انتشر مرض السكري خلال العقود الأخيرة بسرعة لافتة، حتى أصبح يوصف بأنه «وباء العصر الحديث». ومعه زادت الخطورة وارتفعت نسبة المضاعفات لذا حاور الخليج الطبي الدكتورة فاطمة قمبر استشاري طب العائلة بمستشفى رويال البحرين في الإجابة عن أبرز الأسئلة التي يطرحها المرضى يوميًا، بطريقة مبسّطة ودقيقة علميًا.
*لماذا أصبح السكري أحد أكثر الأمراض انتشارًا؟
- تغيّر نمط الحياة: أسلوب الحياة العصري، قلة النشاط البدني، الاعتماد على الوجبات السريعة، وزيادة ساعات الجلوس رفع بشكل كبير من معدلات السمنة، وهي أحد أهم عوامل خطر السكري من النوع الثاني.
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للسكري وارتفاع نسبة العامل الجيني بين أفراد العائلة الواحد يزيد احتمالية الإصابة.
- الشيخوخة وزيادة متوسط العمر: كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت مقاومة الجسم للأنسولين، مما يرفع احتمالية الإصابة.
- ارتفاع معدلات التوتر وقلة النوم: الدراسات الحديثة تؤكد أن اضطرابات النوم المزمنة والضغط النفسي المستمر يرفعان مستوى مقاومة الإنسولين في الجسم.
*ما أنواع علاجات مرض السكري؟
-علاج السكري اليوم لم يعد «علاجًا واحدًا يناسب الجميع» بل أصبح منظومة متكاملة يجب أن تكون مصممة شخصيًا وملائمةً لجسم المريض واحتياجاته الصحية. يقوم الطبيب باختيار النوع المناسب بناءً على عمر المريض، وزنه، مستوى السكر، ووجود أي أمراض مصاحبة. العلاجات تتمثل في:
1. العلاجات غير الدوائية: برنامج غذائي، نشاط بدني منتظم، إدارة الوزن، وتعديل نمط الحياة لتقليل الضغوطات النفسية.
2. العلاجات الدوائية:
- الأدوية الفموية: تعمل بطرق مختلفة تساعد الجسم على استخدام الإنسولين بشكل أفضل أو التقليل من إنتاج السكر الزائد. وتتميز هذه الأدوية بأنها سهلة الاستخدام وتناسب الكثير من المرضى في المراحل الأولى من العلاج.
- إبر الإنسولين: ويُستخدم للمرضى المصابين بالسكري من النوع الأول، وعند الحاجة فقط في النوع الثاني.
- حقن ناهضات/مناظرات مستقبلGLP-1: وهي من أكثر الأدوية تطورًا اليوم، تساعد في خفض الوزن والتحكم بالسكر وتقليل مخاطر القلب والكلى.
*التطور التكنولوجي في أجهزة السكر … هل أحدث فرقًا؟
-نعم، وبشكل ضخم. أصبحت التكنولوجيا اليوم جزءًا أساسيًا من إدارة السكري وليست «ميزة إضافية»، إذ أثبتت قدرتها على خفض معدل نوبات الهبوط الحاد وارتفاعات السكر، تحسين معدل السكر التراكمي، سهولة اتخاذ القرارات للمريض والطبيب، تقليل العبء النفسي للسكري. التكنولوجيا الحديثة شملت:
- أجهزة القياس المستمر للسكر: تقنيات حديثة تراقب مستوى الجلوكوز في الجسم على مدار 24 ساعة دون الحاجة إلى الوخز المتكرر. يُثبت جهاز صغير على الجلد يقيس مستوى السكر كل بضع دقائق، ويرسل القراءات مباشرة إلى الهاتف أو الساعة الذكية. تُعد هذه الأجهزة نقلة نوعية لأنها تمنح المريض قدرة فريدة على التعرّف على العوامل المؤثرة على مستوى السكر مثل نوعية الطعام، مواعيد الوجبات، النشاط البدني، الضغط النفسي، وحتى تأثير النوم والأدوية. وبهذا يستطيع المريض اتخاذ قرارات تمنحه سيطرة أكبر على حالته الصحية.
- مضخات الإنسولين الذكية: أجهزة صغيرة تُرتدى على الجسم وتقوم بضخ الإنسولين بشكل مستمر وعلى مدار اليوم، بما يشبه الطريقة الطبيعية التي يفرزها البنكرياس من الأنسولين. تساعد المريض على الحفاظ على مستوى سكر أكثر استقرارًا. بفضل تطورها، أصبحت بعض المضخات تتواصل مع أجهزة القياس المستمرة للسكر وتعدّل الجرعة تلقائيًا (الحلقة المغلقة)، مما يوفر للمريض راحة أكبر ويُحسّن جودة الحياة.
*ما الخطوات أو الخطة العلاجية التي يجب أن يتبعها مريض السكري؟
- التقييم الطبي الشامل: يشمل فحوصات الدم الدورية والتي تشمل السكر والفحوصات الأخرى لتقييم عوامل الخطورة ومضاعفات السكر. بالإضافة للفحص الدوري لشبكية العين والقدم السكرية.
- وضع أهداف علاجية واضحة: تحديد مستوى معين من السكر التراكمي يناسب حالة المريض.
- خطة غذائية مرنة ومدروسة: لا تعتمد على الحرمان، بل على اختيار الأطعمة الصحية وقراءة الملصقات الغذائية.
- نشاط بدني منتظم: 150 دقيقة أسبوعيًا كحد أدنى.
- اختيار العلاج الدوائي المناسب واستخدام التكنولوجيا عند الحاجة: بما يتناسب مع حالة المريض.
- المتابعة الدورية مع الطبيب: وهذا هو العامل الأهم للحفاظ على استقرار السكر وتجنب المضاعفات.
*هل يمكن الوقاية من السكري وخصوصاُ إذا كان وراثيًّا؟
نعم، أثبتت الدراسات أن تغيير نمط الحياة يقلّل خطر الإصابة بما يصل إلى 58%. تشمل الطرق الوقائية الحفاظ على وزن صحي ومعالجة السمنة، ممارسة الرياضة، تحسين جودة النوم، تقليل السكريات والمشروبات الغازية، وفحص السكر بشكل دوري لمن لديهم تاريخ عائلي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك