
• الأنشطة الهوائية: التمارين مثل المشي السريع، الركض، والسباحة تساعد في تقليل الدهون الزائدة في الجسم وتحسين الأداء العام للجسم.
4. تحسين التوازن بين الهرمونات
• التقليل من التوتر: التمرين يعمل على تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم. التوتر يمكن أن يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول التي ترفع مستويات السكر في الدم، ولكن ممارسة الرياضة تخفف من هذه التأثيرات السلبية.
• إفراز الإندورفين: التمرين يحفز إفراز الإندورفين («هرمونات السعادة»)، مما يساعد في تحسين المزاج والشعور العام بالرفاهية.
5. التأثير على مستويات السكر أثناء الراحة
• ممارسة الرياضة المستمرة تؤدي إلى تحسين قدرة الجسم على استخدام السكر حتى عندما لا يمارس الشخص أي نشاط بدني. هذا يعني أن مستويات الجلوكوز تبقى أكثر استقرارًا حتى خلال فترات الراحة.
6. الأنواع المثلى من التمرين لمرضى السكري
لتوفير أقصى فائدة من التمارين، يجب دمج أنواع مختلفة من التمارين الرياضية ضمن الروتين اليومي، وهي:
• التمارين الهوائية (Cardio): مثل المشي السريع، الجري، السباحة، ركوب الدراجة، والرقص. هذه الأنواع من التمارين تزيد من استهلاك الطاقة وتسهم في خفض مستويات السكر في الدم.
• تمارين القوة (Strength Training): مثل رفع الأثقال أو تمارين باستخدام وزن الجسم (مثل الضغط أو السكوات). هذه التمارين تساعد في زيادة الكتلة العضلية، مما يؤدي إلى تحسين استخدام السكر في الجسم.
• التمارين ذات الحركات المستمرة (Endurance Training): مثل رياضة المشي الطويل، ركوب الدراجة أو السباحة لفترات طويلة، تساعد في تحسين قدرة الجسم على استهلاك الطاقة بشكل مستمر.
7. أوقات ممارسة الرياضة
• ممارسة الرياضة بعد الوجبات: يمكن أن يكون التمرين بعد الوجبات مفيدًا في خفض مستويات السكر في الدم، حيث يساعد الجسم في استخدام السكر الناتج عن الطعام بشكل أفضل.
• التمرين صباحًا أو مساءً: بشكل عام، لا توجد قواعد ثابتة حول التوقيت المثالي، لكن المهم هو ممارسة الرياضة بانتظام. يُفضل تخصيص وقت محدد يوميًا للنشاط البدني للحصول على فوائد صحية مستدامة.
8. مراقبة مستويات السكر قبل وأثناء وبعد التمرين
• مراقبة السكر قبل التمرين: من المهم أن يراقب مريض السكري مستوى السكر قبل بدء التمرين. إذا كان مستوى السكر منخفضًا جدًا (أقل من 70 ملغ/ديسيلتر)، فمن الأفضل تناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات قبل بدء النشاط البدني.
• مراقبة السكر بعد التمرين: من المهم متابعة مستوى السكر في الدم بعد التمرين، وخاصةً إذا كان التمرين شاقا. أحيانًا يمكن أن تنخفض مستويات السكر بشكل مفاجئ بعد التمرين، مما يستدعي تناول وجبة خفيفة.
9. التمارين المتقطعة عالية الكثافة (HIIT)
• تمارين HIIT: هذه التمارين تتضمن فترات من النشاط البدني المكثف متبوعة بفترات راحة. أظهرت الدراسات أن تمارين HIIT يمكن أن تحسن حساسية الأنسولين بشكل كبير وتساعد في خفض مستويات السكر في الدم. هذه التمارين تكون فعالة في وقت أقل، مما يجعلها خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من قلة الوقت.
10. التحذيرات والتوجيهات لمرضى السكري أثناء التمرين
• تجنب الإجهاد الزائد: مرضى السكري يجب أن يتجنبوا التمرين المفرط أو التمرين في درجات حرارة مرتفعة جدًا، لأن ذلك قد يؤدي إلى تقلبات غير متوقعة في مستويات السكر.
• الاهتمام بالترطيب: يجب التأكد من شرب كميات كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين.
• ارتداء الأحذية المناسبة: مرضى السكري يعانون أحيانًا من مشاكل في القدمين بسبب ضعف الدورة الدموية، لذا يجب ارتداء أحذية رياضية مريحة وجيدة التهوية.
خلاصة:
ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد مرضى السكري على تحسين حساسية الأنسولين، خفض مستويات السكر في الدم، إدارة الوزن، وتقليل خطر المضاعفات المرتبطة بالسكري. التمرين لا يقتصر على تأثيراته الصحية الجسدية، بل له فوائد نفسية وعاطفية أيضًا، حيث يعزز من المزاج ويساعد في التحكم في التوتر. من المهم أن يتحدث مرضى السكري مع الطبيب قبل بدء أي برنامج رياضي جديد، وخاصة إذا كانت حالتهم الصحية قد تؤثر على قدرتهم على ممارسة بعض الأنشطة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك